تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:01 م]ـ

النموذج الأول

سورتى: النساء والأحزاب

أولا: التجانس اللفظى بين السورتين:

هاتان السورتان تنتميان زمنيا الى العهد المدنى، ولكن على العكس من ترتيب المصحف نجد أن سورة الأحزاب هى الأسبق نزولا من سورة النساء، ولهذا السبب قدمت ذكر آيات سورة الأحزاب فى مواضع الاستشهاد على آيات سورة النساء كما سنرى لاحقا، ويلاحظ أن السورتين لم يفصل بينهما فى ترتيب النزول غير سورة واحدة فقط هى سورة الممتحنة، حيث نزلت سورة الأحزاب أولا يليها سورة الممتحنة، يليهما سورة النساء

لوحظ أن هاتين السورتين (الأحزاب والنساء) تشتركان فى بعض التعبيرات التى لا تشاركهما فيها أى سورة أخرى من سور القرآن، بمعنى أن تلك التعبيرات قد اقتصر ذكرها فى القرآن على هاتين السورتين فحسب ومن دون منازع، فمن ذلك مثلا قوله تعالى فى السورتين معا:

1 - " وتوكل على الله، وكفى بالله وكيلا " وردت هذه العبارة فى الآية الثالثة من سورة الأحزاب وكذلك فى الآية 48 منها، ثم تكررت فى سورة النساء فى الآية 81، ولم تأت حرفيا بنفس هذا النص فى القرآن كله فى غير تلك المواضع الثلاثة

2 - " ميثاقا غليظا ": ورد هذا التعبير فى الآية السابعة من سورة الأحزاب، كما ورد فى سورة النساء فى الآيتين 21، 154 منها

ولم يأت له ذكر مرة أخرى فى أى سورة أخرى غيرهما

3 - " كفى بالله حسيبا " ورد ذكر هذا التعبير فى الآية 39 من سورة الأحزاب، ثم تكرر فى سورة النساء فى الآية السادسة منها، وهذا هو كل ما جاء منه فى القرآن كله (بالنظر الى حرفية النص)

4 - " اعتدنا للكافرين عذابا مهينا ": جاءت هذه العبارة فى الآية 57 من سورة الأحزاب، كما جاءت ثلاث مرات فى سورة النساء، وذلك فى الآيات: 37 - 102 - 151 ولم يتكرر مرة أخرى فى أى سورة غيرهما

5 - " بهتانا واثما مبينا " ورد ذكره فى الأحزاب 58، ثم فى النساء: 20، 112

ثانيا: التجانس الموضوعى بين السورتين:

من الملفت للنظر بقوة أن نجد سورة الأحزاب قد تحدثت كثيرا عن النساء، مثلها فى ذلك مثل سورة النساء التى دل اسمها على ذلك، وحتى يكون حديثى أكثر دقة أقول ما يلى:

أولا: سورة النساء هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء المسلمين بوجه عام

ثانيا: سورة الأحزاب هى أكثر سور القرآن حديثا عن نساء النبى عليه السلام بوجه خاص

يضاف الى ذلك أن سورة النساء هى التى قيدت عدد الزوجات بأربع مع اشتراط العدل وأوصت بالأكتفاء بزوجة واحدة تحريا للعدل وخوفا من الظلم بين النساء (انظر الآية الثالثة منها)

وبالمثل نجد أن سورة الأحزاب هى الأخرى قد جاءت بقيد مماثل، حيث أنها قيدت عدد أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وحرمت عليه الزواج فوق نسائه اللواتى كن فى عصمته بالفعل وقت نزول هذا التحريم:

((لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا)) - الآية 52

أى بايجاز نقول أن سورة النساء قد اهتمت بتنظيم الحياة الزوجية للمؤمنين بوجه عام

بينما سورة الأحزاب قد اهتمت بتنظيم الحياة الزوجية للنبى عليه السلام بوجه خاص

وهكذا نجد أن بين سورتى النساء والأحزاب صلات وثيقة من ناحية المضمون والموضوع، فكان من العجيب أن نجد بينهما صلات وثيقة كذلك من جهة الأسلوب والبيان

فهذا التجانس بينهما لم يقتصر على الناحية الموضوعية فحسب، وانما امتد كذلك ليشمل الناحية البنائية فأصبح شاملا للشكل والمضمون معا، وتلك ظاهرة لطيفة لا تقتصر على هاتين السورتين فحسب، وانما يمكن أن نجد لها تطبيقات أخرى مماثلة

كما أنها ظاهرة اعجازية تدل بوضوح على أن هذا القرآن مفصل على علم يفوق طوق البشر

وصدق تعالى اذ يقول عن كتابه المجيد: ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))

ومن عجب أن تلك الآية قد وردت هى الأخرى فى سورة النساء كذلك!!!

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[07 Mar 2010, 04:27 م]ـ

النموذج الثانى

سورتى الفرقان والاسراء

أولا: التجانس الموضوعى بين السورتين:

هاتان السورتان الكريمتان تشتركان فى حديثهما المسهب عن موقف الكفار من النبى صلى الله عليه وسلم واستعراض أقوالهم فيه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير