ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Jan 2010, 05:46 م]ـ
الأخ الكريم عصام والأخوة الكرام،
1. نلاحظ في عالم أسماء الأعلام أن الكثير منها ليس له اشتقاق، والكثير منها لا يُعلم أصله. ولا شك أنه يُقدّم البحث في اللسان العربي أولاً.
2. حتى أسماء الأعلام الأعجمية تُعرّب، فاسم بكين مثلاً هو معرب بيجين عاصمة الصين، وينطبق هذا على كل أسماء الأعلام قديماً وحديثاً.
3. تفيد الدراسات الحديثة أن اللغة العربية هي اللغة الأقرب إلى السامية الأم. وهناك ألفاظ عربية في المعلقات اندثرت ولم تعد مستخدمة. وحتى جذر بكك الذي نجده في المعاجم لا نجد له اشتقاقاً في استخدام العرب منذ الإسلام حتى اليوم. (لم نقصد هنا النفي المطلق وإنما لم نصادف هذا الجذر في دراساتنا الإسلامية إلا عند بحث معنى بكة).
4. اسم جبريل وميكائيل وإسرافيل وإبليس ويأجوج ومأجوج هل هي عربية؟. وما الداعي أن تكون؟! وإبليس مثلاً يطلق عليه هذا الاسم قبل خلق آدم. والصحف العربية التي تكتب اسم بوش ونتنياهو لا تخرج عن كونها عربية حتى تشتق من هذه الأسماء أو تستخدم أفعالاً غير عربية ... ألخ.
5. إجماع العلماء على أن البيت المذكور في قوله تعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً" هو الكعبة جعلنا نميل، وعدد غير قليل من المفسرين، إلى القول إن بكة هي مكة، وأن القلب ممكن، ومن هنا تجد بعض المفسرين يقدم مثلاً على القلب مثل كلمة لازب التي أصبحت في النطق العربي لازم، مع إقرارنا بزيادة معنى في لازب.
6. اضطراب المفسرين في كلمة بكة يفتح الباب لوضع الفرضيات في اسم لا يترتب عليه حكماً شرعياً. وكذلك نجد اضطراباً عند من يكتب في اللغات القديمة، فكلمة إسرائيل مثلاً اختلف في معناها، وكذلك بعلبك .... ألخ.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Jan 2010, 10:59 م]ـ
بكة ومكة:
(التفسير العلمي لحروف أوائل سور القرآن الكريم – تحية عبد العزيز – القاهرة 1990)
سعيد بمشاركتك لنا فى النقاش الدائر أخى الأستاذ جلغوم
أما عن الكتاب المشار اليه فقد قرأته فور صدوره (سنة 1990) نظرا لاهتمامى الشديد بموضوع الحروف المقطعة منذ ذلك التاريخ والى أن وفقنى الله تعالى بكرمه البالغ وفضله العظيم الى اماطة اللثام عن معانيها بعد بحث استمر قرابة تسعة عشر عاما
وأرى أن الكتاب الذى أقتبست منه أخى الكريم جاء عنوانه أوسع كثيرا من مضمونه، اذ أجد أن تفسيرات المؤلفة هى أقرب الى التأملات منها الى التفسير العلمى الذى يدعيه العنوان
والناظر فى تعليلها لاسمى: بكة ومكة تبدو له بوضوح هذه النزعة التأملية التى لا ترقى الى التفسير العلمى بمعناه الصحيح، وان لم يخل الكتاب اجمالا من فوائد
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:06 م]ـ
أخى الكريم عصام
أوافقك فى كثير مما ذكرته، بل فى أكثره وبارك الله فيك
أما القليل الذى أخالفك فيه فمنه قولك:
وكيف يكون في القرآن لفظ ليس هو من العربية المستعملة حين تنزله؟.
وأقول:
بل توجد فى القرآن الكريم ألفاظ لم تكن من العربية المستعملة وقت نزوله، مع أنها ألفاظ عربية الاشتقاق
ومن ذلك مثلا لفظتى: الصراط و القسطاس، فهما باجماع علماء العربية الكبار من محدثات القرآن التى لم يستعملها العرب من قبل
بل ان القرآن الكريم قد انفرد بذكر ألفاظ ومصطلحات جديدة خاصة به ولم تكن تجرى على ألسنة العرب من قبل، ومن ذلك مثلا لفظ (النفاق) بجميع مشتقاته: منافقون - منافقات. . . الخ
هذا الكلام لا أقوله من تلقاء نفسى، بل انه كلام علماء كبار فى اللغة من طبقة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، واللغوى الكبير العلامة رؤوف أبو سعدة وغيرهما
أما الأمر الثانى الذى أخالفك فيه فهو اختيارك لمعنى (الزحام) لتفسر به مادة (ب ك ك) والزعم بأن هذا المعنى عليه اجماع من المعجميين العرب
فدعوى الاجماع التام مرفوضة ابتداءا
ثم هل قدم هؤلاء شواهد على صحة هذا المعنى من الشعر العربى القديم السابق على نزول القرآن؟
ثم اننى اتساءل متعجبا: عن أى زحام يتحدثون؟!
وهل كان المسجد الحرام يشهد فى العصور الغابرة البعيدة مثل هذا الزحام الذى يشهده اليوم؟!
هل كان مزدحما الى هذا الحد يوم أن أطلقوا على بقعته الشريفة اسم بكة؟ ولا شك أنه كان يوما بعيدا جدا وضارب فى القدم
على أية حال لقد سررت بالحوار معك أخى عصام، وشاكر لك تجاوبك وأسلوبك المتحضر الراقى فى النقاش
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:53 م]ـ
لعل كلام الأخ العليمي المصري له وجهه من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل على سائر الأنبياء عليهم السلام بزيادة في الوحي، فآدم عليه السلام علمه الله الأسماء كلها.
فلعل الإضافة التي أضيفت مما فضل فيه محمد صلى الله عليه وسلم ليست من جذر واحد، لأن النص أن آدم علمه الله الأسماء كلها (وعلم آدم الأسماء كلها).
ولكن لعلها في الأسماء المشتقة من فعلين مركبين، بجذر ثلاثي، كقوله تعالى: (وقب) كأن جذره (و ق ب) ومعناه من فعلين: ورى؛ يعني توارى مختبئا، و (ق ب ب) بمعنى خرج منتشرا بعد لبده في ساسه مجتمعا.
فصار جذره مركبا من الجذرين (و ق ب). والله أعلم
لا أجزم أن (وقب) لم يستعمله غير محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء عليهم السلام قبله. ولكنه مثال تقريبي للجذر المركب من جذرين باجتهادي الشخصي غير منقول. والله أعلم
¥