تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الكتب السماوية السابقة على القرآن صحيحة في الأصل الذي هو وحي الله .. وهذا هو الذي نؤمن به (وآتينا داوود زبوراً)

تقول أنك تؤمن بها (الكتب السماوية) وحسنا ما قلت، ولكن كما قيل: لكل حق حقيقة، فما حقيقة ايمانك؟

والجواب الذى يدل عليه كلامك هو: لا شىء!!

أنت تؤمن بها اسما فقط، ايمانا صوريا اسميا لا يتنزل على الواقع وانما على - كما قلت - الأصل الذى هو وحى الله

وبالطبع فان هذا الأصل فى حكم المحال، اذ لا سبيل للوصول اليه على الاطلاق!!

والنتيجة الصحيحة أنه ايمان اسمى لا حقيقى، والدليل على هذا ما قلت أنت بعد ذلك، وهذا هو نصه:

وهذا الحكم يجعل مصداقية تلك الكتب في محك النقد تسقط من قائمة اليقين والعلم الذي تبنى عليه الحقيقة العلمية.

فلا نستطيع أن نقسم بالبر يقيناً على أن الآيات التي نقلتها أخي الفاضل (من نسخة الزبور أو المزامير) هي كلام الله لفظاً ومعنى؛ بخلاف القرآن

فتقول أن فقرة الزبور التى نقلتها لك ليست قطعا كلام الله لا لفظا ولا معنى!!

فترفض حتى الايمان بها من جهة المعنى، رغم أن تلك الفقرة تصف رحلة الحج الى بكة أيام داود عليه السلام، وهو ما يوافق الآيات القرآنية التى ذكرتها لك من قبل والتى تطالب اليهود بالحج اليها (الى بكة) كما أبان عن ذلك المفسر سيد قطب يرحمه الله، ولا بأس من اعادة كلامه حتى نتذكره جميعا، قال يرحمه الله فى تفسيره للآية التى جاءت بلفظ (بكة) ما يلى:

ويلفت النظر - في التعبير - هذا التعميم الشامل في فرضية الحج: {على الناس} .. ففيه أولاً إيحاء بأن هذا الحج مكتوب على هؤلاء اليهود الذين يجادلون في توجه المسلمين إليه في الصلاة. على حين أنهم هم أنفسهم مطالبون من الله بالحج إلى هذا البيت والتوجه إليه، بوصفه بيت أبيهم إبراهيم، وبوصفه أول بيت وضع للناس للعبادة. فهم - اليهود - المنحرفون المقصرون العاصون

بعد هذا البيان يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتجه إلى أهل الكتاب بالتنديد والتهديد، على موقفهم من الحق الذي يعلمونه، ثم يصدون عنه، ويكفرون بآيات الله. وهم شهداء على صحتها،

ان هذا الكلام يوافق ما نقلته عن الزبور، ويجعلنا نطمئن الى صدقه ولو على جهة المعنى، ثم الأهم من هذا أنه يبين لنا سر ايثار القرآن للفظة (بكة) هنا على (مكة) من حيث أنه يخاطب أهل الكتاب الذين يعرفون (بكة) جيدا من كتابهم الزبور ويعرفون ما ورد فيه عن رحة الحج الي بكة

فلماذا نرفض الاستشهاد بنص كهذا من الزبور ان كان يشهد بصدق القرآن الكريم، بل ويكشف عن اعجازه العظيم؟!

وهذا الصدق في التوراة بعد ثبوت التحريف ليس هو الأصل بل الأصل الشك والجرح حتى يثبت العكس، كموافقتها للقرآن مثلاً

أعتقد أن العكس المطلوب قد ثبت وأنه قد تبين موافقة ما نقلته من الزبور لما فى القرآن

واعلم أخى أننى لست وحدى الذى قال بأن فقرة الزبور المذكورة تدل على رحلة الحج القديمة الى بكة، بل تجد كثيرا من الأخوة الأفاضل قد سبقونى الى ذلك على مواقع الانترنت الاسلامية ذات الاتجاه المحافظ، بل الأصولى، فلست بدعا من القائلين بهذا، ولكنى قد أكون أول من فطن الى دلالة اسم (بكة) فى سياقها الوارد بسورة آل عمران، وهذا من فضل الله وتوفيقه ليس الا

ثم هناك سؤال مهم .. ما هي اللغة التي كتبت بها تلك الكتب أول الأمر، وإلى كم لغة ترجمت؟؟ وما هي أصح الترجمات والطبعات؟؟؟؟

هل نحدث عنهم أن الله عز وجل تشاجر مع يعقوب فصرعه يعقوب؟ ..

وهل نقول داوود أم ديفيد؟، عيسى أم يسوع؟، موسى أم موشي؟، التوراة أم العهد؟، الإنجيل أم بايبل؟

والجواب ببساطة - ولا أشك فى أنك تعرفه - هى اللغة العبرية (بالنسبة الى الزبور) وأنت تعرف جيدا أن العبرية تمت بصلة قرابة وثيقة الى لغتنا العربية، فهما من أصل واحد وينتميان معا الى أسرة واحدة، هى أسرة الساميات، أما عن الترجمة فلا شك كذلك أنك تعرف أنها قد ترجمت الى كل اللغات الحية التى يتكلمها أهل الأرض

أنت تعرف هذا كله، ومن هنا يبدو لى أن أسئلتك استنكارية وليست استفهامية!!!

فما الذى تستنكره أخى الفاضل؟

تريد أن تقول أنه لا ثقة مطلقا فى تلك الكتب السماوية على ما هى عليه الآن؟

والجواب سبق ذكره، بل لقد ذكرته أنت، حين قلت:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير