تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:39 م]ـ

الأخ الكريم العليمي،

3. عندما نقرأ المزامير ندرك أنها أدعية وصلوات ومناجاة منسوبة لداود عليه السلام. فمن أين لنا أن الزبور كان أدعية وصلوات ومناجاة؟!

من القرآن مباشرة، هذا هو جواب السؤال المطروح، حيث يمكن لنا أن نستدل على هذا من أمرين وردا بالقرآن:

الأمر الأول (وكنت قد أشرت اليه فى مداخلة سابقة) هو تقرير القرآن بأن داود عليه السلام قد برع للغاية فى التسبيح والشدو بالأناشيد والابتهالات، نأخذ هذا من موضعين بالقرآن، وهما:

أ - قوله تعالى:

(وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين)) - (الأنبياء - 79))

ب - قوله تعالى:

" ولقد آتينا داود منا فضلا، يا جبال أوبى معه والطير " (سبأ - 10)

هاتان الآيتان تدلان على أن ما اشتهر به داود عليه السلام وبرع فيه للغاية هو التسبيح والأدعية والمناجاة، وأن هذا بالتالى يعد أقرب شىء الى أن يكون هو مضمون كتابه (الزبور)، وهذا أيضا هو ما نجد أنه مضمون سفر المزامير الذى ينسب اليه، وبناءا عليه فان من اليسير أن نستنتج أن الزبور والمزامير يعنيان شيئا واحدا، هذا هو الأمر الأول

أما الأمر الثانى فقد كشف عنه بذكاء شديد الأستاذ رؤوف أبو سعدة - يرحمه الله - حين قال:

((كان الزبور كتاب تسابيح وتهاليل، ليس فيه شىء من التعاليم أو التكاليف كالذى تجد فى توراة موسى وانجيل عيسى وقرآن خاتم النبيين، دليلك فى هذا ما بقى من وحى الله على داود فى تلك المزامير التى فى العهد القديم

ودليلك فى هذا، بل قبل هذا، من القرآن نفسه، الذى لا يذكر الزبور بالاسم كلما جمع بين القرآن وبين توراة موسى وانجيل عيسى، كما تجد فى قوله عز وجل:

((ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليه حقا فى التوراة والانجيل والقرآن)) - (التوبة: 111)

بل لا يجمع بين التوراة والانجيل وبين الزبور فى سلك واحد حين ذكر ما علمه الله عبده ورسوله عيسى بن مريم:

((ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل)) - (آل عمران: 48)

وما ذاك الا لأن التسابيح ليست علما يعلم، فهى ليست من ذات جنس كتب الله على أنبيائه، وان كانت وحيا منه تبارك وتعالى على نبيه داود، صلوات الله وسلامه على جميع رسله وأنبيائه، بل قد كانت خصيصة لداودعليه السلام، فضلا آثره به عز وجل من دون أنبيائه، لقوله عز وجل:

((ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا)) - (الاسراء: 55)

وسبحان العليم الخبير))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير