تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أسعار ما جلبت من مواد فإذا هي لا تدري بكم اشترت! ذهبتْ إلى البقال وقالتْ له أريد كذا و أريد كذا وسلمته الجنيه وعادت بالباقي , والأخ خليل كان قد حذرها من قبل بألا تأخذ الأمور وكأنها لا تعنيها، وهي ليست مسألة القروش القليلة التي يمكن أن تذهب وإنما مسألة عدم الاكتراث بالأمر , وكان الأخ خليل قد وجه لها كلمات قاسية، وهي لم تفهم إلا القليل منها , ولكن يبدو أنها تأثرت من ذلك , ونحن الآن نفكر في الأمر، ونعمل الأكل بأيدينا وننظف ونشتري، وكل حاجة.

منخفض جوي

الأربعاء 16 كانون الثاني 1974م = 23 ذو الحجة 1393هـ

عرفتُ أن الأمطار في مصر قليلة، خاصة في القاهرة، بل إنها نادرة، وعلى هذا فالناس لم يأخذوا لحالات سقوط المطر ما يجب فعله، منذ يومين ورشقات من المطر وزخات هادئة أحياناً تحاول أن تمسح مسحة الحزن عن وجه القاهرة , ولكن هذا الحزن نزل إلى الشوارع على شكل ماء أسود ثقيل يشبه النفط الأسود وأثقل، وتحولت الشوارع إلى غدران من هذه المادة الكريهة، ولم يعد الماشي في الشارع يستطيع أن ينجو من هذا القذر الذي فاق ما رأيته في بغداد في مثل هذه الحالات، وأنأ أمس واليوم ماكث في البيت وأتطلع إلى الخارج من شرفة الشقة ومن صفحات الجريدة .. فقد ذُكِرَ في الصحف أن منخفضاً جوياً يرتكز على شرق البحر المتوسط وقبرص وأن مصر ستتأثر به , وفعلاً فقد توالى سقوط المطر منذ يومين، وفي الصحف أنباء الأمطار الغزيرة التي سقطت في الإسكندرية والساحل الشمالي من مصر، ويقال إننا من المحتمل ألا نرى بعد هذه الأيام سقوط أمطار على القاهرة إلا نادراً. الجو مع ذلك ليس بارداً برودة شديدة، نعم قد مال نحو البرودة إلا أنه برد محتمل ... الملاحظ أن الناس هنا يخشون المطر , فهم الآن مثل الديكة المبللة , وقد ذكرت الصحف عن حوادث تسببت في قتل عدة أشخاص منها انهيارات وتصادم بين السيارات في الشوارع، لأن المياه تحولت تحت عجلات السيارات إلى شيء كأنه الزيت يفقد فيه السائق السيطرة على قيادة السيارة أحياناً , كيف كان حال العراق في هذا المنخفض الجوي؟!

اتفاقية فصل القوات

الجمعة 18 كانون الثاني 1974م = 25 ذو الحجة 1393هـ

لا زال كيسنجر منذ أن جاء إلى الشرق الأوسط في أوائل الأسبوع يروح ويغدو بين أسوان حيث يستشفي الرئيس محمد أنور السادات وبين تل أبيب , يمثل دور الوسيط لحل أو لوضع أولى الخطوات في طريق حل ما يسمونه أزمة الشرق الأوسط، وهذه الخطوات تتمثل بالفصل بين القوات المتحاربة على قناة السويس , وقد تمخضت تلك المحادثات المكثفة المطولة بواسطة كيسنجر تمخضت عن توقيع اتفاقية الفصل بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية، وتم التوقيع ظهر اليوم عند الكيلو 101 على طريق القاهرة السويس، وكان اللواء عبد الغني الجمصي رئيس أركان الجيش المصري ممثلاً عن مصر، والجنرال دافيد اليعازر رئيس أركان جيش اليهود عن إسرائيل , وقد اختلف الناس هنا وهناك، من العرب من يرى أن الاتفاقية ليس فيها تنازلات وإنها بداية نحو استرجاع الحقوق! ومنهم من يرى أنها اعترفت بشرعية إسرائيل , وفي إسرائيل أيضاً هناك أحزاب المعارضة وكتلة تعلن احتجاجها وتحاول إقامة التظاهرات، واللواء شارون يعتزل الخدمة في الجيش لأنه هو الذي قاد القوات الإسرائيلية عبر القناة غرباً، والاتفاقية تقضي بانسحاب القوات الإسرائيلية شرق القناة في عمق سيناء على بعد أربعين كيلو متراً أو أقل، وستشغل قوات الطوارئ عشرة كيلو مترات بين الطرفين ويبقى الشريط الممتد شرق القناة من الشمال إلى الجنوب بيد المصريين، ولكن يقال إن الاتفاقية تنص على تخفيض القوات، والحق أن الاتفاقية تستقبل بحذر ولا يُدْرَى ما سيكشفه المستقبل، وأُعْلِنَ أن أنور السادات سيطوف في بعض العواصم العربية.

أخبار سارة

الأحد 20 كانون الثاني 1974م = 27 ذو الحجة 1393هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير