وعلى العموم ليس هذا موضوع النقاش، وعن نفسي ليس في قلبي شيء الآن في حق ابن تيمية، لكن المسألة الآن أن بعض الناس في عصرنا اتخذوا كلامه في بعض المسائل مسلما كأنه وحي معصوم، وفي الحقيقة هو كلام بشر غير معصوم خاضع للنقد العلمي كسائر كلام البشر غير الأنبياء.
وفي كلامه الذي علقت عليه خير دليل على ما أقول، فليتقبل محبو ابن تيمية النقد البناء، وليتبعوا الحق أينما دار.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Feb 2010, 11:46 م]ـ
الأخ الكريم: أبو سعد.
خلاف الصحابة ينقسم إلى أقسام:
1 - اختلاف في مسألة فيها نص من كتاب أو سنة.
وهذا الاختلاف هو موطن كلام شيخ الإسلام الذي يعنيه بأنه لا يكون قول بعضهم حجة على بعض.
وإنما يرجح قول بعضهم على بعض بالمرجحات المعروفة.
2 - اختلافهم في مسألة اجتهادية لم يتوصل المجتهدون منهم إلى نص فيها.
والعمل في هذه أن يبين النص فيها؛ ولا خلاف في وجوب اتباعه إن تبين.
3 - اجتهادهم في مسألة اجتهادية لم يمكن التوصل فيها إلى نص.
وهذه إن اختلفوا فيها، فليس قول بعضهم حجة على البعض الآخر، ولا على غيره من المسلمين، إلا عند من يقول بعدم جواز إحداث قول ثالث .. إلخ.
ولكن لا شك أنه عند عدم وجود النص؛ فإن اتباع اجتهاد صحابي أولى من اتباع غيره لما خصهم الله تعالى به من العلم والفضل الذي لم يصله جيل غيرهم.
وأعتذر عن عدم شرح كثير من الأمور؛ لأن مستوى الملتقى يجب أن تكون الإشارة تكفيه، وخاصة في هذه المسائل المعروفة.
ولا اجد في كلام شيخ الإسلام أي تعارض.
وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.
ولن ينتقده إلا مكابر أو جاهل بعلم أصول الفقه.
وهذا الملتقى ليس للتدريس والتعليم الابتدائي، وإنما هو لكبار طلبة العلم، وللعلماء، لذلك لن تستطيع - أخي الكريم - أن تبين للذين ينتقدون شيخ الإسلام في بعض أقواله أنهم ليسوا على مستوى فهم كثير من أفكاره فضلا عن انتقادها.
ولا أدعي العصمة لأحد؛ ولكن يحفظ للعالم قدره، ولا يوضع لقمة سائغة للعوام الذين يريدون الظهور بسب أهل العلم ..
أما الذين يردون كلام شيخ الإسلام وغيره بالأدلة الشرعية التي تلمس من خلالها أن لهم علما شرعيا؛ وأنهم يفهمون ما يكتبون، ولهم دراية بما ينتقدون؛ فأهلا وسهلا بهم، ومنهم نستفيد.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Feb 2010, 10:08 ص]ـ
هذا الكلام لا يصح إلا إذا تبينت هذه الأمر:
1ـ أن يكون الصاحبة فسروا كل القرآن آية آية وكلمة كلمة.
.
قال القرطبي رحمه الله تعالى في بيان معنى النهي عن القول في القرآن بالرأي:
"وقال بعض العلماء: إن التفسير موقوف على السماع ; لقوله تعالى: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول [النساء: 59]. وهذا فاسد ; لأن النهي عن تفسير القرآن لا يخلو: إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط، أو المراد به أمرا آخر. وباطل أن يكون المراد به ألا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه ; فإن الصحابة رضي الله عنهم قد قرءوا القرآن واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم - ; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لابن عباس وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فإن كان التأويل مسموعا كالتنزيل فما فائدة تخصيصه بذلك! وهذا بين لا إشكال فيه"
هنا قرر أن التفسير ليس موقوفاً على السماع وأن الصحابة رضي الله عنهم ليس كل ما قالوه في التفسير سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
"قال ابن عطية: (كان جلة من السلف كثير عددهم يفسرون القرآن وهم أبقوا على المسلمين في ذلك رضي الله عنهم ; فأما صدر المفسرين والمؤيد فيهم فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويتلوه عبد الله بن عباس وهو تجرد للأمر وكمله، وتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما، والمحفوظ عنه في ذلك أكثر من المحفوظ عن علي). وقال ابن عباس: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب. وكان علي رضي الله عنه يثني على تفسير ابن عباس ويحض على الأخذ عنه، وكان ابن مسعود يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس. وقال عنه علي رضي الله عنه: ابن عباس كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق. ويتلوه عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب
¥