تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:05 م]ـ

كونك لم تجد لا يعنى حتما أنه لم يوجد!!

والا فاعلم أن التفسير العلمى لهذه الآية الكريمة كان هو - ويا للمفارقة العجيبة - أول تفسير علمى للقرآن أطلع عليه فى حياتى على وجه الاطلاق!!

نعم، ففى منتصف السبعينات من القرن الماضى تقريبا (وكنت وقتها غلاما) قرأت أول ما قرأت عن الاعجاز العلمى فى مجلة (منبر الاسلام) التى تصدر عن وزارة الأوقاف المصرية، وكان الموضوع هو هذه الآية على الخصوص ((وكان عرشه على الماء))، فكيف تزعم أنت بكل جرأة أن أحدا من الباحثين لم يتعرض لتفسيرها اطلاقا؟!!

مرة أخرى تنقصك الدقة والاطلاع الواسع، وأراك تلجأ كثيرا الى التعميم واطلاق الأحكام بغير موجب

ولقد أثبت علماء الجيلوجيا أن الأرض قديما كانت تغمرها المياه بشكل كامل، وذلك قبل أن يخلق الله عليها أى صنف من صنوف الأحياء، فكان سلطانه تعالى حينذاك على الماء، اذ لم تكن هناك حياة بعد

كان هذا ما قرأته قبل نحو ثلاثين سنة ونيف، وبصرف النظر عن صواب هذا التفسير من عدمه فان مجرد ذكره يبطل تعميمك السابق بلا شك

ما كنت أريد طرحه من تفسير للآية هو ـ تقريبا ـ ما قرأته أنت في مجلة (منبر الاسلام). وأشكرك على المعلومة. وأنا لم أر ذلك المقال. وأنا لدي اطلاع لا بأس به على كتابات مدرسة التفسير العلمي وعلى الكتابات الإسلامية الحديثة، ولم أر فيها تفسيرا أو محاولة تفسير للآية الكريمة. وكلامي لا يزال صحيحا على عمومه، فمن النادر جدا أن تجد حديثا أو مقالا أو نقاشا على تفسير هذه الآية. والأهم من كل شيء هو أن الذين يتعرضون لتفسير الآيات الكونية من القرآن لا يتعرضون عادة لموضوع (بدء الخلق) بحسب هدي القرآن، وإذا تعرضوا لذلك فلا يتعرضون إلا لتفسير آيات معينة مثل قوله تعلى ( .. أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .. ) ويهملون تفسير قوله تعالى ( .. وكان عرشه على الماء).

ـ[جمال السبني]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:54 م]ـ

نعم انقل لنا الإجماع.

ويجب وأنت تنقل للقراء تلك النصوص التي أجمع عليها سلف الأمة كما قلت أن تلتزم الآتي:

أن يكون النقل مصحوباً بما يشير إلى أنه (إجماع) أو (اتفاق) أو (قول طائفة منهم) .. أربعة مثلاً يغلب على الظن أنه محل اتفاق بينهم.

أن تكون عبارتهم صريحة في وصف الظاهرة الكونية.

أن تثبت أن هذا النقل بألفاظه وكلماته ومعناه هو مخالف لما ظهر للعلماء من موج لجة البحر.

أخي الكريم

الإجماع الذي تحدثت عنه ليس من قبيل الإجماعات التي وقعت وحُكيت، على الأمور الاعتقادية والتشريعية. هذا الإجماع يعني أن جميع المفسرين بل وجميع الأمة، فسروا الآية (خصوصا موضوع الموج الأول = الأسفل) هكذا.

جميع المفسرين فهموا من قوله تعالى (يغشاه موج من فوقه موج) أنه يشير إلى الموج العادي المرئي على وجه البحر، وإلى الموج الثاني الذي يأتي بعد الموج الأول.

ويبدو أنك لم تقتنع، ولذا سأنقل لك عبارات المفسرين حتى يتبين لك الأمر.

وأكتفي الآن بعبارة ابن الجوزي والقرطبي ـ رحمهما الله ـ في تفسير الآية:

يقول ابن الجوزي:

(يغشاه) أي يعلو ذلك البحر (موج، من فوقه) أي من فوق الموج (موج)، والمعنى: يتبع الموج موج حتى كان بعضه فوق بعض. (من فوقه) أي من فوق ذلك الموج (سحاب).

ثم ابتدأ فقال (ظلمات) يعني ظلمة البحر وظلمة الموج الأول وظلمة الموج الذي فوق الموج وظلمة السحاب

والقرطبي يقول:

(يغشاه موج) أي يعلو ذلك البحر اللجي موج. (من فوقه موج) أي من فوق الموج موج، ومن فوق هذا الموج الثاني سحاب؛ فيجتمع خوف الموج وخوف الريح وخوف السحاب. وقيل: المعنى يغشاه موج من بعده موج؛ فيكون المعنى: الموج يتبع بعضه بعضا حتى كأن بعضه فوق بعض، وهو أخوف ما يكون إذا توالى موجه وتقارب ومن فوق هذا الموج سحاب. وهو أعظم للخوف من وجهين: أحدهما: أنه قد غطى النجوم التي يهتدي بها. الثاني: الريح التي تنشأ مع السحاب والمطر الذي ينزل منه.

وتأمل عباراتهما، تَرَ أنهما لا يفهمان من الموج الأول غير الموج العادي المرئي، وتأمل دقة ابن الجوزي في تبيين مراجع الضمائر ونظم الكلام عموما.

وماذا تتوقع من المفسرين غير ذلك؟

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[12 Feb 2010, 02:18 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير