تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولا شكَّ أن هذا الاستنباط وغيره من الاستنباطات الكثيرة تؤسس منهج الاجتهاد في استخراج الفوائد والأحكام والمعاني من كتاب الله تعالى بالطرق المنضبطة الصحيحة، القائمة على الأسس العلمية المعروفة، ومثل هذه الاستنباطات هي أثر من آثار تدبر القرآن المأمور به في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، وقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) ...

والله أعلم،،،

ـــــــ

(1) انظر هذه الأوجه في: إعلام الموقعين: (1/ 266 ـ 267)، ونظم الدرر للبقاعي: (8/ 562 ـ 564)، وفتح القدير للشوكاني: (1986)، والموافقات للشاطبي: (3/ 287)، وسبل الاستنباط من الكتاب والسنة لمحمود توفيق: (197 ـ 198).

(2) تيسير الكريم الرحمن: (866).

(3) انظر صحيح البخاري (مع الفتح) مع الفتح كتاب التفسير باب تفسير سورة إذا جاء نصر الله: (8/ 605) برقم (4968)، وصحيح مسلم بشرح النووي في الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود: (4/ 168) برقم (484).

(4) روى الدارمي (1/ 51) رقم (79) عن ابن عباس قال: ثم لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: " قد نعيت إلي نفسي " فبكت. فقال: " لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقاً بي". فضحكت. فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. فقلن: يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت!. قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي: " لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي ". فضحكت ...

وروى الإمام أحمد في المسند: (1/ 217) رقم (1873) والطبراني في المعجم الكبير: (11/ 330) برقم (11907) عن ابن عباس قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعيت إلي نفسي بأنه مقبوض في تلك السنة ". قال الهيثمي: وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير. ووثقه ابن حبان وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عطاء بن السائب وقد اختلط. انظر: مجمع الزوائد (7/ 147).

(5) الوارد أن ابن عباس رضي الله عنهما تأولها بذلك بحضرة عمر رضي الله عنه وجمع من الصحابة فأيده عمر رضي الله عنه. انظر: صحيح البخاري مع الفتح في التفسير باب قوله: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً): (8/ 734) برقم (4970).

(6) المحرر الوجيز: (2009).

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:37 ص]ـ

- ومنها: أن السورة قد نزلتْ في حجة الوداع أيام التشريق فدل على أن الأمر بالاستغفار إنما جاء من بعد يوم المغفرة ـ يوم عرفة ـ فلا يبقى له إلا التهيئة للقاء (1).

.

الأخ الفاضل فهد

قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره:

"القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا).

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش، والفتح: فتح مكة (ورأيت الناس) من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم، وقبائل نزار (يدخلون في دين الله أفواجا) يقول: في دين الله الذي ابتعثك به، وطاعتك التي دعاهم إليها أفواجا، يعني زمرا، فوجا فوجا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ما قلنا في قوله: (إذا جاء نصر الله والفتح):

حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (إذا جاء نصر الله والفتح): فتح مكة.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: (إذا جاء نصر الله والفتح) النصر حين فتح الله عليه ونصره.

حدثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا الحسين بن عيسى الحنفي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي حازم، عن ابن عباس، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، إذ قال: " الله أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: " قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية ".

حدثنا ابن المثنى، قال: ثني عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه ; قالت: فقلت: يا رسول الله أراك تكثر قول: سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه، فقال: " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده، وأستغفره وأتوب إليه، فقد رأيتها (إذا جاء نصر الله والفتح) فتح مكة (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) "

هذا أمر.

الأمر الآخر إذا كان الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة نزلت بنعيه صلى الله عليه وسلم وأن بن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إن هذا من استنباط بن عباس رضي الله عنهما؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير