ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 12:47 ص]ـ
أخي الدكتور فهد السلام عليكم
بارك الله فيك لاهتمامك وأحسن الله إليك لفتح الباب بفهمك الكريم ونقلك الطيب.
الملاحظ أن المنتشر في كتب التفسير هو أقوال ابن عباس الموقوفة أو المرفوعة (المأثور) ..
ولكن الغائب هو منهج ابن عباس الذي تفضلت ببيانه في مشاركتك هذا ..
ولا شكَّ أن هذا الاستنباط وغيره من الاستنباطات الكثيرة تؤسس منهج الاجتهاد في استخراج الفوائد والأحكام والمعاني من كتاب الله تعالى بالطرق المنضبطة الصحيحة، القائمة على الأسس العلمية المعروفة، ومثل هذه الاستنباطات هي أثر من آثار تدبر القرآن ...
منهج ابن عباس المنبثق من أقواله ومآخذه ومسالكه .. الذي توافق فيه مع عمر رضي الله عنهم ..
وهو مروي عن فاطمة وابن مسعود: (نعيت إليه نفسه).
هل دائرة ابن عباس منهجاً تأويلياً أوسع بكثير من دائرته ناقلاً أثرياً .. أم أقل .. أم هما سواء؟.
أرجو منك البيان حفظك الله ورعاك.
ولو توفر لديكم مثال آخر ليكون المقال أوضح.
والمجال مفتوح.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Feb 2010, 03:11 ص]ـ
أخي الدكتور فهد السلام عليكم
بارك الله فيك لاهتمامك وأحسن الله إليك لفتح الباب بفهمك الكريم ونقلك الطيب.
الملاحظ أن المنتشر في كتب التفسير هو أقوال ابن عباس الموقوفة أو المرفوعة (المأثور) ..
ولكن الغائب هو منهج ابن عباس الذي تفضلت ببيانه في مشاركتك هذا ..
منهج ابن عباس المنبثق من أقواله ومآخذه ومسالكه .. الذي توافق فيه مع عمر رضي الله عنهم ..
وهو مروي عن فاطمة وابن مسعود: (نعيت إليه نفسه).
هل دائرة ابن عباس منهجاً تأويلياً أوسع بكثير من دائرته ناقلاً أثرياً .. أم أقل .. أم هما سواء؟.
أرجو منك البيان حفظك الله ورعاك.
ولو توفر لديكم مثال آخر ليكون المقال أوضح.
والمجال مفتوح.
أخي الكريم عبد الله المجريسي وفقه الله ...
ملحوظاتك جديرة بالاهتمام وهي دقيقة، ومسألة هل تفسير ابن عباس المذكور في كتب التفسير كان أثرياً أو اجتهادياً؟؛ مسألةٌ جديرةٌ بالبحث والنقاش، وليت أحد الباحثين يجمعون تفسير ابن عباس وينظرون في هذه المسألة ويخرجون بنتيجة إحصائية دقيقة، وإن كان ابن عباس رضي الله عنهما قد عُرف بقوة الاجتهاد والاستنباط والفهم، وقد كان عمر رضي الله عنه يجلسه مع كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين لتميزه وفهمه، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المعروف بالفقه بالدين ومعرفة التأويل، كما عُرِفَ رضي الله عنه بالتتلمذ على كبار علماء الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم ..
وأما بالنسبة للأمثلة على استنباطاته فهي كثيرة ومن أمثلتها:
1 - قوله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [البقرة: 187].
فقد استنبط منها رضي الله عنه صحة صوم من أصبح جنباً، قال ابن العربي: " وبهذا احتج ابن عباس عليه، ومن ها هنا أخذه باستنباطه، وغَوْصِه والله أعلم" (1).
وقال ابن كثير (ت:772هـ): " وهذا مذهب الأئمة الأربعة وجمهور العلماء سلفاً وخلفاً" (2).
2 - قوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) [الأحقاف: 15]، وقوله: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) [البقرة: 233] (3).
استنبط منها علي وابن عباس رضي الله عنهم أن المرأة قد تلدُ لستة أشهر (4).
قال ابن كثير (ت:772هـ): " وهو استنباط قويٌّ وصحيح " (5).
هذه بعض الاستنباطات الواردة عنه رضي الله عنه، والحقيقة أنه بحاجة إلى إفراد دراسة مستقلة في استنباطاته، ولا شكَّ أنها تكتسب قوة ومتانة وتفتح الباب لعدد من القواعد الاستنباطية التي سلكها رضي الله عنه في استخراج المعاني من النصوص، وأشكرك على إثارة هذا الموضوع وفقك الله وسدد خطاك ...
ــــــ
(1) أحكام القرآن لابن العربي: (1/ 136ـ137).
(2) تفسير القرآن العظيم: (145).
(3) ذكر ابن كثير والشاطبي والزركشي والسيوطي أن الآية الثانية هي قوله تعالى: (وفصاله في عامين) [لقمان: 14]. انظر: تفسير القرآن العظيم: (1251)، والموافقات: (3/ 279)، والبرهان: (2/ 5)، الإكليل: (1/ 284). وما أثبته هو من كلام ابن القيم رحمه الله.
(4) انظر: جامع البيان: (2/ 504). حيث ذكر قصة هذا الاستنباط برقم (4955)، ومصنف عبد الرزاق: (7/ 350) رقم (13444)، وإعلام الموقعين لابن القيم: (1/ 267)، والتفسير الكبير للرازي: (28/ 15) وقال: " واعلم أن العقل والتجربة يدلان أيضاً على أن الأمر كذلك"، والبحر المحيط لأبي حيان: (8/ 61) وقال: " وقد كشفت التجربة أن أقل مدة الحمل ستة أشهر كنص القرآن". وروح المعاني للآلوسي: (13/ 175) وقال: " وبه قال الأطباء ".
(5) تفسير القرآن العظيم: (1251).
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[13 Feb 2010, 09:04 ص]ـ
....
الأمر الآخر إذا كان الخبر قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة نزلت بنعيه صلى الله عليه وسلم وأن بن عباس رضي الله عنهما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال إن هذا من استنباط بن عباس رضي الله عنهما؟
أخي أبا سعد
أين هذا الخبر الصحيح؟.
¥