تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول - تعالى ذكره -: ولا تنفع شفاعة شافع كائنا من كان الشافع لمن شفع له، إلا أن يشفع لمن أذن الله في الشفاعة، يقول تعالى: فإذا كانت الشفاعات لا تنفع عند الله أحدا إلا لمن أذن الله في الشفاعة له، والله لا يأذن لأحد من أوليائه في الشفاعة لأحد من الكفرة به وأنتم أهل كفر به أيها المشركون، فكيف تعبدون من تعبدونه من دون الله زعما منكم أنكم تعبدونه ليقربكم إلى الله زلفى وليشفع لكم عند ربكم. ف " من " إذ كان هذا معنى الكلام التي في قوله (إلا لمن أذن له): المشفوع له.

واختلفت القراء في قراءة قوله (أذن له) فقرأ ذلك عامة القراء بضم الألف من (أذن له) على وجه ما لم يسم فاعله، وقرأه بعض الكوفيين (أذن له) على اختلاف أيضا عنه فيه، بمعنى أذن الله له.

وقوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) يقول: حتى إذا جلي عن قلوبهم وكشف عنها الفزع وذهب.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) يعني: جلي.

حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: كشف عنها الغطاء يوم القيامة.

حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: إذا جلي عن قلوبهم.

واختلف أهل التأويل في الموصوفين بهذه الصفة من هم؟ وما السبب الذي من أجله فزع عن قلوبهم؟ فقال بعضهم: الذي فزع عن قلوبهم الملائكة، قالوا: وإنما يفزع عن قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم الله بالوحي.

ذكر من قال ذلك:

حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية، عن داود عن الشعبي قال: قال ابن مسعود في هذه الآية (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إذا حدث أمر عند ذي العرش سمع من دونه من الملائكة صوتا كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم، فإذا ذهب الفزع عن قلوبهم تنادوا: (ماذا قال ربكم)؟ قال: فيقول من شاء: قال الحق وهو العلي الكبير. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا المعتمر قال: سمعت داود، عن عامر، عن مسروق قال: إذا حدث عند ذي العرش أمر سمعت الملائكة صوتا كجر السلسلة على الصفا قال: فيغشى عليهم، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قال: فيقول من شاء الله: الحق وهو العلي الكبير.

حدثنا ابن المثنى قال: ثني عبد الأعلى قال: ثنا داود، عن عامر، عن ابن مسعود أنه قال: إذا حدث أمر عند ذي العرش. ثم ذكر نحو معناه إلا أنه قال: فيغشى عليهم من الفزع، حتى إذا ذهب ذلك عنهم تنادوا: ماذا قال ربكم؟

حدثنا ابن حميد قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إن الوحي إذا ألقي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان قال: فيتنادون في السماوات: ماذا قال ربكم؟ قال: فيتنادون: الحق وهو العلي الكبير.

وبه عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، مثله.

حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد قال: ينزل الأمر من عند رب العزة إلى السماء الدنيا ; فيفزع أهل السماء الدنيا، حتى يستبين لهم الأمر الذي نزل فيه، فيقول بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق وهو العلي الكبير، فذلك قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية.

حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: ثنا أبو هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله إذا قضى أمرا في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها جميعا، ولقوله صوت كصوت السلسلة على الصفا الصفوان فذلك قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).

حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية قال: ثنا أيوب عن هشام بن عروة، قال: قال الحارث بن هشام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يأتيك الوحي؟ قال: " يأتيني في صلصلة كصلصلة الجرس، فيفصم عني حين يفصم وقد وعيته ويأتي أحيانا في مثل صورة الرجل، فيكلمني به كلاما هو أهون علي ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير