تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حدثني زكريا بن أبان المصري قال: ثنا نعيم قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن جابر بن حيوة، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوف أمر الله فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبرائيل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبرائيل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبرائيل؟ فيقول [ص: 398] جبرائيل: قال الحق وهو العلي الكبير قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبرائيل، فينتهي جبرائيل بالوحي حيث أمره الله ".

حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ قال: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية قال: كان ابن عباس يقول: إن الله لما أراد أن يوحي إلى محمد، دعا جبريل، فلما تكلم ربنا بالوحي، كان صوته كصوت الحديد على الصفا، فلما سمع أهل السماوات صوت الحديد خروا سجدا، فلما أتى عليهم جبرائيل بالرسالة رفعوا رءوسهم، فقالوا: (ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) وهذا قول الملائكة.

حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) إلى (وهو العلي الكبير) قال: لما أوحى الله - تعالى ذكره - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - دعا الرسول من الملائكة فبعث بالوحي، سمعت الملائكة صوت الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله، فقالوا الحق، وعلموا أن الله لا يقول إلا حقا وأنه منجز ما وعد، قال ابن عباس: وصوت الوحي كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوه خروا سجدا، فلما رفعوا رءوسهم (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) ثم أمر الله نبيه أن يسأل الناس (قل من يرزقكم من السماوات) إلى قوله (في ضلال مبين).

حدثنا ابن بشار قال: ثنا أبو عامر قال: ثنا قرة، عن عبد الله بن القاسم في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية قال: الوحي ينزل من السماء، فإذا قضاه (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).

حدثنا ابن حميد قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إن الوحي إذا قضي في زوايا السماء قال: مثل وقع الفولاذ على الصخرة قال: فيشفقون لا يدرون ما حدث فيفزعون، فإذا مرت بهم الرسل (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).

وقال آخرون ممن قال: الموصوفون بذلك الملائكة، إنما يفزع عن قلوبهم فزعهم من قضاء الله الذي يقضيه حذرا أن يكون ذلك قيام الساعة.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم) الآية قال: يوحي الله إلى جبرائيل فتفرق الملائكة، أو تفزع مخافة أن يكون شيء من أمر الساعة، فإذا جلي عن قلوبهم وعلموا أنه ليس ذلك من أمر الساعة (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير).

وقال آخرون: بل ذلك من فعل ملائكة السماوات إذا مرت بها المعقبات فزعا أن يكون حدث أمر الساعة.

ذكر من قال ذلك:

حدثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم. . .) الآية، زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى الأرض يكتبون أعمالهم، إذا أرسلهم الرب فانحدروا سمع لهم صوت شديد، فيحسب الذين هم أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة، فخروا سجدا، وهكذا كلما مروا عليهم يفعلون ذلك من خوف ربهم.

وقال آخرون: بل الموصوفون بذلك المشركون، قالوا: وإنما يفزع الشيطان عن قلوبهم قال: وإنما يقولون: ماذا قال ربكم عند نزول المنية بهم.

ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: فزع الشيطان عن قلوبهم وفارقهم وأمانيهم، وما كان يضلهم (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) قال: وهذا في بني آدم، وهذا عند الموت أقروا به حين لم ينفعهم الإقرار.

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب القول الذي ذكره الشعبي، عن ابن مسعود لصحة الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتأييده. وإذ كان ذلك كذلك، فمعنى الكلام: لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له أن يشفع عنده، فإذا أذن الله لمن أذن له أن يشفع فزع لسماعه إذنه، حتى إذا فزع عن قلوبهم فجلي عنها، وكشف الفزع عنهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: الحق، (وهو العلي) على كل شيء (الكبير) الذي لا شيء دونه. والعرب تستعمل " فزع " في معنيين، فتقول للشجاع الذي به تنزل الأمور التي يفزع منها: هو مفزع، وتقول للجبان الذي يفزع من كل شيء: إنه لمفزع، وكذلك تقول للرجل الذي يقضي له الناس في الأمور بالغلبة على من نازله فيها: هو مغلب، وإذا أريد به هذا المعنى كان غالبا، وتقول للرجل أيضا الذي هو مغلوب أبدا: مغلب."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير