وبما أنك تتكلم عن الأدلة الظنية فأريد منك أن تجيب على هذا السؤال:
عندما يكون عندك دليل ظني. فترده لأنه ليس قطعي. اليس ردك اياه هو أمر ظني؟
وهذا أمر مستغرب من بعض من يرد خبر الآحاد ولا يقبله بحجة أنه ظني الثبوت. وهو حقيقة إتبع الظن في رده!!!!!!
فلذلك يجب التفريق بين الظن من حيث أصله.
فالظن المبني على العلم إنما استند صاحبه على علم فلا يكون مذموما وكل ما ليس قطعي فهو ظني. فهل تعتبر كل الأحكام التي لا تستند على دليل قطعي لا تغني من الحق شيئا؟
واليك أيات يكون الظن فيها هو التصديق المطلق:
" إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ " فهل ظنه لا يغني من الحق شيئا.
إذا لا يمكنك أن تلصق معنا لغويا لكلمة الظن على المعنى الاصطلاحي. بل العكس هو الصحيح المعنى الاصطلاحي هو معنا لغوي مخصوص.
ثم إن التفريق بين الظن وغلبة الظن لا مكان له عند من قسم الأخبار الى قطعي وظني. بل هي كما قسم أهل الحديث الحديث الضعيف والصحيح الى أقسام ولكن أقسام الصحيح كلها صحيح والضعيف كلها ضعيف.
ثم لاحظ أمرا مهما وهو أن القرينة تكون ملازمة للخبر الظني فتجعله قطعيا. مع أن نقله إنما هو بطريق الآحاد. ومثال ذلك النبوة. فالنبي واحد ولو سألنا هؤلاء عن نسبة الخبر الى الآحاد أو الى المتواتر سيكون لأحاد. ولكن وجود قرينة تثبت صدق النبي جعلت التصديق به أمرا لازما.
2. وهذا المسلك نجده في حياة الناس كل الناس وليس عند الأخذ من النصوص الكريمة فقط. وإلا تعطلت الحياة.
أولا ليس من السهولة إثبات قطعية الدلالة عند العوام. ولم تأتي آية واحدة تطلب من الناس هذا المسلك ..
ثانيا إن سلم الأول فليس من السهولة الإحاطة بدلالة الألفاظ. فقد يغيب عنا بعض دلالاتها.
لم يشترط القطعي في شيء من الدين إلا في الأصول. ذلك لأن الفروع تبنى عليها
ثالثا الذين ردوا خبر الأحاد المجرد ردوه بظن مساو للظن الذي فروا منه. فإن كانوا ردوا صفة للخالق عز وجل لأن الاية ظنية الدلالة بزعمهم أو أن الحديث ظني الثبوت. فانهم ردوا الصفة بظنية عقولهم التي إختلفوا فيها. ولو كان العقل هو سبب ردهم لذلك لما إختلفوا في ذلك.
3. ما قلناه لا فرق فيه بين عقيد وشريعة، ومن اشترطه في العقيدة لا يملك الدليل.
QUOTE] بل الشرع تعبد الناس بأن يجتهدوا في طاعته عز وجل ولم يتعبدهم في وصفه ما لم يصف نفسه.
فلا مسوغ للخلاف إن كان النص قطعيا أصلا. بينما تعبدنا الله بالظني في أية واضحة:
"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " [التوبة/122]
فهل هؤلاء النفر الا متفقهين يصيبوا ويخطؤا؟
ثم إن قطعية النص والدلالة لا تستلزم إمعان العقول والتدبر لأن القطعي لا يحتمل الخلاف أصلا. وإنما يجتهد الناس بالظني ولذلك كان الفقيه فقيها.
[ QUOTE= أبو عمرو البيراوي;97376] 24. وهذا أيضاً يشمل تفسير القرآن بالنظريات العلمية، فليس هناك ما يسوّغ أن نطلب الحقيقة العلمية عندما تصلح النظرية العلمية في ترجيح ظني على ظني. ونستمر على ذلك حتى يأتينا اليقين.
هذه مشكلة. فكيف ترجح الظني بدلالة ظني مثله؟
بل النظرية العلمية هي تفسير مقترح لمشكلة علمية قد تسقط وقد يثبت فروضها فتصبح قانون علمي.
لاحظ تأيد الظني بظني لا يجعله يقينا غالا إذا أزال سبب كونه ظني. كتواتر أخبار الآحاد بما يحيل العقل الكذب فيها. بينما لا تغني عدد الطرق إن لم تحقق ذلك. بل إنه من المقرر أن الحديث الضعيف الذي مداره على كذابين يزاد ظلمة كلما التصقت طرقه بهؤلاء.
الآن اريد منك أن تخبرنا ما قيمة أخبار الآحاد في التفسير وأقوال الصحابة والتابعين إن اشترطت القطعي؟
حقيقة لن يبقى لك ما تقول أنه تفسير لهم أو للرسول وفق شرطك هذا.
وتكون رددت الخبر الظني بظن من غير علم!!!.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 Feb 2010, 01:28 ص]ـ
هذا توسع في العبارة .. وستلحظ مخالفة قائليها لظاهر ما يقولون .. فالالتزام بها صعب، بل هو تعطيل للقرآن .. وهم لا يقعون في هذا من الصورة العملية ..
سبب هذه المشكلات - والله تعالى أعلم - هو ما يقوم به المتحمسون والوعاظ القاصرين في وعظهم إلى مجرد التأثير - ولو كان على فهم مغلوط - حيث يوردون بعض نقولات عن السلف في رفضهم القول بشيء في كتاب الله، وتولي البعض عمن يسألهم في كتاب الله، وأنهم كانوا إذا جاء السؤال في كتاب الله أمسكوا .. إلخ.
فحملوا السذج على القول بمثل ما استنكرته في مشاركتك. وغفلوا في وعظهم عن قتادة الذي ما ترك آية في كتاب الله إلا وأوقف عليها ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عنها .. وما تواتر واجتمع عليه السلف من البيان والشرح والتعليم لكتاب الله.
وهذه دائما تكون آفة من ينظر إلى الأمور من زاوية واحدة (النظرة الأحادية) وهي آفة انتشرت مؤخرا بصورة كبيرة، ونشبت بسببها خلافات لا رصيد لها من الواقع.
وصدق الشافعي: من سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.
والله تعالى يصلح الأحوال.
جزاك الله خيرا.
وعندي سبب آخر وجدته مع بعض الناس وهو أنهم يريدوا أن يزيلوا عن أنفسهم أي قيد قد يحول دون أهوائهم.
¥