ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:26 م]ـ
إذا قال عالم قولا في آية لا يعرف للصحابة فيها قول فهو محل نظر فإذا لم يصادم نصا من نصوص القرآن أو السنة أو حكما مجمع عليه فلا إشكال إذا كان مبنى على قواعد اللغة والاستدلال الصحيحة.
ـ[حورية الجنة]ــــــــ[19 Feb 2010, 03:56 م]ـ
شكراً جزيلاً أخي الغامدي، وأرغب بمعرفة رأي الأخ أبي حسان، حتى أوازن بين الرأيين، وأكرر أنني لست طرفاً في المناظرة، ولكنني أرغب بالوصول للصواب فيما طرحته من أسئلة، لنفسي فقط.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Feb 2010, 01:07 ص]ـ
إذا قال عالم قولا في آية لا يعرف للصحابة فيها قول فهو محل نظر فإذا لم يصادم نصا من نصوص القرآن أو السنة أو حكما مجمع عليه فلا إشكال إذا كان مبنى على قواعد اللغة والاستدلال الصحيحة.
مثال على ذلك قول الله تعالى:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام (125)
قال بن كثير رحمه الله في تفسيره:
"وقال السُّدِّي: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} من ضيق صدره.
وقال عطاء الخراساني: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} يقول: مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء. وقال الحكم بن أبان عن عِكْرِمة، عن ابن عباس: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} يقول: فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه، حتى يدخله الله في قلبه.
وقال الأوزاعي: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما.
وقال الإمام أبو جعفر بن جرير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضيقه إياه عن وصول الإيمان إليه. يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه؛ لأنه ليس في وسعه وطاقته."
وهنا نلاحظ أن السلف فهموا المعنى العام للآية فالسدي فسر الجملة بالعلاقة بين المشبه والمشبه به وهو ضيق الصدر.
وفسره عطاء بحال الإنسان أنه لا يستطيع الصعود إلى السماء لأن صدره سيكون ضيقا حرجا لو فعل، وكذلك القول المروى عن بن عباس إذا صح النقل عنه وبه فسر الآية بن جرير.
وابن عباس رضي الله عنهما وهو من هو في اللغة والفهم لا يجهل أن هناك علاقة بين المشبه والمشبه به، بين ضيق صدر الكافر وحرجه بالإسلام وأن الله شبهه بضيق وحرج صدر المصعد في السماء، ولكن بن عباس إذا صح النقل عنه فهو فسره بما يتوافق مع معطيات عصره.
وظهور سر هذا التشبيه على الحقيقة في هذا الزمن بعد أن كان صوره ذهنية متخيلة في الزمن السابق وعده من دلائل إعجاز القرآن وصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتصادم مع تفسير السلف على الإطلاق.
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 Feb 2010, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
فتعزيزا لما تفضل به الشيح الغامدي من رد علي أبي حسان أنقل لكم أثرا عن ابن عباس رضي الله عنه و هي أحد مناظراته للحرورية و لطولها سوف أنقل منها وجه الشاهد علي الموضوع فقط. . .
عن أَبُي زُمَيْلٍ الْحَنَفِى حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اعْتَزَلُوا فِى دَارٍ، وَكَانُوا سَتَةَ آلافٍ فَقُلْتُ لِعَلىٍّ: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلِّي أكلِّمُ هؤلاء القوم، قال: إني أخافهم عليك، قلت: كلا، فلبست وترجلت، ودخلت عليهم في دارٍ نصفَ النَّهار، وهم يأكلون، فقالوا: مرحباً بك يا بْنَ عَبَّاسٍ؛ فما جاءَ بكَ؟، قلت لهم:أتيتكم من عند أصحاب النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المهاجرين والأنصار، ومن عند ابن عَمِّ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصهره، وعليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، وأبلغهم ما تقولون ... الأثر
أخرجه النسائى في الكبرى (5/ 165/8575) و خصائص على بن أبى طالب (190) من طريق عمرو بن علي ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ... الأثر وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10/ 160:157)، وأحمد (1/ 342)، والطبرانى (الكبير) (10/ 257/10598)، والحاكم (2/ 164)، والبيهقى (الكبرى) (8/ 179)، والضياء (الأحاديث المختارة) (438:432) من طرقٍ مختلفة عن عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِى سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ به ... الأثر
¥