تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2010, 06:46 م]ـ

برمجة

الجندية في سبيل الله!؟!

الكلمة السادسة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

] إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفُسَهم وأموالَهم بأنّ لَهم الجنة [

ــــــــــــ

اذا أردت أن تعلم أن بيع النفس والمال إلى الله تعالى، والعبودية له، والجندية في سبيله هو أربح تجارة وأشرفها!

فأنصت إلى هذه الحكاية التمثيلية القصيرة:

وضع سلطان ـ ذات يوم ـ لدى اثنين من رعاياه وديعةً وأمانةً، لكل منهما مزرعة واسعة، فيها كل ما تتطلبه من مكائن وآلات وأسلحة وحيوانات وغيرها ..

وتوافق أن كان الوقت آنذاك وقت حرب طاحنة، لا يقرّ قرار لشيء؛ فإما أن تبدّله الحرب وتغيّره أو تجعله أثراً بعد عين.

فأرسل السلطان رحمةً منه وفضلاً أحدَ رجاله المقربين مصحوباً بأمره الكريم ليقول لهما:

((بيعوا لي ما لديكم من أمانتي لأحفظها لكم،

فلا تذهب هباء في هذا الوقت العصيب،

وسأردّها لكم حالما تضع الحرب أوزارها ..

وسأوفي ثمنها لكم غالياً، كأن تلك الامانة ملككم ..

وستُشغل تلك المكائن والآلات التي في حوزتكم الآن في معاملي وباسمي وعهدتي ..

وسترتفع أثمانها من الواحد الى الألف، فضلاً عن أن جميع الارباح ستعود اليكم ايضاً ..

وسأتعهد عنكم بجميع تكاليفها ومصاريفها، حيث انكم عاجزون فقراء لا تتحملون مصاريف تلك المكائن ..

وسأرد لكم جميع ارداتها ومنافعها،

علماً اني سأبقيها عندكم لتستفيدوا منها وتتمتعوا بها الى أن يحين وقت أخذها.

فلكم خمس مراتب من الارباح في صفقة واحدة.

وان لم تبيعوها لي فسيزول حتماً كل ما لديكم، حيث ترون أن أحداً لا يستطيع أن يمسك بما عنده ..

وستحرمون من تلك الاثمان الغالية ..

وستهمل تلك الآلات الدقيقة النفيسة والموازين الحساسة والمعادن الثمينة، وتفقد قيمتها كلياً، وذلك لعدم استعمالها في اعمال راقية ..

وستتحملون وحدكم ادارتها وتكاليفها وسترون جزاء خيانتكم للامانة ..

فتلك خمس خسائر في صفقة واحدة.

وفوق هذا كله ان هذا البيع يعني ان البائع يصبح جندياً حراً أبياً خاصاً بي، يتصرف باسمي ولا يبقى أسيراً عادياً وشخصاً سائباً .. )).

أنصت الرجلان ملياً الى هذا الكلام الجميل والامر السلطاني الكريم. فقال العاقل الرزين منهما:

سمعاً وطاعة لأمر السلطان، رضيت بالبيع بكل فخر وشكر.

أما الآخر المغرور المتفرعن الغافل فقد ظن أن مزرعته لا تبيد أبداً، ولا تصيبها تقلبات الدهر واضطرابات الدنيا، فقال:

((لا! .. ومَن السلطان؟ لا ابيع ملكي ولا أفسد نشوتي!)).

ودارت الايام .. فاصبح الرجل الأول في مقام يغبطه الناس جميعاً، اذ اضحى يعيش في بحبوحة قصر السلطان، يتنعم بألطافه ويتقلب على ارائك افضاله. أما الآخر فقد ابتلي شرّ بلاء حتى رثى لحاله الناس كلهم، رغم انهم قالوا: انه يستحقها! اذ هو الذي ورّط نفسه في مرارة العذاب جزاء ما ارتكب من خطأ، فلا دامت له نشوته ولا دام له ملكه.

فيا نفسي المغرورة!:

..............

ـ[خلوصي]ــــــــ[19 Jul 2010, 01:35 م]ـ

فيا نفسي المغرورة!

انظري من خلال منظار هذه الحكاية الى وجه الحقيقة الناصعة ..

فالسلطان هو سلطان الازل والأبد وهو ربك وخالقك.

وتلك المزرعة والمكائن والآلات والموازين هي ما تملكينه في الحياة الدنيا من جسم وروح وقلب، وما فيها من سمع وبصر وعقل وخيال، اي جميع الحواس الظاهرة والباطنة.

وأما الرسول الكريم فهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما الأمر السلطاني المحكم فهو القرآن الكريم الذي يعلن هذا البيع والتجارة الرابحة في هذه الآية الكريمة:

(إنَّ الله اشترى من المؤمنينَ أنفُسَهم وأموالَهُم بأنَّ لَهم الجنّةَ)

وأما الميدان المضطرب والحرب المدمّرة فهي احوال هذه الدنيا، اذ لا قرار فيها ولا ثبات، كلها تقلبات تلحّ على فكر الانسان بهذا السؤال:

«ان جميع ما نملك لا يستقر ولا يبقى في ايدينا، بل يفنى ويغيب عنّا،

أليس هناك من علاج لهذا؟

ألا يمكن ان يحل البقاء بهذا الفناء؟!».

وبينما الانسان غارق في هذا التفكير، إذا به يسمع

صدى القرآن السماوي يدوّي في الآفاق

ويقول له بتلك الآية الكريمة: نعم! ان هناك علاجاً لهذا الداء، بل هو علاج لطيف فيه ربح عظيم في خمس مراتب.

سؤال: وما العلاج؟

الجواب:

بيعُ الامانة الى مالكها الحقيقي،

في هذا البيع خمس درجات من الربح في صفقة واحدة:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير