الحمد لله، بداية أشكر الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري حيث قام بنشر كتبي عن تفسير الشوكاني، ثم طلب مني الرد على سؤال أخي الفاضل أبي مجاهد.
فأقول أخي الكريم كتابي: مختصر فتح القدير ألفته قبل تسع سنوات تقريبا والحمد لله تم طبعه قبل سنة، ووصلت منه دفعة إلى مكتبة دار السلام في الرياض، ولما كنت أدرس هذا التفسير منذ عام 1994م شعرت بالحاجة إلى اختصاره، وبخاصة أنني كثير الشك بالاختصارات فأحببت أن أختصره بنفسي، وبطريقة يتناسب فيها مع الطالب الجامعي بشكل أساسي، وأما عملي في الكتاب:
عملي في الكتاب
تم اختصار الكتاب إلى نصف حجمه تقريبا كما يأتي:
1 - حذفت القراءات وما يتبعها من خلاف ونقاش فيها.
2 - حذفت الاستطرادات اللغوية التي لا تعود بكبير فائدة على الجانب التفسيري. وأما ما شعرت بأهميته فأبقيته وهو كثير جدا.
3 - حذفت الإسرائيليات والروايات التي ضعفت، وأبقيت ما صح، وما لم أتمكن من الحكم عليه، ودعت الحاجة إلى ذكره.
4 - حاولت معالجة المآخذ على تفسير الشوكاني وقد ذكر كثيرا منها الذهبي في كتابه: التفسير والمفسرون. وكانت المعالجة عن طريق الحذف والتهذيب ما أمكن.
5 - حذفت كل ما ابتعد عن صلب التفسير، وصار استطرادا، وتفريعا في الفقه، أو النحو والإعراب، والصرف، والأشعار وما شابه ذلك مما يمكن الاستغناء عنه، وليس في ذكره في كتاب تفسير كبير فائدة.
6 - حذفت الأقوال والآراء ظاهرة البطلان والضعف. وكان الشوكاني يطيل في الرد عليها أحيانا.
7 - عادة الشوكاني أن يذكر عددا من المخرجين للرواية التي يرويها، وقد حذفت هذا، ويمكن أن يجد القارئ المخرجين أو أكثرهم والمعتبرين منهم في تخريجي للروايات في الحاشية فإن لم أخرج الرواية فلا بد للمهتم من أن يرجع إلى لأصل لمعرفة ذلك. وغالبا لا تكون هذه الرواية في الكتب التسعة.
8 - قد يصح في معنى الآية أكثر من رواية، لكنني عادة أكتفي بالرواية الأقوى والأقرب للمعنى.
9 - كثيرا ما ينقل الشوكاني أقوالا للزمخشري أو القرطبي أو الطبري أو ابن كثير وبعض المشهورين من غير أن يذكر اسم الكتاب ورقم الصفحة، ولم أجد ضرورة في مختصري هذا لأن أقوم بذكر ذلك، لأن الشوكاني ينقل من تفاسيرهم وهي مشهورة، ويجد المتابع والمهتم القول في هذه التفاسير، لو رجع إليها عند نفس الآية التي يفسرها الشوكاني.
ما أضفته إلى الكتاب
1 - تخريج الروايات بقدر المستطاع، وبما يتناسب مع هذا المختصر. وحاولت ذكر حكم لعلماء الحديث لكل رواية أذكرها.
2 - اعتمدت قراءة حفص في هذا المختصر، لأنها أكثر شهرة، بينما اعتمد الشوكاني رواية نافع. وكان اعتمادي على رواية حفص في كل الكتاب، أي عند ذكر مجموعة الآيات التي فسرها، وفي المقاطع التي يذكرها أثناء الشرح.
3 - بينت معاني الكلمات التي شعرت بأنها تحتاج إلى بيان، وأكثرها كان في الروايات، وقد أخذت معانيها من لسان العرب، والقاموس المحيط، ومن نفس كتب الحديث التي ذكرت الرواية أحيانا.
4 - كثيرا ما يذكر الشوكاني مقطعا من آية يفسرها، ويكتفي بعد ذكرها بقوله: وقد سبق شرح هذا، أو تفسير هذا. ويندر أن يحدد الموضع الذي سبق التكلم فيه. فتبقى الآية ناقصة التفسير، فقمت بذكر هذا الموضع، وذلك بذكر اسم السورة ورقم الآية مباشرة بعد قوله: وقد سبق ذكر هذا.
5 - صححت كثيرا من الأخطاء الطباعية وغيرها، عندما كنت أقارن بعض نقول الشوكاني مع نفس الكتب التي نقل منها.
6 - من دأب الشوكاني في تفسيره أنه عندما ينتهي من شرح مجموعة من الآيات، يسرد الآثار في تفسيرها مبتدئا بقوله: وقد أخرج ... ، ولتمييز هذه الآثار أكثر وضعت في بدايتها رمزا يدل على بداية هذه الآثار.
7 - أضفت إلى جانب اسم السورة كلمة: مكية أو مدنية، متبعا بذلك نسخة المصحف الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
هذا ولم أعد صياغة التفسير، بل حاولت إبقاءه بعبارة الشوكاني قدر الإمكان محاولة مني لأداء العمل بأكبر قدر ممكن من الأمانة العلمية، وليعتاد القارئ على عبارة العلماء، وأساليبهم.
وقد كنت أرجو من خلال هذا المختصر تقليل الأعباء على القارئ، وتسهيل الانتفاع من هذا الكتاب لأكبر قدر ممكن من القراء، وبالذات الطالب الجامعي، إذ إنني أدرس هذا التفسير منذ خمس عشرة سنة، وأعرف ما يعاني منه الأستاذ والطالب، مما يحتاج إلى معالجة بدلا من استبدال تفسير آخر أقل منه به، ولذلك كان لابد في نظري من هذا المختصر.
وقد بذلت قصارى جهدي في تحقيق هدف، أسأل المولى أن أكون قد وصلت إليه، وهو أن يبقى الكتاب محتفظا بمكانته العلمية، وبأركانه التي أقامه عليها الشوكاني، بل وأن يخرج للقراء بثوب جديد، وقد نفض عنه بعض ما كان قد علق به وأخذ عليه.
كما حاولت أن يكون هذا المختصر مفهوما في جلّه عند القارئ العادي، وأما المثقف فيجد فيه بغيته، ومطمحه.
والله من وراء القصد ..
أخوك
¥