تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو إياد]ــــــــ[25 Feb 2010, 01:20 ص]ـ

ما أردتُ قوله قريب مما قلته بارك الله فيك، وهو ما أشار إليه الشوكاني، وأقرب منه إلى ما قلتُ ما قرره الطبري في تفسيره، وما زال الموضوع -عندي- محل إشكال، فهل هذا القول أساساً قول مغاير في التفسير لما قاله الصحابة والتابعون؟ أم هو كما قرر ابن كثير المسألة حيث جعل الكلام فيها على قسمين: أحدهما: معنى الحروف المقطعة، والآخر: الحكمة من إيرادها بغض النظر عن معانيها في ذاتها، وأورد هذا القول المشهور في القسم الثاني: الحكمة من إيرادها، وهو ما يجعل احتمال كونها من باب الاستنباط وارداً (وإن كنت أستبعده).

وأهم من هذا عندي هل وقف أحد على نقل مأثور يدل لهذا القول ولو تلويحاً؟.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Feb 2010, 11:52 ص]ـ

وهذا ما أردت التنبيه إليه من خلال موضوعي: في أي خانة نضع بعض أقوال التابعين ومن تبعهم التي يبدو أنها مخالفة لأقوال السلف"المروى عن الصحابة"؟

وعلى سبيل المثال في موضوعنا كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى حول الحروف المقطعة حيث قال:

"اعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالحروف المقطعة في أوائل السور اختلافاً كثيراً، واستقراء القرآن العظيم يرجح واحداً من تلك الأقوال، وسنذكر الخلاف المذكور وما يرجحه القرآن منه بالاستقراء"

ثم نجد الشيخ رحمة الله عليه يرجح قولا خارجا عن أقول السلف ن حسب فهمي.

وهذا كلامه بالنص من تفسيره لسورة هود:

"قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، اعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالحروف المقطعة في أوائل السور اختلافاً كثيراً، واستقراء القرآن العظيم يرجح واحداً من تلك الأقوال، وسنذكر الخلاف المذكور وما يرجحه القرآن منه بالاستقراء فنقول، وبالله جل وعلا نستعين:

قال بعض العلماء: هي مما استأثر الله تعالى بعلمه؛ كما بيّنا في "آل عمران" وممن روي عنه هذا القول: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود رضي الله عنهم، وعامر والشعبي، وسفيان الثوري، والربيع بن خيثم، واختاره أبو حاتم بن حبان.

وقيل: هي أسماء للسور التي افتتحت بها. وممن قال بهذا القول: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ويروى ما يدل لهذا القول عن مجاهد، وقتادة، وزيد بن أسلم. قال الزمخشري في تفسيره: وعليه إطباق الأكثر. ونقل عن سيبويه أنه نص عليه. ويعتضد هذا القول بما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم} [32/ 1]، و {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [76/ 1].

ويدل له أيضاً قول قاتل محمد السجاد بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما يوم الجمل، وهو شريح بن أبي أوفى العبسي؛ كما ذكره البخاري في "صحيحه" في أول "سورة المؤمن":

يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم

وحكى ابن إسحاق أن هذا البيت للأشتر النخعي قائلاً: إنه الذي قتل محمد بن طلحة المذكور. وذكر أبو مخنف: أنه لمدلج بن كعب السعدي. ويقال كعب بن مدلج. وذكر الزبير بن بكار: أن الأكثر على أن الذي قتله عصام بن مقشعر. قال المرزباني: وهو الثبت، وأنشد له البيت المذكور وقبله:

وأشعث قوام بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

هتكت له بالرمح جيب قميصه فخر صريعاً لليدين وللفم

على غير شيء غير أن ليس تابعا علياً ومن لا يتبع الحق يندم

يذكرني حاميم ... البيت. اهـ من "فتح الباري".

فقوله: "يذكرني حاميم"، بإعراب "حاميم" إعراب ما لا ينصرف، فيه الدلالة على ما ذكرنا من أنه اسم للسورة.

وقيل: هي من أسماء الله تعالى. وممن قال بهذا: سالم بن عبد الله، والشعبي، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير، وروي معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعنه أيضاً: أنها أقسام أقسم الله بها، وهي من أسمائه. وروي نحوه عن عكرمة.

وقيل: هي حروف، كل واحد منها من اسم من أسمائه جل وعلا؛ فالألف من {الم}، مثلاً: مفتاح اسم "الله"، واللام مفتاح اسمه "لطيف والميم: مفتاح اسمه "مجيد"، وهكذا. ويروى هذا عن ابن عباس، وابن مسعود، وأبي العالية. واستدل لهذا القول بأن العرب قد تطلق الحرف الواحد من الكلمة، وتريد به جميع الكلمة كقول الراجز:

قلت لها قفي فقالت لي قاف لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير