تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

البشرية اليوم، فقد عرفتها وذقت مرارتها , وأدعو الله ألا تطول مدة تجنيده، وأن يحفظه الله من عدوات هذا الزمن , والخبر الآخر أن الأخ سفر قد اعتزم شراء قطعة أرض في بغداد في مدينة الشرطة الثانية (الخضراء) , وأرجو أن يجعلها الله خطوة مباركة إذ أن مستقبل عملنا وعمله كما يبدو سيكون إن شاء الله في بغداد , فلو ملكت الأسرة داراً في بغداد ليكون ملجأ من أتعاب التأجير , ولكن ثمن القطعة وحدها كما يقول أكثر من ألف دينار , مبلغ كبير , رغم أن راتب الأخ سفر جيد الآن إلا أن الأسرة لن توفر هذا المبلغ بسهولة، وخصوصاً أنا الآن أقتنص كل فائض من الفلوس , ولكن معنى هذا أن هذه هي أول خطوة نحو اتجاه الأسرة بالانتقال إلى بغداد وهجر بلدتنا بيجي , عندما أنشأنا دارنا الجديدة التي نسكنها الآن في بيجي كانت هناك تساؤلات حول مدى استقرارنا في بيجي، واقترح أناس أن نبني الدار في تكريت، ولكن اليوم اتجهت الأنظار إلى بغداد، والله المستعان.

تحويل مبلغ

الأحد 14 تموز 1974م = 24 جمادى الآخرة 1394هـ

وصلني إعلام من البنك قبل عدة أيام حول وصول المبلغ المحول لي من الأهل وهو ثاني مبلغ يحولونه لي , وكل مرة يحولون 200 دينارٍ، وأنا الآن لدي من الفلوس ما يكفيني حتى موعد سفري، إن كتب الله لي النجاح، ومعنى ذلك أن هذا المبلغ فائض عن حاجتي الآن , فقلت لو أخرت استلامه حتى موعد سفري ثم أستلمه آنذاك بالباون الإسترليني وآخذه معي إلى العراق , ذهبت مساء أمس إلى البنك وحاولت أن أقنعهم بطلبي إلا أنهم لم يوافقوا , قالوا افتح حساباً جارياً، ويتطلب ذلك مراجعات تأخذ يوماً أو يومين أو أكثر أتابع المعاملة في البنك، وإني جد حريص على الوقت خاصة هذه الأيام، أخيراً قررت سحب المبلغ بالجنيهات المصرية وكان هذه المرة 388 جنيها، بينما كانت المئتان السابقتان حوالي 411 جنيها، ذلك لأن سعر الدينار العراقي في ارتفاع وانخفاض، ولكن كيف سأتصرف بهذا المبلغ إذا سافرت، هل يمكن أن أحوله إلى عملة حرة أم أودعه في بنك لحين العودة بإذن الله , أم أودعه عند أحد الأصدقاء , ولكن لأترك التفكير في هذا الأمر الآن , حتى انتهاء الامتحان وظهور النتائج , فإنْ كتب الله لي النجاح كان أمر هذا المبلغ يسيراً أودعه أو أحوله، وإن كانت الأخرى فكل شيء في مكانه، وإني أحمد الله وأدعوه أن يحفظ الأهل على ما أبدوه من بذل وعطاء، إذ إني لم أفكر يوماً بأمر الفلوس، ذلك الأمر الذي يشغل بال الناس جميعاً، فجزاهم الله خيراً على هذا البذل والعطاء.

جليل رشيد فالح

الاثنين 15 تموز 1974م = 25 جمادى الآخرة 1394هـ

كانت مادة اللغة الانجليزية حصة اليوم من الدراسة، وبدأت في الصباح أقرأ في الصفحات المعدودات التي تستغرقها هذه المادة، ولكن كنت قبل أيام بل منذ يوم السبت على موعد مع أحد الإخوة من العراق اسمه جليل رشيد من خانقين عنده شهادة ماجستير في البلاغة العربية، ويريد أن يسجل لدراسة الدكتوراه في إحدى جامعات القاهرة، كان قد قَدَّمَ أوراقه منذ زمن إلى جامعة عين شمس ولكن طلبه لم تظهر له نتيجة، أخيراً فكر بالتقديم إلى كلية دار العلوم رغم أن أوراقه لا تزال في جامعة عين شمس , ولما كنت أعرف الكلية وأعرف بعض أساتذتها فقد ذهبت معه قبيل الظهر إلى الكلية لاستطلاع الحالة والاستفسار عن الشروط، وذهبنا إلى مسجل الكلية وبعدها إلى أستاذنا الدكتور أمين السيد لكي يعرفنا على رئيس قسم البلاغة .. وقد فوجئ الأخ جليل (أبو مجاهد) بالمعاملة الطيبة التي واجهونا بها في الكلية، وما كان من الدكتور أمين السيد إلا أن يأخذنا إلى عميد الكلية الأستاذ الدكتور كمال بشر الذي رَحَّبَ هو الآخر بالضيف العراقي , ووعده خيراً وأن الأمر لا يحتاج إلا تقديم الأوراق، وتأخذ طريقها الرسمي، وقبل أن نغادر الكلية حاولنا مقابلة رئيس قسم البلاغة والنقد الأستاذ د. محمود ربيع، وقد رَحَّبَ هو الآخر، وتركنا الكلية بعد أن اطمأن الأخ جليل على قبوله بكلية دار العلوم، هو حاصل على الماجستير من بغداد كان أستاذه المشرف الأول د. أحمد مطلوب، ولما غادر إلى الكويت حاول بعض أساتذة القسم ممن كان على خلاف مع أحمد مطلوب الانتقام من تلميذه الأخ جليل، فمنحوه الماجستير بتقدير جيد مما لا يتيح له إكمال الدراسة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير