تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في العراق، وكان بحثه في الماجستير في موضوع (البديع) (1).

http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/9694b879aed1cbbd.jpg

طلبة الدكتوراه في قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة بغداد

1982 - 1983م

في الأمام جالسين: جليل رشيد فالح وغانم قدوري

واقفين: د عبد القادر الهيتي (الآن في دولة عُمان)، د. صالح، د. عبد الإله الصايغ (في تونس)،د. محمد البكاء،د. سعيد جاسم الزبيدي (في دولة عُمان)،د. محمد الزبيدي.

احتفال في السفارة

الثلاثاء 16 تموز 1974م = 26 جمادى الآخرة 1394هـ

لم نعتد مثل تلك الأجواء الصاخبة الفاسدة , ولم نحاول مرة أن نجد أنفسنا في مثلها , ولكن كان حب الاستطلاع الدافع الوحيد الذي دفعنا إلى الذهاب إلى الاحتفال الذي أقامته السفارة العراقية بمناسبة ما يسمى بأعياد تموز (ذكرى ثورتي 14 و 17) كانت قد وصلتنا بطاقة دعوة للأخ خليل ولي , وترددنا بالذهاب، لكن كما ذكرت دفعنا حب الاستطلاع إلى الذهاب، وصلينا المغرب في جامع ليس ببعيد عن السفارة، وذهبنا بعد الصلاة، كان السفير وأكابر موظفي السفارة قد وقفوا عند مدخل استقبال الضيوف هم وزوجاتهم! يستقبلون المهنئين , ودخلنا وصافحنا , وأفضى بنا الطريق إلى حديقة السفارة، التي تقع بين بيت السفير وبناية الملحقيات، وإذا هي غاصة بجموع من الناس من مختلف الأشكال والألوان واللغات، ويبدو أن السفارة دعت إلى حفلها سفراء الدول التي لها صداقة وعلاقة قوية بالعراق المقيمين في القاهرة، فكان الأوربي إلى جانب الأفريقي والأسيوي، ولا أدري إن كان هناك أمريكان، وأكثر المدعوين قد حضروا مع زوجاتهم أو صديقاتهم , كان هناك عدد من العراقيين ممن يدرسون في القاهرة أو يعملون فيها، كنا نبدو غرباء في هذا الحفل القذر , كان هناك خوانان من الطعام على جانبي الحديقة عليهما أصناف الأكل والحلوى، وهذا مقبول، ولكن البلوى في أولئك الذين يحملون أقداح الخمر يمرون بها على هذا الزحام يعب منها الفسقة حتى سَكِرَ المكان والهواء , وتذكرنا عندها ما يقال عن ارتفاع الأسعار في العراق والقتال الضاري الدائر في الشمال الذي يروح ضحيته خيرة الشباب!!!.

الجندية من جديد

الأربعاء 17 تموز 1974م = 27 جمادى الآخرة 1394هـ

وصلتني رسالة اليوم من الأخ سالم , وكنت كلما وصلتني رسالة من الأهل أشعر بالقرب والأمل والغبطة، ولكن هذه المرة جاءت رسالة الأخ سالم لتزيد من شجني وحزني , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , كنت أحدث الأخ سالم في رسائلي السابقة عن تحقيق رغبته في الدراسة، وأطلب منه إكمال الأوراق المطلوبة كي أقدمها له في الوقت المناسب هنا، حتى لا تفوته فرصة القبول على السنة الجديدة، وكان كل مرة في رسائله يحدثني عن رغبته وعن محاولته إكمال الأوراق، ولكن هذه المرة جاءت رسالته بغير تلك النغمة , وهي من أسلوبها تدل على مدى ضجر الأخ سالم وتضايقه من الواقع الذي أصبح فيه، فهو ما كاد ينهي الدوام في مدرسته وتحل العطلة الصيفية حتى تم استدعاؤه للاحتياط، ويقول في الرسالة إنه منذ بداية هذا الشهر حيران لا يدري ماذا يعمل، فهو الآن جندي في بغداد أو قريباً منها يتدرب ويسترجع مأساة الجندية من جديد، وهو ينتظر أن ينسبوه إلى وحدة عسكرية ولا يدري أين يكون نصيبه هل في الشمال أم في الجنوب، ما هذه الأتعاب ومن أجل ماذا , وإذا كان نصيب الأخ سالم الآن من الجندية فقدان الراحة وفراق الأهل، فإن هناك من يدفع حياته في الشمال بلا ثمن , منذ أن عادت الحركات العسكرية في الشمال منذ شهر آذار , ومنذ ذلك الحين أخذت الحكومة تدعو الاحتياط، وتقذف بالجنود إلى أتون نار مشتعلة في الشمال، ولكن ما للمدرسين وللجندية بعد أن خدموا مدتهم ما هذه الملاحقات المريرة، وعلى كل حال فلا يُدْرَى خاتمة هذه المرارة التي يتجرع الأخ سالم مرارتها , اللهم فارحمنا، وهَوِّن عليه.

بعد أسبوع

الخميس 18 تموز 1974م = 28 جمادى الآخرة 1394هـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير