تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العراق يوم 19/ 8/1974، وأخيراً قلت لأنفذ الوعد الذي ضربه لي الدكتور الجرح , ولعلي أثير بعض الأسئلة عند الالتقاء به تلقي أضواء على المستقبل.

موضوع المقطع في العربية

الثلاثاء 30 تموز 1974م = 10 رجب 1394هـ

يبدو عليَّ أني هذه الأيام مشغول بالإحاطة بموضوع المقطع , أحاول أن أكوِّن لي فكرة عن هذا الموضوع تتيح لي أن أضع خطة أولية وتصوراً عاماً يمكن أن أقدمه للدكتور الجرح عندما ألتقي به يوم الجمعة القادم حيث اتفقنا قبل يومين على ذلك، ومع أني تقدمت خطوات في هذا الموضوع إلا أن سؤالاً لا يزال يلح عليَّ وهو ألا يوجد موضوع آخر؟ ثم هل موضوع المقطع جدير بالدراسة؟ هل هو سهل التناول وفير المصادر، ولكني قد عشت مع هذا الموضوع منذ أشهر طويلة منذ أن درسه أحد الزملاء كبحث صغير قدمه في السنة التمهيدية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أطلع على كل مصدر عن هذا الموضوع، وأحاول أن أقف على كل ظاهرة لغوية أحس أنها تتصل به، وأنا اليوم قد وضعت خطة أولية للموضوع تتكون من ثلاثة فصول أو إن شئت قسمها أبواباً، الفصل الأول: عن الصوامت والحركات ودورهما في بناء اللغة أو الكلام، والفصل الثاني نظام المقاطع العربية وخصائصه، والفصل الثالث عن أثر خصائص ذلك النظام على بناء اللغة سواء أثره في الكلمة أو العبارة، وإذا ما وافق الدكتور الجرح على هذه الخطة بعد تعديلها – من غير شك – فإني سأجد نفسي مع هذا الموضوع أشد ارتباطاً مع مناهج البحث الحديثة والأفكار اللغوية الحديثة، وسأجد نفسي أشد حاجة إلى اللغة الانجليزية بل حتى الفرنسية وسأجد نفسي أمام مشاكل وصعاب حقيقية، والله المستعان.

الملك فيصل في مصر

الأربعاء 31 تموز 1974م = 11 رجب 1394هـ

خرجتُ عصر هذا اليوم مع الأخ خليل في سياحة قصيرة لزيارة بعض الأصدقاء فصار طريقنا من منطقة حدائق القبة فإذا الشوارع مزدانة بالإعلام (وأقواس النصر) مرفوعة تزينها قطع القماش المكتوبة بأنواع الشعارات، وهناك على بوابة قصر القبة يرتفع علم مصر والسعودية كل ذلك بمناسبة زيارة فيصل ملك السعودية لمصر التي بدأت أمس , ولا تزال الصحف تتحدث عن الزيارة وعن بطلي العبور فيصل والسادات، وكنت أستمع إلى إذاعة لندن وهي تذيع نشرة الإخبار فوصفت الاستقبال الذي حظي به الملك فيصل بأنه يشبه ذلك الاستقبال الذي حظي به نيكسون، وكان نيكسون قد زار مصر في شهر حزيران الماضي، وأقامت له الحكومة المصرية استقبالاً منقطع النظير، شاركت فيه الحكومة والشعب، حتى إن نيكسون نفسه قد بهت لذلك الاستقبال الذي استقبل به قبل مضي عام واحد على أمره بإقامة الجسر الجوي لإنقاذ إسرائيل عسكرياً وتزويدها بأفتك الأسلحة التي لا يزال شباب مصر يئن من جراحه في تلك الحرب بسببها، المهم أن ذلك الاستقبال قد صار مضرب الأمثال، واليوم يُسْتَقْبَلُ ملك السعودية في زيارته لمصر ذلك الاستقبال الذي اسْتُقْبِلَ به نيكسون رئيس الولايات المتحدة من قبل!

مذكرات شهر تموز 1974م

حقيقة بدأت ترسخ في ذهني أو هي قد رسخت وراحت تعمق وجودها، تلك هي أن الإنسان لا يمكن أن يهدأ أبداً أو أن يخلو ذهنه من شيء، ولكن ماذا يكون هذا الشيء تلك هي المشكلة، الناس يتحركون ويروحون ويجيئون ووراء كل حركة هدف، ولكن قد يكون هذا الهدف عظيماً وقد يكون حقيراً، ويبدو أن الناس الذين تَجُرُّ أقدامهم أهداف حقيرة لا يرضون أو لا يعترفون بهذا الواقع فهم يعيشون في خيال العظمة والجمال والفن، يُضْفُونَ على حركاتهم صفة الشرعية والحق، ولكن هل كل أولئك الذين يسيرون هذه المسيرة مخدوعون بهذه الخدعة، إذا لم يكونوا مخدوعين - يا ترى – ما الذي يحملهم على السير في سبيل الشر، وهنا مرة أخرى يظهر شيء بصورةٍ ما يدفعهم إلى أفعالهم أو يزينها لهم، حقيقة إن داخل الإنسان شيء معقد قد لا يستطيع الإنسان نفسه أن يسبر أغواره، فذلك الواقع مجهول حتى لصاحبه، ولكن مع ذلك هناك حوار دائم بين الإنسان وواقعه وداخله، وبعض الناس يغمضون أعينهم عما هم فيه، ويقولون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، وصدق الله العظيم، فهذه فلسفة أكثر الناس الآن، يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، ويزينون أعمالهم لأنفسهم بل يزين الشيطان لهم تلك الشرور فلا ينفك يوقع الناس

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير