تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد عرف أحمد مكي الأنصاري المدرسة بأنها (اتجاه له خصائص مميزة ينادي بها فرد أو جماعة من الناس ثم يعتنقها آخرون) [أبو زكريا الفراء 352].

وعرفها غيره بقوله: هي الاشتراك في وجهة النظر الذي يؤلف الجبهة العلمية ويربط العلماء بعضهم ببعض على رأي واحد. (مقدمة الإنصاف ترجمة عبدالحليم النجار للمستشرق جوتولد فايل).

فالمدرسة عند هؤلاء تؤدي المعنى الذي تؤديه كلمة مذهب المعروفة في الدراسات الإسلامية وتحمل معناها المعروف في لغة العرب، فالمذهب في اللغة المعتقد الذي يذهب إليه والطريقة والأصل [القاموس المحيط (ذهب)]. فنحن عندما نقول مذهب مالك أو مذهب الشافعي أو غيرهما رحمهم الله فإنما نعني مجموعة الأحكام والآراء الفقهية التي قال بها كل منهما وتابعه عليها مجموعة من الناس والتزموا بها وطبقوها.

وهنا سؤال: هل هناك مدارس تفسير فعلاً؟ بمعنى هل هناك أصول تميزت بها كل مدرسة من مدارس التفسير الثلاث في مكة والمدينة والعراق؟ أم أنها مدرسة واحدة ولكن تعدد الأساتذة فقط والتلاميذ؟

الملاحظ أن التقسيمات تمت في أصلها بناء على الأماكن فما دام ابن عباس قد جلس للتدريس والتعليم في مكة فنسمي مدرسته مدرسة مكة وهكذا أبي بن كعب في المدينة وابن مسعود في الكوفة. وتبعاً لذلك تم تتبع مروياتهم واستخراج أصول هذا المدراس من خلال تلك المرويات.

أم أنه وجد هناك اختلاف فعلي في الأصول التي قامت عليها هذه المدارس ومن ثم كان تقسيمها.

إنه ليس من مستلزمات تعدد مدارس التفسير اختلاف المناهج والأصول التي تقوم عليها. ولذلك نجد التقدير المتبادل بين زعماء هذه المدارس لبعضهم. فمدرسة البصرة تقر لمدرسة مكة بالتقديم. فقد روى الداوودي عن قرة بن خالد قال: كان الحسن البصري إذا قدم عكرمةُ البصرةَ أمسك عن التفسير والفتيا ما دام عكرمة بالبصرة.

ونجد التابعين يأخذون من الجميع فتلاميذ ابن عباس يأخذون من أبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وغيرهما من الصحابة وكذلك تلاميذ ابن مسعود وهكذا.

يتبين مما تقدم أن الباحثين الأوائل كانوا ينسبون التفسير إلى البلد الذي عرف به واشتهر، فيقولون من أهل مكة، أو من تلاميذ ابن عباس، أو عالم مكة، أو عالم الكوفة، وأول ما وجدت كلمة مذهب عند الفقهاء للدلالة على المذاهب الفقهية فيقولون في التراجم فقيه على مذهب أبي حنيفة، أو يذهب مذهب الشافعي في الفقه.

ومن هذا يبدو أن القدماء اعتمدوا في تقسيم المفسرين والتمييز بينهم النسبة إلى البلد أو المدينة، ولم يجمعوهم عند الترجمة لهم تحت مدرسة أو مذهب.

ومن المعلوم أن أشهر المدارس هي مدرسة أهل مكة لسعة علم شيخها عبدالله بن عباس للأسباب المعروفة، وطول جلوسه للناس، وكثرة الواردين على هذه المدرسة من جميع الأقطار. فيصح لنا أن نقول إن جميع المدارس الأخرى متأثرة بمدرسة أهل مكة في التفسير. وعلى هذا فإن تسميتنا لهذه المجموعات أو البيئات التفسيرية مدرسة مكة أو مدرسة المدينة أو مدرسة العراق لن تغير من المفهوم الذي شاع وعرف عن خصائص تفسير كل بيئة منها. ولن يغير استعمالنا لكلمة مدرسة من الواقع شيئاً، ولن يحتم علينا استعمالها وجود مناهج مختلفة كل الاختلاف للتفسير في كل بلد، وذلك لأنه مهما تعددت التسميات ومهما اختلفت المناهج فلن يظن ظان أنها تكون مناهج متباعدة مستقلة لا رابط بينها ولا تشابه ولا مشاركة، ما دامت مادة التفسير هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وما دامت اللغة التي يستقى منها هذا الدرس هي اللغة العربية، وشعرها الفصيح، ولغة أعرابها السليمة الفصيحة النقية، فلن يختلف التفسير كثيراً، ولن تختلف الظواهر، وإن اختلفت المدارس، أو اختلف أتباع هذه المدارس في بعض نواحي تكوينهم العلمي.

ـ[ابن العربي]ــــــــ[29 Feb 2004, 05:43 ص]ـ

بسم الله

جزاك الله خيراً

ولكن الهدف من السؤال هو معرفة المزيد من المدارس فكل المراجع تقريباً لا تذكر إلا هذه المدارس

(مدرسة مكة، والمدينة، والكوفة)

فهل معنى هذا أن البصرة، ومصر، والأندلس، والشام، ليس فيها مدارس للتفسير

وإذا كان الجواب نعم فمن روادها؟ وما هي الكتب التي تناولتها؟

بارك الله فيكم ونفع بكم

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2006, 12:34 ص]ـ

عندما كتبت الجواب السابق قديماً قبل سنتين تقريباً، انطلقت من السؤال مباشرة، ولم يظهر لي من السؤال أنك تعرف هذه المدارس وتبحث عن المزيد فمعذرة، وليتك تكرمت بإيضاح المقصود ابتداءً حتى لا أكرر معلومات قديمة بالنسبة لكم.

وأما المدن الإسلامية الأخرى فلم تكن مقفرة من علماء التفسير منذ اختطها المسلمون وسكنوها، غير أنها لم تكن بتلك الشهرة التي اكتسبتها المدارس السابقة. ولم تكن مختلفة في أصولها عن المدارس المشهورة المتقدمة.

وقد كتب الباحثون في مدرسة التفسير في مصر والأندلس والشام، ومما يحضرني من تلك الدراسات ما كتبه الدكتور مصطفى إبراهيم المشني في رسالته للدكتوراه بعنوان (مدرسة التفسير في الأندلس) والتي نشرتها مؤسسة الرسالة عام 1406هـ.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير