[من هي الفرقة الناجية؟]
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Mar 2004, 10:02 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة
من هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
هي بلا شك الأمة المعنية برسالته.
ومن هي الأمة المعنية برسالته؟
هي البشرية كلها، قال تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
إذن فالعالمين لها معنيين:
إن أطلقت وأريد بها كل ما سوى الله فهي تعني: عالم الملائكة وعالم الجن وعالم الحيوان وعالم النبات وعالم الجماد .... وكل واحد من هذه العوالم يتفرع إلى عوالم أخرى، فعالم الحشرات فيه عالم النمل وعالم النحل وعالم الدبابير .... إلى آخره.
وإن أطلقت كلمة (العالمين) وأريد بها عالم البشر فهذا العالم أيضا يتفرع إلى عوالم: العالم العربي والعالم الأنجلوسكسوني والعالم الغالي ... أو تعني كلمة (العالمين) الطوائف، كل طائفة من الناس تشترك في معتقد.
نحن نرى أن عالم البشر يتفرع إلى عالمين، فهؤلائ العالمون هم بلا أدنى شك متفرقون. فهل هذا هو التفرق الذي أنبأنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لا يمكن أن يصح هذا الوصف إلا إذا كان هؤلاء العالمين كلهم مسلمين ثم تفرقوا بعد ذلك، عندئذ يصح أن نقول عنهم (تفرقوا)، كان يجمعهم شيء واحد ثم تفرقوا.
حسب التاريخ والواقع أن العالم لم يكن في يوم من الأيام كله على دين الإسلام، مازال أكثر الناس لايؤمنون بالإسلام، وبالتالي فإن العالمين لم يجتمعوا قط على الإيمان بالإسلام ثم تفرقوا.
وحيث أن الإسلام رسالة الله العزيز الحكيم إلى الناس كافة فعلى العزيز الحكيم بيان رسالته إلى العالمين كافة فتستيقنه أنفسهم لتقوم عليهم الحجة، لأن الإقناع من لوازم الحكمة، فإذا لم أستطع إقناعك فإنني تنقصني الحكمة، ورسالة الإسلام عنوانها: تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)، لذلك فهو سيبين آياته لكل الناس حتى يتبين لهم أنه الحق، فيستيقن الناس كافة أن الدين الحق هو الإسلام.
فإن تفرق الناس بعد ذلك فإن كلمة (تفرقوا) تصح فيهم، لأن التفرق
يأتي بعد اليقين بالحق، ولنا في القرآن ما يؤيد ذلك في الأمم السابقة،
قال تعالى: وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم).
إذن فالعالمين بعد أن يأتيهم العلم (اليقين أن الإسلام هو الحق) سينقسمون إلى 73 فرقة، إحداهما في الجنة والباقي في النار.
ولكي أبرهن على صحة ما أقول أن أمة رسول الله هي (العالمين) التي تعدادها 73 عالم، ذهبت أعد كم مرة جاءت كلمة العالمين في القرآن فوجدتها ذكرت 73 مرة، ومن عنده المعجم المفهرس فليتأكد بنفسه من ذلك.
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Mar 2004, 10:40 ص]ـ
ما أردت قوله هو أن العالم كله سيصبح في يوم من الأيام أمة محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن يوقنوا برسالة الإسلام، ثم بعد ذلك سيتفرق الناس من جديد لسبب من الأسباب، ربما بالفتن كفتنة الدجال.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[02 Mar 2004, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم أرجو أن تتقبل مني القول وإن كان فيه مضاضه، وتتذكر أنه يجمعني بك أخوة الاسلام، فمنها سأحدثك بحديثي، بارك الله فيك.
أولا: لست من دعاة غلق باب الاجتهاد , فقد ثبت أن نصوص الشريعة متناهية بخلاف فرعها ونوازلها والتي تستدعي النظر والبحث، وهذه المسألة التي ذكرتها ـ وفقك الله ـ ليست من نوازل الاحكام أو من المسائل التي أغفلها علماء الشريعه فلم يولوها حقها من البحث والدرس، حتى نأتي ونجتهد إجتهادات لاسند لها يعضدها، بله أن تكون إجتهادات تدفعها الحجج القائمة والمنزلة من الوحيين الشريفين، ولا أعلم من ذهب إلى مثل قولك على ما يكتنفه من غموض وتكلف ظاهر، فهل حرصت أخي الكريم على أن تستند لقول عالم تستأنس به في حديثك هذا.
ثانيا: لازال الحديث الذي ذكرته محل بحث ونظر عند كثير من أهل الحديث بين مصحح له ومضعف، ومصحح لبعض الفاظه دون بعظها الاخر، فإن صح الحديث فكلامي السابق، وإن كان الحديث باطلا كان حديثك كله مبني على جرف هار.
ثالثا: الذي أعرفه من تلاد معلوماتي أن الامه في لسان الشرع يحدد مقصودها موضوعها من الحديث، وموضع ورودها، وهي لاتخرج عن معنيين، هما أمة الدعوة وأمة الاجابة،فبالمعنى ألاول يدخل فيها كل مكلف مخاطب بالشرع، وبالثاني تطلق ويراد بها أتباعه ومنهم على ملته صلى الله عليه وسلم، وإذا حررت هذا المعنى تبين لك خطأ ماذهبت اليه، فلأمة المعنية برسالته هي أمة الدعوة، مسلمها وكافرها وهم من العالمين، وأمته التي ستفترق هي أمة الاجابة، وأول الحديث يشهد لهذا، وقد حدث هذا الافتراق منذ الصدر ألاول، خوارج ومرجئة وروافض ... ، (فأين تقطن؟!)
وليتك عدت إلى اقرب كتاب تتناوله يدك من تفسير أو لغة ونظرت في معنى العالمين وكلام أهل العلم، ثم كررت النظر في كلامهم، ونقلهم عن صاحب الشرع، هل ورد مايدل على دخول البشرية جمعاء في دين الاسلام، أم أن النصوص من الوحيين كلها ترد هذا القول وتدفعه، والاجتهادات إنما تقبل في ضوء نصوص الشريعة الغراء , فهل لك من نص تورده يشهد لخطير ماذهبت اليه من القول، وقديما تكلم العلماء رحمهم الله في الرأي المذموم الذي يمثل له بمثل ماذهبت اليه.
فليتك أخي الكريم تعيد النظر فيما ذهبت اليه، فالرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل , وما أظنك الاناشدحق، وإن أخطأت الطريق، فلم تكتب لأحد منا العصمة من الزلل، بل كلنا راد ومردود عليه.