[إن هو إلا ذكر للعالمين]
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Apr 2004, 10:00 ص]ـ
إنما مثل قصة البشر في الدنيا كمدرسة تلاميذها هم الناس ومعلموها هم الرسل والمناهج هي التشريع الذي أتت به الرسالات.
المعلم يأخذ المنهج ويدرسه لتلاميذه ليمتحنهم فينجح من ينجح ويرسب من يرسب.
والمعلم عليه أن يشرح لتلاميذه الدرس جيدا حتى يفهم كل التلاميذ الدرس، فإن لم يفهموا الدرس فإن العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب والحكيم لإيصال الفهم إلى أذهان التلاميذ.
فإذا كان المنهج من الله للبشر هو هذا القرآن الذي جاء ذكرا للعالمين فإن الله تعالى سيبينه للناس فيعلموا نبأه في الدنيا لأنه كتاب عزيز حكيم.
المثل السابق ذكره فسر لنا قوله تعالى: إن هو إلا ذكر للعالمين، ولتعلمن نبأه بعد حين. بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
(ولتعلمن نبأه بعد حين) أكدها باللام لأن الحكمة تلزم الإقناع).
وجاءت الآية الأولى من سورة الزمر مناسبة لما اختتمت به سورة ص لأن عدم الإقناع يعتبر نقصا في الحكمة والله تعالى له الكمال المطلق في الحكمة = عزيز حكيم، سيعلم الناس كافة نبأ القرآن لأنه كتاب أنزله العزيز الحكيم.
كذلك لأن قوله تعالى (ولتعلمن نبأه بعد حين) يعتبر وعدا والذي يقدر على تنفيذ وعده هو الذي (يتحكم) في كل الظروف التي تمكنه من تحقيق الوعد، فالذي يغير رأيه لا يعتبر حكيما، وسبحان الله وتعالى عن كل نقص فهو العزيز الحكيم.
مراحل الهدى إلى البشر التي سميت ب ال (حين) في آخرة آية من سورة ص تبتدئ من (بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) إلى (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
آيات الله في الآفاق وفي الأنفس التي فيها من اليقين ما يجعل كل الناس توقن أن محمدا رسول الله موجودة منذ جاء الإسلام، وسيريها للناس حتى يتبين لهم أنه الحق.
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Apr 2004, 09:24 ص]ـ
أيها الإخوة
حينما أضرب أمثلة لفهم تفسير الآيات فلأن الله يضرب لنا الأمثال، فكتاب الله مثل أعلى للحكمة ومفتاح فهمه هي الحكمة، قال تعالى:
ويعلمكم الكتاب والحكمة .. ).
لنعد إلى قول الله: ولتعلمن نبأه بعد حين).
أضرب مثلا بهذا الجهاز (الكومبيوتر)، لو أن لي ولدان: أحدهما متعلم يستطيع أن يشغل الكوميوتر والثاني غير متعلم لا يفهم شيئا، فإني أسلم الكومبيوتر للأول أما الثاني فأبعثه ليتعلم أولا ثم بعد أن يتم تعليمه يمكنه عندئذ أن يشتغل على الكوميوتر في البيت.
كذلك كان رسل الله قبل الإسلام يأتون بالبينات الحسية التي تدرك بالبصر، لا يحتاج الإنسان أن يكون متعلما ليدرك آية من آيات الله كإحياء الموتى أو غيرها، فهذه الآيات لا يرتاب فيها أي إنسان.
ثم أراد الله أن يرسل رسولا بآيات (عقلية) من جنس الحكمة فاختار قوما عندهم إدراك فطري للحكمة وأورثهم الكتاب، أما الأمم الأخرى
الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات فإن الله فتح لهم مجالا من العلم
المادي الذي به يدركون أن الله عزيز حكيم، ومتى بلغوا المستوى الذي يؤهلهم لإدراك آيات الله عندئذ يبينها لهم، قال تعالى: فإن زللتم
من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم) وكان من الطبيعي أن يكون النصارى هم أكثر حظا لنيل العلم المادي فهم الذين جاءتهم أعظم البينات ثم زلوا من بعدها، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول، والتلميذ الكسول أولى باهتمام المعلم وشرحه أكثر من غيره
ولذلك هم الأكثر تفوقا في العلم المادي.
وآية الإسلام فيها من اليقين ما هو أعظم من اليقين الذي في آيات عيسى عليه السلام (لو يعلمها الناس) لأن الله ما نسخ آية المسيح بآية الإسلام إلا لأن آية الإسلام خير منها أو على الأقل مثلها.
فهل كل سكان الأرض علموا نبأ آية الإسلام هذه؟
كلا، بدليل أن الدجال لو جاء وادعى أنه المسيح لتبعه أكثر الناس طواعية بدون أن يمنع عنهم الطعام والشراب.
إذن سيأتي نصر الله بإظهار آياته للناس وذلك هو (ولتعلمن نبأه بعد حين) فيصحح عقيدة النصارى (لأن الإسلام جاء لتصحيح عقيدة العرب الذين قالوا ولد الله بناتا (الملائكة) وليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا (المسيح). فإذا كانت عقيدة العرب قد صححت ولم يعد يوجد من يقول الملائكة بنات الله فإن عقيدة النصارى لا بد أن تصحح لأن الله عزيز حكيم.
فإذا صحح الخطأ وتبين للناس أن آية الإسلام هي الأعظم وأن الله عزيز حكيم فليرتقبوا الامتحان، فالمعلم لا يختبر تلاميذه إلا بعدما
يتأكد أنهم فهموا شرح الدرس.
هل تنبئنا الحكمة بالمادة التي يمتحن بها الله البشر بعد بيان الهدى؟
الحكمة تقول: إذا أخطأ التلميذ في مسألة فإن المعلم يصححها له ويشرح له طريقة الحل ثم يعيد امتحانه في نفس المسألة التي صححت ليرى هل حقا فهم ما بينه له أم لا.
وبما أن عقيدة النصارى في المسيح هي التي ستصحح فإن الامتحان سيكون في هذه العقيدة التي صححت. سيأتي كذاب مدعيا أنه المسيح بن مريم وسيكون معه ما يخدع به أبصار الناس فيظنون أنه يحيي الموتى .....
كذلك سيكون امتحان الناس بهذه الخدع الدجالية (إحياء الموتى) ليعلم بالحجة هل ما زال الناس يعتقدون أنها أعظم آية أم آية الإسلام هي الأعظم.
وسيكون الامتحان كذلك لاختبار مدى إدراك الناس أن الله عزيز حكيم.
فمن أدرك أن الله عزيز حكيم فإنه لن يلتفت إلى خدع الدجال لأنها مناقضة للحكمة وتصرف غير حكيم، فمعجزة إحياء الموتى هي آية لمن ينكر البعث ومجيء رجل بآيات كهذه لا تتناسب مع ما
أدركه الناس أن الله عزيز حكيم لأنهم لم ينكروا البعث حتى يبعث الله لهم رسولا بهذه الآيات التي تزيل إنكارهم. والله منزه عن التصرف الغير حكيم.
وكان من الحكمة أن أن يعود المسيح عليه السلام إلى الأرض لتكون كلمة الله هي العليا، لأنه هو نفسه كلمة الله المفترى عليها من طرف الدجال.
يتبع ولو بعد حين