[ضرب مثل لمغزى سورة البقرة]
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 Mar 2004, 11:05 ص]ـ
الكتاب العزيز أحكمه الله العزيز الحكيم، وفهم مراده يتطلب إختيار مثل حكيم مناسب لما يراد فهمه من القرآن.
إليكم هذا المثل:
طلب التلاميذ من أستاذهم أن يدلهم على الوسيلة إلى النجاح، فاختار الأستاذ أحد التلاميذ وكتب له كل ما يريد قوله من نصح وإرشاد إلى الوسيلة، فعاد ذلك التلميذ المختار إلى زملائه وقرأ عليهم رسالة
الأستاذ التي جاء فيها ما يلي:
أيها التلاميذ: إن طريق النجاح سيكون بلا ريب من نصيب المذاكرين
الذين يثابرون على مراجعة دروسهم الذين يسهرون الليالي في حل التمارين. هؤلاء هم الذين يكتب لهم النجاح. أما الكسالى الذين يتغيبون عن الحصص فإن الرسوب مصيرهم.
أيها التلاميذ: احذروا الملاهي التي تصدكم عن الاهتمام بمذاكرة دروسكم مثل تضييع الوقت لمشاهدة المسلسلات والأفلام التلفزيونية.
واحذروا رفاق السوء من الناس الذين يريدون أن يغووكم لتزلوا فتخسروا.
أيها التلاميذ: ذاكروا جيدا دروس الرياضيات وراجعوا دروس الكيمياء والفيزياء، ولا تنسوا كتاب الأحياء ...... )
كان هذا هو نص رسالة الأستاذ التي قرأها التلميذ النجيب.
ولقد ضربتها مثلا ولله المثل الأعلى لفهم مغزى سورة البقرة التي تعتبرا ملخصا للقرآن الكريم.
أما طلب بيان وسيلة النجاح فضربتها مثلا لطلب الهدى.
وأما وسيلة النجاح التي هي من نصيب المجتهدين المذاكرين فضربت مثلا للهدى الذي هو من نصيب المتقين.
وأما الدروس التي يجب مذاكرتها فضربت مثلا لفرائض التقوى التي شملتها سورة البقرة من أوامر: إقامة الصلاة، الأمر بصيام رمضان،
بيان شعائر الحج، الأمر بالزكاة والصدقات وإنفاق مما رزق الله وغير ذلك من مسائل التقوى.
وأما الملاهي اللتي تلهي عن الواجب فضربت مثلا عن عداوة الشيطان
وإغواءه والنهي عن اتباع خطواته كأكل الربا وغير ذلك من حبائل الشيطان، وكل ذلك جاء في سورة البقرة.
وأما التحذير من الحساد الذين يتمنون الرسوب للتلاميذ فضربت مثلا
لليهود الذين يودون أن يردوا الذين أمنوا كفارا حسدا من عند أنفسهم.
هذا هو ما تضمنته سورة البقرة، وأما التلميذ النجيب الذي اختاره الأستاذ فضرب مثلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكي يصدق التلاميذ أن ما تلاه عليهم زميلهم هي حقا رسالة أستاذهم
فإنه يتعين على ذلك التلميذ أن يطبق نصائح تلك الرسالة ليستيقنوا فيطبقوا هم أيضا تلك النصائح، فكان من الحكمة بعد أن بين الله كل مسائل التقوى أن يختم سورة البقرة بقوله تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون .... ) إلى آخرة السورة وذلك هو التطبيق.