[عبارات السلف في الوقف والابتداء]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Apr 2004, 03:28 م]ـ
عبارات السلف في الوقف
إنَّ من يكتب في علم من العلوم الإسلامية يحرص على رفع علمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في كلامه ما يدُّل عليه نزل إلى الصحابة، فإن لم يجد نزل إلى التابعين، ثمَّ أتباعهم.
كما أن حديثهم عن العلم قد يكون نصًّا، وقد يكون إشارة.
والحديث هنا سيكون منصبًّا على المنثور من أقوال السلف في علم الوقف والابتداء، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي:
1 ـ قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء: 83).
عن ابن عباس، قال: ((قوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان): فانقطع الكلام «تفسير الطبري، ط: الحلبي (5: 183).
2 ـ قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران: 83).
قال السيوطي: ((وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس (أسلم من في السموات) قال: هذه مفصولة. (ومن في الأرض طوعا وكرها))). الدر المنثور (2: 254).
3 ـ قوله تعالى: (َالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). (الحديد: 19).
عن ابن عباس في قوله: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) قال: هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
وعن أبي الضحى: (أولئك هم الصديقون)، ثم استأنف الكلام فقال: (والشهداء عند ربهم).
وعن الضحاك قال: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) هذه مفصولة، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله، ثم قال: (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ). الآثار في تفسير الطبري، ط: الحلبي (27: 230 ـ 231).
4 ـ قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام) (الرحمن: 26 ـ 27).
قال السيوطي: ((وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). قلت: أخرجه ابن أبي حاتم)) الإتقان (1: 222).
5 ـ قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد: 17).
قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول: (((أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) قال: ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا، قال: انقضى الكلام، ثم استقبل، فقال: (ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) قال: المتاع: الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه (زبد مثله) قال: خبث ذلك مثل زبد السيل. قال: وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء، قال: فذلك مثل الحق والباطل)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (13: 135).
6 ـ قوله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذاريات: 17).
¥