[علل أحاديث التفسير (4)]
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[02 May 2004, 10:55 م]ـ
(البسملة وكيفية قراءتها)
[4] حديث: أم سلمة أنها ذكرت ـ أو كلمة غيرها ـ قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة مالك يوم الدين.
الحديث أورده ابن جزي الكلبي الغرناطي (741هـ) في تفسيره المسمى (التسهيل لعلوم التنزيل) (1: 12)، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (1: 10)، والألوسي في روح المعاني (1: 42)، والشوكاني في فتح القدير (1: 17)، والشنقيطي في أضواء البيان (8: 357 ـ 358).
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 18، 22) في الكلام عن البسملة.
وفي (4: 435) سورة المزمل عند قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا.
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 70 ـ 71)، فقال: "وثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقطع قراءته آية آية، ومنها البسملة ... (ثم أورد حديث أبي داود ـ الآتي ـ مسندًا).
قال: "وأخرجه أبو عمرو الداني: من طريق أبي عبيد ـ وهو القاسم بن سلام ـ عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه ـ أيضًا ـ: من طريق محد بن سعدان، عن يحيى بن سعيد به، وزيادة: [ثم يقف] بعد كل آية.
ثم قال (يعني الداني): ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب، وفي زيادة قوله: [ثم يقف] بيان لمعنى التقطيع.
وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم: من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ: " يقطعها حرفًا حرفًا. وصححه وسكت عنه الذهبي". انتهى بحروفه.
وإليك سياق طرقه واختلاف ألفاظه وبيان علله:
الحديث مداره على عبدالملك بن جريج: رواه عنه حفص بن غياث، وعمر بن هارون، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد الأموي وروايته أشهر الروايات.
? فأما حديث حفص بن غياث:
فأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 350/ برقم 6920): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقمي (324)، (325): من طريق أبي بكر، عنه به ولفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني حرفًا حرفًا.
? وأما حديث عمر بن هارون:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2214): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا خالد بن خداش.
وأخرجه في الشعب (2: 435/ برقم 2330): أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو رجاء محمد بن حامد التميمي بمكة، ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري، ثنا الهيثم بن خالد المقرئ.
كلاهما (خالد بن خداش، والهيثم بن خالد) عنه به: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، الحمد لله رب العالمين آيتين، الرحمن الرحيم ثلاث آيات، مالك يوم الدين أربع آيات، وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه. ورواه ابن خزيمة في كتابه عن الصغاني. كذا في (الكبرى).
وفي (الشعب) بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ماضية، الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ولذلك كان يقرأها.
قال البيهقي (2: 44): " رواه حفص بن غياث، عن ابن جريج بمعناه. ورواه عمر بن هارون ـ وليس بالقوي ـ عن بن جريج فزاد فيه".
* عمر بن هارون هذا، هو البلخي متروك، وكان من الحفاظ. خرج له الترمذي وابن ماجه.
قال محمد بن سعد: كتب الناس عنه كتابًا كبيرًا، وتركوا حديثه، وقال البخاري: تكلم فيه يحيى بن معين.
قلت: رماه بالكذب.
وقال أبو بكر الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.
وقال أبو أحمد بن عدي: يقال إنه لقي بن جريج بمكة وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج ألك أخت؟ قال: نعم فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره،. انظر تهذيب الكمال (21: 524).
فما ذكر من زيادات تفرد بها لا يسلم له ذلك؛ لما فيه من كلام! .. نعم لو كان عدلاً لقبلنا منه هذا؛ لكونه كان خصيصًا بابن جريج؛ لما بينهما من القرابة.
? وأما حديث همام بن يحيى:
¥