تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تعدد عقوبات الأمم الماضية .. وعلاقة العقوبة بالذنب]

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[11 Apr 2004, 11:42 م]ـ

ما سر تعدد عقوبات الأمم التي عصت؟ .. وهل لنوع العقوبة علاقة بالذنب؟

سؤال لأهل الاختصاص (بارك الله فيهم) .. مع ذكر المصدر إن وجد. أكن من الشاكرين.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 12:39 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض النقولات التي لها تعلق بسؤال الشيخ يحيى - أحيا الله قلبه بالإيمان، ونور بصيرته بعلم السنة والقرآن -:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وكان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم و جرائمهم، فعذب قوم عاد بالريح الشديدة العاتية التي لا يقوم لها شيء، وعذب قوم لوط بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة غيرهم، فجمع لهم بين الهلاك والرجم بالحجارة من السماء وطمس الأبصار وقلب ديارهم عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم إلى أسفل سافلين، وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان، وأما ثمود فأهلكهم بالصيحة فماتوا في الحال ... ومن اعتبر أحوال العالم قديماً وحديثاً وما يعاقب به من يسعى في الأرض بالفساد وسفك الدماء بغير حق، وأقام الفتن واستهان بحرمات الله علم أن النجاة في الدنيا والآخرة للذين آمنوا وكانوا يتقون" [مجموع الفتاوى 16/ 249].

وقال ابن القيم رحمه الله:

"وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء والقحط والجذب، وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم والآم وغموم تحضرها نفوسهم، لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً، لتحق عليهم الكلمة وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسّير بصيرته بين الأقطار العالم فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته" [زاد المعاد 4/ 363].

وقال السعدي: "فكل من هؤلاء الأمم المكذبة أخذنا بذنبه على قدره وبعقوبة مناسبة له" [تيسير الكريم 4/ 60].

مستفاد من هذا الارتباط الاعتبار بمصارع الأمم الماضية ( http://saaid.net/Doat/mongiz/10.htm)

ـ[أخوكم]ــــــــ[12 Apr 2004, 06:07 م]ـ

وذكر الشنقيطي _ رحمه الله _ عند تفسيره لسورة الحاقة عن علاقة العقوبة بذنب كل قوم وسبب اختلافها وأجاد في ذلك فارجعوا إليه فهو مفيد في بابه ...

بل إني تتبعت كثيرا من العقوبات القدرية والشرعية سواء في الدنيا والآخرة فوجدتها مناسبة للذنب التي تم اقترافه فمن سرق قطعت يده ومن قتل قُتل .... الخ

حتى تبادر إلى ذهني أن من شاء أن يقضي بالحق بين الناس فليعمل بقوله سبحانه: جزاء وفاقا

فيجازي من أساء عقوبة مناسبة لذنبه

فما أعلم الله وأخبره وأحكمه.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2004, 11:09 م]ـ

هناك كتاب جمع هذه المسألة من القرآن والسنة والتاريخ وحاول الاستقصاء. عنوانه: (الجزاء من جنس العمل) للدكتور سيد العفاني. وأظنه في ثلاثة مجلدات.

ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:06 ص]ـ

أحسنتم وأجدتم .. فجزاكم الله خيرًا.

ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 02:31 ص]ـ

نص كلام الشيخ عطية محمد سالم في تتمته لأضواء البيان الذي أشار إليه الأخ "أخوكم":

(ونوع في أخذهم ذلك: فأغرق فرعون وقوم نوح، وأخذ ثمود بالصيحة، وعاداً بريح، وقوم لوط بقلب قراهم، كما أخذ جيش أبرهة بطير أبابيل، فهل في ذلك مناسبة بين كل أمة وعقوبتها، أم أنه للتنويع في العقوبة لبيان قدرته تعالى وتنكيله بالعصاة لرسل الله؟

الواقع أن أي نوع من العقوبة فيه آية على القدرة، وفيه تنكيل بمن وقع بهم، ولكن تخصيص كل أمة بما وقع عليها يثير تساؤلاً، ولعل مما يشير إليه القرآن إشارة خفيفة هو الآتي:

أما فرعون فقد كان يقول: {أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـ?ذِهِ ?لاٌّنْهَـ?رُ تَجْرِى مِن تَحْتِى?}، فلما كان يتطاول بها جعل الله هلاكه فيها أي في جنسها.

وأما قوم نوح فلما يئس منهم بعد ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأصبحوا لا يلدوا إلا فاجراً كفاراً، فلزم تطهير الأرض منهم، ولا يصلح لذلك إلا الطوفان.

وأما ثمود فأخذوا بالصيحة الطاغية، لأنهم نادوا صاحبهم فتعاطى فعقر، فلما كان نداؤهم صاحبهم سبباً في عقر الناقة كان هلاكهم بالصيحة الطاغية.

وأما عاد فلطغيانهم بقوتهم، كما قال تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍإِرَمَ ذَاتِ ?لْعِمَادِ?لَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ?لْبِلَـ?دِ}، وسواء عماد بيوتهم وقصورهم، فهو كناية عن طول أجسامهم ووفرة أموالهم وتوافر القوة عندهم، فأخذوا بالريح وهو أرق وألطف ما يكون، مما لم يكونوا يتوقعون منه أية مضرة ولا شدة.

وكذلك جيش أبرهة لما جاء مدل بعدده وعدته، وجاء معه بالفيل أقوى الحيوانات، سلط الله عليه أضعف المخلوقات والطيور {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَتَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ}.

أما قوم لوط فلكونهم قلبوا الأوضاع بإتيان الذكور دون الإناث، فكان الجزاء من جنس العمل، قلب الله عليهم قراهم. والعلم عند الله تعالى.)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير