[إنما يخشى الله من عباده العلماء]
ـ[محب]ــــــــ[01 Mar 2004, 05:29 ص]ـ
بسم الله .. والحمد لله ..
قال الآلوسى فى تفسيره:
" ورُوى عن عمر بن عبد العزيز، وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما أنهما قرءا {إِنَّمَا يَخْشَى اللهُ} بالرفع، {الْعُلَمَاءَ} بالنصب ..
"وطعن صاحب النشر في هذه القراءة ..
" وقال أبو حيان: لعلها لا تصح عنهما، وقد رأينا كتباً في الشواذ، ولم يذكروا هذه القراءة، وإنما ذكرها الزمخشري، وذكرها عن أبي حيوة أبو القاسم يوسف بن علي بن جنادة في كتابه الكامل ..
" وخرجت على أن الخشية مجاز عن التعظيم بعلاقة اللزوم، فإن المعظم يكون مهيباً، وقيل الخشية ترد بمعنى الاختيار كقوله: خشيت بني عمي فلم أر مثلهم " ا. هـ.
(1) .. هل تأتى " الخشية " بمثل هذا المعنى فى لغة القرآن؟
(2) .. هل يجوز هذا المجاز فى الخشية بالنسبة إلى الله عز وجل؟
(3) .. لماذا لم يجزم أبو حيان بعدم صحة هذه القراءة؟
(4) .. لماذا يحاول الزمخشرى تخريج وجه لمثل هذه القراءة؟
(5) .. لماذا سكت الآلوسى فلم يبين موقفه من هذه القراءة؟
(6) .. لماذا يتناقل كثير من المفسرين هذه القراءة عن الزمخشرى ساكتين عن الجزم بعدم صحتها؟
أفيدونا أثابكم الله.
ـ[محب]ــــــــ[03 Mar 2004, 09:04 م]ـ
لا تنسونا من فضل علمكم رعاكم الله وأحسن أجركم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 Mar 2004, 02:34 م]ـ
وبمناسبة سؤال الأخ محب كنت قد توقفت قبل مدة عند قوله تعالى:
فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا.
فكيف للخضر عليه السلام أن يستعمل (نا) الدالة على الفاعلين كما فعل في قوله فأردنا أن يبدلهما.
فنسب الإرادة له ولله.
طبعا هذا مقابل قوله: فأراد ربك
وقوله فأردت أن أعيبها.
وكلام العلماء معروف ومشهور عن الإرادات الثلاثة، لكن لم أقف على معنى خشينا هنا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Mar 2004, 01:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر في مجلة الحكمة – العدد الخامس والعشرين – جمادى الثانية 1423هـ - بحث قيم نفيس ملئ بالدرر والفوائد بعنوان: تعظيم قدر العلم وشرفه وبيان أحكامه ووصفه في كتاب الله للباحث: بلال فيصل البحر.من صفحة 61 إلى صفحة 146.
وقد تطرق الباحث لآية فاطر: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28)، وعرج على القراءة الشاذة التي هي محل السؤال؛ فقال ما نصه:
(وقد ذكر الزمخشري في كشافه، وتبعه القرطبي في الجامع، وأبو حيان في البحر قراءة شاذة نسبوها إلى عمر بن عبدالعزيز وأبي حنيفة النعمان رحمهما الله تعالى، وهي: رفع لفظ الجلالة ونصب العلماء: " إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ "، فيكون ظاهر الآية أن الله جل شأنه يخشى العلماء، ولكن أبا حيان رحمه الله استبعد صحة نسبتها إليهما، وطعن فيه فقال: " ولعل ذلك لا يصح عنهما وقد رأينا كتباً في الشواذ ولم يذكروا هذه القراءة ".اهـ)
ثم يقول الباحث: (وقد بحثت في مصنفات أهل العلم - ممن يسندون الآثار والأخبار عن السلف، وممن لا يسندون من الأقدمين فمن بعدهم - كثيراً عن هذه القراءة فلم أجد أحداً منهم ذكرها لا بإسناد ولا بغير إسناد، سواء في ذلك الكتب التي صنفت في القراءات المتواترة والشاذة، غير أني وجدت العلامة أبا البقاء العكبري – وهو متقدم على أبي حيان بنحو قرن أو يزيد – قد ذكر هذه القراءة في كتابيه: إعراب القراءات الشواذ، وإملاء ما منّ به الرحمن، ولم ينسبها لأحد، على أنه ذكرها بلا إسناد، ولم يذكر عمن نقلها ولا أدري من أنبأه بها، ولم أجد غيره إلى الآن ذكر شيئاً من ذلك فيما بين يدي من المراجع التي لو سردتها لطال بنا المقام؛ فالله أعلم بصحتها.
وقد وجه العلماء هذه القراءة الشاذة وتأولوها على افتراض صحة مخرجها وثبوت نسبتها إلى من نسبت إليه، فقالوا: إن معنى خشية الله للعلماء تعظيمهم وتوقيرهم، وإنما عبر بالخشية لبيان مبلغ تعظيمه لهم. ذكر ذلك الزمخشري وأبوحيان وغيرهما. وإذا صح هذا فهو يدل على شرف عالٍ للعلم ورتبة سامية للعلماء.)
ثم قال الباحث: (وقد بحثت في كتب اللغة والغريب عن أصل معنى لفظ الخشية، فما وجدت فيما تتبعت واطلعت عليه من المصادر أحداً ذكر عن العرب أنها تستعمل الخشية بمعنى التعظيم المجرد، مما يدل على بعد وضعف هذه القراءة؛ فإن القرآن إنما نزل بلغة العرب، وليس في اصطلاح الشارع الخاص وعرفه استعمال لفظ الخشية بمعنى التعظيم المجرد، ويقوي هذا أن القراءة لم ترو بإسناد ضعيف ولا صحيح .... ) إلخ كلامه
وقد بين معاني الخشية في كتاب الله، وبين معنى " خشينا" في قوله تعالى: (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (الكهف:80) من خلال سرده لأقوال المفسرين، وأنها بمعنى الكراهة أو بمعنى العلم، وقد ورد المعنى الأخير في كلام العرب.
ثم ختم الباحث الكلام عن هذه المسألة بقوله: (والحاصل: فهذه أقوال أهل العلم باللسان العربي ومعاني القرآن، وليس فيها كما ترى أن العرب تستعمل الخشية بمعنى التعظيم كما زعمه الزمخشري ومن تبعه، وتمسكوا بهذه الآية في توجيه ما نسب إلى عمر بن عبدالعزيز وأبي حنيفة النعمان رحمهما الله تعالى في قراءة: " إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ "؛ فهي قراءة شاذة لا تصح كما سبق، وردها أولى من تكلف توجيهها بما لا يصح التوجيه به.)
¥