[إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور]
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Mar 2004, 02:00 م]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
يقول الله سبحانه: إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور، ونفهم من هذا أن لو كان للصبر معنى يختلف عن معنى الشكر لجاء بواو العطف، ولكن قال:صبار شكور مما يدل أن الصبر هو عين الشكر، فتكاليف الدين كلها مبنية على الصبر، فلو كان الثناء باللسان هو الشكر لكان ما أسهله. وإنما الثناء باللسان يسمى حمدا، والثناء بالأفعال يسمى شكرا، والثناء بالأفعال هو الصبر، فحينما يقول تعالى: أشكر لي ولوالديك فهذا لا يعني قل فقط في والديك قولا كريما. ولقد وصف الله نوحا بالشكر فقال عنه إنه كان عبدا شكورا، وذلك لأن مدة صبره على قومه أكبر من أية مدة قضاها رسول آخر مع قومه، لقد صبر عليه السلام 950 سنة فاستحق أن يلقب بالشكور.
الصبر لا يقال إلا لشيء فيه عناء ومشقة، والإنسان لا يصبر على شيء إلا لأنه يعلم أنه سيجني من وراء صبره خيرا،
والإنسان لا يغامر ويعرض نفسه للمشقة والعناء إلا إذا كان متأكدا وعنده من اليقين ما يطمئنه أن ذلك سيعود عليه بالفائدة، والله سبحانه وتعالى عليم بخواطر النفس البشرية، فكلما أمر الإنسان بالصبر إلا ويطمئنه أن صبره سيجني منه خيرا والله منزه أن تأتي النتائج على خلاف ما يقول، ولذلك نجد في القرآن يأتي دائما التسبيح بعد الأمر بالصبر،فكأنه تعالى يقول: يا عبدي إذا قلت لك اصبر فذلك هو الحق والصواب وأنا منزه عن الخطأ، ويمكن أن آتي بأمثلة من القرآن تؤيد ما أقول.
(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) 130 طه.
(فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) 39 ق
سورة الإسراء بدأت بالتسبيح لأنها تلت سورة النحل التي ختمت بالأمر بالصبر.
وإذا تأملنا السور التي ابتدأت بالتسبيح فإننا نرى أنها كانت كذلك إما بعد تأكيد للحق كقوله تعالى: إن هذا لهو حق اليقين، فكان من الحكمة أن يأتي التنزيه بعد ذلك لأن حق اليقين لا يأتي إلا من العزيز الحكيم، فقال بعدها:
فسبح باسم ربك العظيم. وتلتها سورة الحديد مبتدأة بالتسبيح للعزيزالحكيم.
ونجد السور الأخرى التي تبتدأ بالتسبيح تأتي بعد سور فيها أمر الله للذين آمنوا،وآمر الله (افعل أو لا تفعل) يعتبر أمرا بالصبر.
و قد يطمئن الله من أمره بالصبر بأن يقول له: إن وعد الله حق.
إذن الصبر هو الشكر
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[02 Mar 2004, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الناشد للعلم والفضل وفقه الله
القول ماقلنا في الفرقة الناجية , فراجعه منه , واحرص على أن يكون لك في قولك في معاني القرآن سلف من ارباب المعاني، فالقول المبتسر لن يعجز أحدا , ولو تكلفنا لتوجيه ماذكرت عن طريق الدلالات اللفظية، باللزوم أو المطابقة أو التضمن لربما لم نسلم من ناقد يستدرك، فكيف بمثل هذا الهجوم، فلعلنا نراجع جميعا بعض كتب الاصول ومفردات القرآن الكريم.
وفقني الله وإياك لسداد القول والعمل.