[أنواع النسيان للحفظ]
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[25 Mar 2004, 12:12 ص]ـ
[أنواع النسيان للحفظ]
أركان حفظ القرآن ثلاثة:الاهتمام , والتركيز , والتكرار.
فالاهتمام يكون بعزيمة الشخص في الإصرار على الحفظ , والتركيز يكون في أثناء عملية الحفظ , والتكرار يكون بالمراجعة.
والتعريف بحفظ القرآن: ((هو عملية إدخال النص القرآني بإحدى روايته التلفظية , إلى الذاكرة العميقة)).
والذاكرة في الإنسان نوعان:
ذاكرة قريبة , وأخرى عميقة , فالقريبة نتذكر بها الأشياء اليومية التي نمر بها ولا نلقي لها بالا , وأما الذاكرة العميقة هي التي تثبت فيها المعلومات لسنوات طويلة , فلمن أراد أن يثبت حفظه في الذاكرة العميقة عليه بالإكثار من عملية التكرار للنص القرآني المراد حفظه عن طريق حاسة السمع بالدرجة الأولى , ويساعدها في أغلب الأحيان حاسة البصر , فبمجموع استخدام حواس السمع والصوت والبصر ومع التركيز يتم التخزين في الذاكرة العميقة, فبالصورة المرئية وبالصوت المسموع يتم عملية التخزين في الذاكرة العميقة أيضا , ولابد من الحضور الذهني الدائم أثناء الحفظ , فبمجموع هذه الأسس تساهم وتساعدك في دخول النص القرآني إلى الذاكرة العميقة , وكلما كان استخدمنا لأعضاء أكثر في عملية الحفظ كلما كان أرسخ في الذاكرة.
قال العلماء: الذي يمسك بالمصحف ليحفظ وعقله مشغول هنا وهناك فلا يمكن أن يثبت الحفظ في ذاكرته العميقة , فلا بد للقارئ أن يستعين بالله أولا لأن حفظ كتاب الله تعالى اصطفاء منه تعالى فالمعين على حفظه هو الله تعالى , ولا شك أن العبد له مجهود في ذلك , ولكن عملية الحفظ اصطفاء رباني لقوله تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر: من الآية32).
ومن المعلوم أن ذاكرتنا يعتريها النسيان وللخروج من هذه المعضلة التي تؤرق الحفاظ لابد من تعاهد القرآن بالتكرار وبالمراجعة والمدارسة الدائمة بين الفينة والأخرى.
وأنواع النسيان للقرآن نوعان:
· نسيان التفريط , وسببه عدم التعاهد للقرآن بالكلية
· نسيان الهرم , سببه كبر السن والشيخوخة
· ونسيان بسبب المتشابهات , والسبب عدم التركيز الجيد في حفظ المتشابهات
قال العلماء: أفضل شئ لتثبيت الحفظ خشية نسيانه المراجعة والتعاهد الدائم للقرآن.
بحث للأستاذ: فرغلي سيد عرباوي
بريد إلكتروني: Fargh22 @yahoo.com
Fargh22 @hotmail.com
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2004, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: نرحب بالشيخ فرغلي عرباوي، ونشكره على مشاركته معنا.
ثانياً: نسيان القرآن الكريم من المشكلات التي تواجه حفاظ القرآن الكريم، وهذه بعض المسائل المتعلقة بهذا الموضوع:
المسألة الأولى: قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: " اختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر، قال الضحاك بن مزاحم: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول:) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ([الشورى: 30]. ونسيان القرآن من أعظم المصائب …
وجاء عن أبي العالية رحمه الله: كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه. وإسناده جيد. ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن: كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولاً شديداً… والإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن، ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره … وترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد. وقال إسحاق بن راهويه: "يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن. " أهـ
وكلام العلماء في التحذير من نسيان القرآن الكريم إنما يقع على النسيان الذي بسبب الإهمال والتفريط، وأما النسيان الذي يقع بأسباب لا تفريط فيها - لسبب من الأسباب - فإن له حكماً آخر.
¥