[نفي القاسمي لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ... سؤال واستشكال؟!]
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[27 Mar 2004, 10:54 م]ـ
ورد في تفسير القاسمي لسورة الفلق نفيه لحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من ثبوت الحديث في صحيح البخاري معللا ذلك بأنه من أحاديث الآحاد ............. فما قولكم في ذلك؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Mar 2004, 11:26 م]ـ
جواب المسألة من جهتين:
1 - حجية خبرالآحاد في العقائد والأحكام , والمقرر عند جمهور العلماء حجيته وبفيد العلم والعمل, وأدلة ذلك متظافرة , وإذا احتف فيه قرائن كأن تلقته الأمة بالقبول كهذا الحديث المخرج في الصحيحين فهو يوجب العلم عند جمهور الطوائف كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه ومنها مقدمة التفسير ص 67.
2 - هل إثبات الحديث يخالف العصمة؟ والجواب قرره ابن القيم رحمه الله بقوله: إن الذي أصابه كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه ولا نقص في ذلك في وجه من الوجوه فإن المرض يجوز على الأنبياء , وكذا الإغماء كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه.
ولعل في هذا الجواب المختصر كفاية ان شاء الله.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Mar 2004, 04:52 م]ـ
أخي الكريم: أحمد دبوس، ذكر لك الأستاذ أحمد البريدي جواب المسألة، وهو المعتمد، وقد كنت كتب بحثا في هذه المسألة، وسأضعه للفائدة وإلا فما ذكر الشيخ أحمد البريدي فيه كفاية إن شاء الله تعالى.
=================================
أجوبة العلماء عن خبر سحره صلى الله عليه وسلم:
للعلماء في الجواب عن هذه الحادثة ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من سحر، هو مرض من الأمراض، وعارض من العلل، وهذه تجوز على الأنبياء كغيرهم من البشر، وهي مما لا يُنكر ولا يَقدحُ في النبوة، ولا يُخِلُّ بالرسالة أو الوحي، والله سبحانه إنما عصم نبيه صلى الله عليه وسلم مما يحول بينه وبين الرسالة وتبليغها، وعصمه من القتل، دون العوارض التي تعرض للبدن.
وهذا مذهب: المازري (1)، وابن القيم، والعيني (2)، والسندي (3)، وابن باز (5). (4)
وحكاه القاضي عياض، حيث قال: «و أما ما و رد أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء و لا يفعله، فليس في هذا ما يُدْخِلُ عليه داخلةً في شيء من تبليغه أو شريعته، أو يقدح في صدقه، لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا، و إنما هذا فيما يجوز طروُّة عليه في أمر دنياه، التي لم يُبعث بسببها و لا فُضل من أجلها، و هو فيها للآفات كسائر البشر، فغير بعيد أن يخيل إليه من أمورها ما لا حقيقة له، ثم ينجلي عنه كما كان، .... و لم يأت في خبرٍ أنه نُقل عنه في ذلك قولٌ بخلاف ما كان أخبر أنه فعله و لم يفعله، و إنما كانت خواطر و تخيلات».أهـ (6)
وقال ابن القيم: «السحر الذي أصابه صلى الله عليه وسلم كان مرضاً من الأمراض عارضاً شفاه الله منه، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما؛ فإن المرض يجوز على الأنبياء، وكذلك الإغماء؛ فقد أغمي عليه صلى الله عليه وسلم في مرضه (7)، ووقع حين انفكت قدمه، وجُحِشَ (8) شِقُّهُ (9)، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعة في درجاته، ونيل كرامته، وأشد الناس بلاءً الأنبياء، فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به، من القتل والضرب والشتم والحبس، فليس بِبدْعٍ أن يُبتلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض أعدائه بنوع من السحر، كما ابتلي بالذي رماه فشجه، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا (10) وهو ساجد (11)، وغير ذلك، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك؛ بل هذا من كمالهم وعلو درجاتهم عند الله». (12)
القول الثاني: أن السحر إنما تسلط على ظاهره و جوارحه، لا على قلبه و اعتقاده و عقله، ومعنى الآية عصمة القلب والإيمان، دون عصمة الجسد عما يرد عليه من الحوادث الدنيوية.
وهذا اختيار القاضي عياض (13)، وابن حجر الهيتمي (14).
القول الثالث: أن ما روي ـ من أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ـ باطل لا يصح، بل هو من وضع الملحدين.
وهذا مذهب المعتزلة (15).
¥