[هل كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما في القران؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟]
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 May 2004, 05:54 م]ـ
قال الله تعالى (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف:28) وقال (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء:76)
لما قرأت هاتين الآيتين وقع في نفسي سؤال وهو هل هذا يدل على ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان ام الأمر خلاف ذلك
وأفيدكم اني راجعت بعض كتب التفسير ولكني اريد منكم الزيادة مشكورين
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 May 2004, 10:40 م]ـ
يا أخي "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" هو من كلام العزيز و ليس من الله ابتداء فتنبه!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 May 2004, 12:12 ص]ـ
أخي الفاضل في سؤالك مسائل:
الأولى: كان الأولى أن يكون السؤال ما وجه كون كيد النساء عظيما، فسؤالك: هل كيد النساء عظيم ... كما ورد في القرآن؟ جوابه نعم، مادام ورد في القرآن.
الثانية: قائل: (إن كيدكن عظيم) ابتداءً هو العزيز زوج زليخا، وينشأ هنا سؤال، وهو هل كل حكاية ذكرها الله عن الخلق تكون مقبولة أو لا؟
والجواب: إن الحكايات على نوعين:
الأول: أن يقع للحكاية ردٌّ، ويعلم بهذا أن الحكاية باطلة، مثل قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه)، فالتعقيب بالتنزيه دليل على أن كلام الكفار في أن لله ولد باطلٌ.
الثاني: أن لا يقع لها ردُّ، وعدم ردِّها يدلُّ على صحتها، إذ لو كانت تحمل باطلاً لما أغفل الله ردَّه، وذلك مثل هذه الآية، ومثل قول الهدهد: (ولها عرش عظيم)، فهو كذلك على الحقيقة، وذلك أن الله أقره على كلامه هذا.
وقد استدلَّ بعض العلماء بهذه القاعدة على أن أهل الهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم؛ لأن الله اعترض على القولين الأولين، ولم يعترض على القول الأخير، قال تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب) فعقَّب على القولين بقوله (رجمًا بالغيب) فدلَّ على بطلان هذين القولين، ثم قال: (ويقولن سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) فلم يعترض على هذا القول، فدلَّ على صحة هذا العدد، والله أعلم.
الثالثة: الذي يظهر لي أن الأمر مرتبط بالسياق، ولم يذكر الله كيد الشيطان وكيد النساء على سبيل الموازنة حتى يقع مثل هذا السؤال، فكيد الشيطان بالنسبة لأولياء الله الصادقين ضعيف لا يقدر عليهم، كما أخبر الله عنهم في قوله: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، وغيرها من الآيات التي بمعناها.
وسياق الآيات التي جاء فيها كيد الشيطان كما يأتي:
قال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا) فالآية تقابل بين من يقاتل في سبيل ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان، فمن الذي سيكون كيده ضعيفًا؟
لا شك أنه الشيطان، فمن كان يسنده القوي العزيز أنَّى يضعف؟!
أما ما ورد في سورة يوسف، فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد الرجل، ولا شكَّ أن كيدهن أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في ذلك كثيرة جدًّا ـ وجاء وصف كيدهن على العظمة المطلقة مبالغة في تحقق ذلك الوصف فيهن، والله أعلم.
وبعد فأقول: إن ما حكاه المفسرون فيه مجال للنظر، وذلك مما تتعدد فيه وجوه النظر، ولا تزاحم بين أقوالهم، فقد يكون أكثر من قول هو جواب صحيح معتبر في هذه المسألة، أسأل الله لي والكم التوفيق.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 May 2004, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد و لقد استفدت منها كثيراً أثابكم الله.
و ليتكم لا تحرمونا من علمكم في باقي المواضع.
ـ[المنهوم]ــــــــ[05 May 2004, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا / مساعد على هذه الفوائد
في هذه المسألة وعليها ينبني غيرها