[بين ابن جرير وابن كثير 2]
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[10 Mar 2004, 12:03 ص]ـ
2 - في قوله تعالى:" وعلم آدم الأسماء كلها .. " الآية من سورة البقرة (31):وهذه الآية مما اختلف فيه أهل العلم، في تحديد الأمور التي علمها الله آدم ماهي؟
فقد رجح ابن جرير رحمه الله أن الله علم آدم أسماء الملائكة وأسماء الذرية؛ لأنه قال:" ثم عرضهم " وهذا عبارة عما يعقل، ولكن ابن كثير رحمه الله خالفه في هذا الترجيح قائلا:"وهذا الذي رجح به ليس بلازم،فإنه لاينفي أن يدخل معهم غيرهم،ويعبر عن الجميع بصيغة من يعقل للتغليب،كما قال تعالى:"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع .. "الآية إلى أن قال:"والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها: ذواتها وأفعالها كما قال ابن عباس حتى الفسوة و الفسية، يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر، انظر (1/ 232)
ثم ساق حديث الشفاعة الطويل الذي فيه "فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس،خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شئ. قال ابن كثير رحمه الله:"فدل هذا على أنه علم أسماء جميع المخلوقات". (1/ 233).
هل من تعليق؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2004, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن ما ذهب إليه الحافظ ابن كثير أقرب إلى الصواب من جهة موافقته للمروي عن أكثر السلف ومنهم ابن عباس، وكذلك هو الموافق لعموم اللفظ.
قال الشوكاني رحمه الله: (و (الأسماء) هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر بذلك العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله (كلها) يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان وقال ابن جرير إنها أسماء الملائكة واسماء ذرية آدم ثم رجع هذا وهو غير راجح)
وفي صحيح البخاري: باب قول الله (وعلم آدم الأسماء كلها):
4206 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي e وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي e قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر ذنبه ... ) الحديث.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[07 Apr 2004, 09:40 ص]ـ
أشكرك أخي على هذه الإضافة الطيبة، وأعتذر عن التأخر بالرد لعطل كان بالجهاز والله المستعان، وعليه التكلان.