[بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية]
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[31 Mar 2004, 01:14 ص]ـ
[بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الغين الحلقية]
****************************
تخرج الغين المعجمة من المخرج الثالث من مخارج الحلق , وهي حرف مجهور رخو مستعلِ منفتح مصمت , مفخم , والغين أقوى من الخاء و ولولا ما بينهما من الجهر والهمس لكانت الخاء غينا إذ المخرج واحد والصفات متقاربة , وقد أخطأ من قال من العلماء بترقيقه والمعول عليه ما ذكر في النشر لابن الجزري رحمه الله وجزاه الله عنا خير الجزاء , والخاء يقع الخطأ فيها من أوجه:
****************************
1. ترقيقها ولا بد من تفخيمها لما فيها من الجهر والاستعلاء , والكثير من الناس يرققها لاسيما إذا أتى بعدها ألف نحو) غَافِرِ الذَّنْبِ) (غافر: من الآية3) –) الْغَافِرِينَ) (لأعراف: من الآية155).
****************************
2. ومنهم من يدغمها فيما بعدها خطأ , وخاصة لو وقع بعدها القاف لقرب المخرجين , والغين في المخرج قبلها وقريبة منها , فيخاف أن يلتبس اللفظ بالإدغام نحو) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا) (آل عمران: من الآية8) –) مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوب) (التوبة: من الآية117).
****************************
3. ومنهم من يدخل صوتها في العين الحلقية إذا وقعت بعدها لقرب المخرجين من بعض والتحفظ بتجويد اللفظ بها وإعطائها حقا أولى وأحسن نحو) رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً) (البقرة: من الآية250) –) أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (الكهف: من الآية96).
****************************
4. والبعض من عوام الناس يبدل الغين الحلقية خاء فيما لو وقعت بعدها الهاء الحلقية , والتلفظ بذلك فاحش ولحن في كتاب الله , فمن لم يعتن بإظهارها نحى بها نحو الإدغام أو الإخفاء نحو) أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) (التوبة: من الآية6).
****************************
5. والبعض من المتساهلين يبدلها خاء خالصة فيما لو وقع بعدها الشين اللسانية , لاشتراك الخاء الحلقية والشين اللسانية في الهمس والرخاوة وبعد الغين من الشين فمن لم ينتبه لهذا يميل طبعه إلى الخطأ وهو لا يشعر وهذا أمر يجده المرء في نفسه ويسمعه من غيره فاحذره في نفسك أن تقع في هذا الخطأ ونبه عليه غيرك مع مطالبة نفسك بدقائق الإخلاص لله تعالى والأمثلة) يَغْشَى طَائِفَةً) (آل عمران: من الآية154) –) يَغْشَاهُمُ) (العنكبوت: من الآية55) –) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ) (ابراهيم: من الآية50).
****************************
6. على القارئ أن يحذر من الإدغام في الغين إذا جاورت أختها , أو تكررت بسبب اجتماع وتجاور المثلين نحو) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِيناً) (آل عمران: من الآية85).
****************************
7. وهناك خطأ شائع بين كثير ممن يدعي الإتقان في علم التجويد حيث أنهم يضمون شفتهم إلى الأمام عند نطقهم بالغين المفتوحة , فيخرج صوتها مخلوط بصوت الضم نحو) ُ الْغَافِرِينَ) (لأعراف: من الآية155) –) غَافِرِ الذَّنْبِ) (غافر: من الآية3) وللخلاص من هذا المحذور ألا يضم القارئ شفتيه للأمام أبدا عند تلفظه بالأحرف المفتوحة, فإن ضم الشفتين فيه إشارة للضم ولا حرف مضموم هنا البتة.
****************************
8. والبعض ينحو بصوتها نحو القلقلة فتجده يلفظ الغين مهتزة الصوت مضطربة المخرج وذاك في حالتي الوصل والوقف نحو) الْمَغْضُوبِ) (الفاتحة: من الآية7).
****************************
9. بعض أهل الجزيرة العربية يلفظ الغين في لهجتهم العامية قريبة من صوت القاف , فهذا وأمثاله يخشى عليه أن يقرأ القرآن بهذا الصوت العامي وذلك لا يجوز في القراءة القرآنية بالإجماع نحو) غَيْرِ الْمَغْضُوبِ) (الفاتحة: من الآية7) فينطقون خطأ هكذا (قير المغضوب) قريبة من صوت القاف.
****************************
10. ومن الخطأ أيضا أن يجعل القارئ صوت الغين المستعلية تؤثر على الأحرف التي بعدها ولاسيما إذا كانت مرققة نحو) غَفَرَ) (يّس: من الآية27) –) أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا) (القصص: من الآية63).
****************************
11. وهناك خطأ شائع عند من تلقوا قرآنهم من الكاسيت أو من المصحف فقط دون التلقي من الشيوخ المجازيين المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنهم يضمون الشفتين عند النطق بالغين وهي ساكنة , فإن ذلك يؤثر على صفاء ونقاء صوتها نحو) ا رَبَّنَا اغْفِرْ) (آل عمران: من الآية147) , بل يجب على القارئ أن يجعل هيئة شفتيه عندها كما لو نطق بالغين وهي ساكنة منفردة.
****************************
12. والبعض يختلس صوتها وصلا ولا يعطي الغين حقها من الفترة الزمنية التي هي من حقها كسائر الحروف الهجائية وهذا الاختلاس فيه تبعيض للحركة وذلك لا يجوز إلا فيما أحكمت فيه الرواية الأمثلة (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً) (آل عمران: من الآية85).
****************************
13. والبعض ينطقها ممطوطة بزيادة حرف بعدها , وهو ما يسميه علماء القراءات بالإدخال , حيث أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً) (آل عمران: من الآية85) ويكون المط بتطويل كسرة الغين حتى يتولد منها ياء مديه.
****************************
ملحوظة: لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز الصواب من الخطأ
******************
((انتظر قريبا: على نفس الموقع (((بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الخاء الحلقية
))) لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف))
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
بحث للأستاذ: فرغلي سيد عرباوي