الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ (1 - 2)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[12 Apr 2004, 10:28 م]ـ
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
زُوّار شَبَكة التَّفسِيْر ...
روَّاد مُلْتَقَى أَهلِ التَّفْسِيْر ...
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ
تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
فمِّمَا يَسُرُّنِي كَثِيْراً أَنْ أَرَى فِيْ هَذَا المُلْتَقَى الرَّائِدِ مُتَّسَعاً مِنْ الأُفُقِ يَحْمِلُ لَنَا تَبَاشِيْرَ وِلاَدَةَ جِيْلٍ قُرْآنيٍ مُتَعَلِّمٍ وَ مُعَاصِرٍ، وَ إِنَّمَا أَحْمِلُ هَذِهِ النَّظْرَةَ لِكَوْنِيْ مِنْ أَوَائِلِ المُنْتَسِبِيْنَ وَ المُشَارِكِيْنَ فِيْ هَذَا المُلتَقَى الرَّائِعِ، وَ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَ أُخْرَى أُطِلَّ مِنْ إِحْدَى النَّوَافِذِ فَأَرَى كَمّاً وَ كيْفاً مِن المَعْلُومَاتِ، أَلْمَحُ مِنْ خِلاَلِهَا سُطُوْرَ الأَدَبِ وَ رُوْحَ المَحَبَّةِ، كَمَا أَرَى مِن اللازِمِ بَياَنُهُ عَلَيَّ أَنْ أُشِيْدَ بِالاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ فِيْ الرُّدُوْدِ العِلْمِيَّةِ فِيْ سَائِرِ مَا يُطْرَحُ فِيْ سَابِقِهِ.
إنني و إذ أشكر الجميع عَلَى صِدْقِهِم و إِخْلاصِهِم و بَذْلِهِم فليسمحوا لي بخَاطرٍ يَجْمُلُ بالقَلَمِ أن يَكْتُبَهُ، و للرَّسْمِ أنْ يتَوَشَحَهُ، مُسْتذْكراً مُقَارَبَة الحَوْلِيَّةِ فِي التَّأسِيس، و لن أقُومَ بدور الوَصيَّ عَلَيهِ و لا المُقَوِّم لِسَاعِدَيْه؛ بِقَدْرِ مَا هِيَ كَلِمَاتٌ تسْتَنِيْر بالوحيين لتلامسَ قُلُوبَ وَ وَاقِعَ النَّاس وَ مُهِمَّةَ المُصْلِحِيْن في هَذَا العَصْرِ ..
إنَّنِي أتسَائلُ – كَغَيْرِي – أَيْنَ الدِّرَاسَاتِ القُرآنِيَّة مْن بَيَان مُرَادِ اللهِ وَ كَلامِ اللهِ و شَرِيْعَةِ اللهِ و إيْصَالِهَا إلى واقِعِ النَّاسِ، و إرواءِ غَلِيْلِهِمْ، و شِفَاءِ عَلِيْلِهِم؟
و في ذلِك فإنِّي أجِيْبُ – كأحَدِكُم، إجابَةَ حَاضِرِ البَدِيْهَةِ - بكثيْرٍ من الدِّراسات التي تزْخَرُ بِهَا المكتَبَاتُ العامَّة و المَرَاكِزُ العِلْمِيَّةُ. و مَعَ ذَلِكَ فإنَّنِي أتَحفَّظ فيما يخصُّ الكتب التِّجَارِيَّة؛ و أثَنِّي بالغِبْطَةِ إِزَاءَ الرسَائِلِ العِلْمِيَّةِ وَ البُحُوْثِ المُحَكَّمَةِ و التي تتناول واقِعَ النَّاسِ وَ حَيَاةَ النَّاسِ وَ حَاجَاتِ النَّاسِ.
إننا بحَاجَةٍ – أَهْلَ القُرْآنِ – إِلَى أَنْ نقرِّب كلامَ الله إلى الشَّارِديْنَ، و أَنْ نحَبِّبَ كلامَ الله إلَى المُعْرِضِينَ، وَ أنْ نبثَّ الطمأنِيْنَة فِي نُفُوْس المسْتَقِيْمِيْنَ، و ليسَ في ذلكَ سوَى أن نَكْونَ للهِ، وَ أن تخطَّ أقْلامُنَا لله، وَ أن نَحْمِلَ – بأمَانَةٍ – كَلامَ الله.
ليسَ بِدْعاً من القَوْلِ أن سائر عُلومِ القُرآنِ وبحوْثِهَا وَ تَرَاجِمِهَا وَ مؤَلَّفَاتِهَا إِنَّمَا تخدِم – فِيْ النِّهَايَةِ - كلامَ الله و مُرَادَ اللهِ، و لكن يَبْقَى كَلامُنَا و غَايَتُنَا فِي الأَثَرِ الذِيْ تحْمِلهُ نَبَضَاتُنَا، و الغَايَةِ التِي تتَذَلَّلُ لَهَا آمَالُنَا.
إنَّ التَّخصُّصَ مَطْلَبٌ و الدِّرَاسَة التَّخَصُّصِيَّةَ أَكثَر فَائدةً وَ إلْحَاحاً، و لكنَّ شَرفَ الانتمَاء وَ مَا ننتسبُ إلَيهِ يَجْعَلُنَا فِيْ حاجَةٍ إلَى تَوجِيْهٍ و توجُّهٍ أَشْمَلَ في استِيْعَابِ سَائِر العُلومِ من خِلالِ المَنْهَج وَ الحيَاة المتكَاملَة التي رَسَمَها الله لَنَا وَ صوَّرها القرآن الكريمُ في أبْهَى صوْرةٍ.
إنَّ سَائِرَ ما نكتُبُه – في الغالِبِ - هُو في الحقِيْقَةِ سِرُّ ما نَعْتَقِدُهُ، وَ إذْ يَدُورُ بنا الحديث - في هذا الملتقى - فإن المرءَ لا يُسْألُ وَ لا يحَاسَبُ – أَدَباً – عَنْ سؤالٍ أو استفسَارٍ أو مدَاخَلَةٍ أو تعقيبٍ؛ فهو هُنَا بين أيدي الصَّفوةِ من أهْلِ هَذَا الفَنِّ، بَلْ وَ هَذِهِ فُرْصَةُ النَّاشِئِ وَ المُتَعلِّمِ وَ النَّاقِدِ ليُدْرِكَ شَأْوَ الضَّلِيْعِ فِيْهِ، و يسْتَبِيْنَ طَرَائِقَ المُخْتَصِّيْنَ، و مِنْ هَذا المُنْطَلَق فلا يَضِيْرُ تناول الشَّارِدِ و الوَارِدِ فِيْ هَذا الفن مَادَامَ أنَّ نَشْأَةَ
¥