[استفسار عن بعض الإشكالات]
ـ[أم صهيب]ــــــــ[28 Feb 2004, 03:46 م]ـ
وقال الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان (1/ 315) حينما تحدث عن الاقتباس من القرآن الكريم: (فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز)
هل يقصد الإمام السيوطي بالقاضي: الإمام ابن العربي صاحب أحكام القرآن؟ وفي أي كتبه ذكر ذلك هل في المحقق من الإتقان إشارة إلى ذلك؟
وقال الإمام السيوطي رحمه الله أيضاً في الإتقان (1/ 315): (وفي شرح بديعية ابن حجة: الاقتباس ثلاثة أقسام: مقبول،ومباح،ومردود ... ) من هو ابن حجة وماهي بديعيته؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2004, 07:16 م]ـ
- المقصود بالقاضي في كلام السيوطي السابق فيما يبدو لي هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي المتوفى سنة 403هـ وهو من الأصوليين المتكلمين. ولعلها تراجع ترجمته في البداية والنهاية في وفيات العام السابق، وفي غيره كشذور الذهب لابن العماد، والعبر للذهبي، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي. ولست أدري في أي كتبه ذكر ذلك.
- وأما ابن حجة الذي يعنيه فهو الأديب الشهير أبو بكر بن علي بن عبدالله المعروف بابن حجة الحموي الأزراري، تقي الدين، ولد سنة 767 وتوفي سنة 837 هـ، وهو صاحب كتاب خزانة الأدب في فنون الأدب - وهو غير كتاب خزانة الأدب للبغدادي رحمه الله - وهو شاعر جيد على تكلفه رحمه الله، وهو صاحب الكتاب الذائع الصيت (ثمرات الأوراق). وتراجع في ترجمته: الضوء اللامع للسخاوي 11/ 53، وشذرات الذهب لابن العماد 7/ 219
وأما بديعيته فهي قصيدته الميمية التي كتبها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وألمح في كل بيت من أبياتها إلى فن من فنون علم البديع عن البلاغيين، وقد قام بشرحها بنفسه، والقصائد التي من هذا النوع كثيرة جداً في أدبنا العربي، وكلها نسجت على منوال البوصيري في ميميته التي يقول في مطلها:
أمن تذكر جيران بذي سلم ** مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم؟
القصيدة بطولها.
أرجو أن يكون في هذا ما يكفي في الجواب على عجل.
ـ[أم صهيب]ــــــــ[29 Feb 2004, 06:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ياشيخ عبد الرحمن أسأل الله أن يثيبكم على ما قدمتم
وسأعود بإذن الله إلى ترجمة القاضي أبو بكر لمعرفة مؤلفاته
وربما لو كان كتاب الإتقان قد حقق في رسالة علمية ربما توصلنا إلى مصدر كلام القاضي لأن منهج التحقيق العلمي في الغالب يلزم فيه الطالب بذكر موارد الإمام السيوطي في كتابه
ـ[المديني]ــــــــ[29 Feb 2004, 02:30 م]ـ
المقصود بالقاضي في كلام السيوطي، هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، كما أشار الأخ عبدالرحمن الشهري، وقد صرح باسمه وقوله المذكور الإمام الزركشي في البرهان (النوع الثلاثون).
ولعل قوله ذلك – والعلم عند الله – في كتابه (الانتصار للقرآن)، وربما يكون في (إعجاز القرآن) له، لكن الأول أرجح عندي، لأنه أشبه أن يكون من محتوياته.
ـ[أم صهيب]ــــــــ[02 Mar 2004, 02:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم
وسأعود لما ذكرتم إن شاء الله وإن وجدت هذا الكلام فيه سأفيدكم بذلك بإذن الله
ـ[أم صهيب]ــــــــ[09 Mar 2004, 04:50 ص]ـ
وجدت في رسالة الإمام السيوطي (رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس) (1/ 283) الاشارة إلى موطن كلام الإمام الباقلاني فقد قال نقلاً عن الشيخ الشاذلي: (فقد نص القاضي أبو بكر الباقلاني إمام هذا الفن والقدوة في هذا الباب في كتابه إعجاز القرآن له على تضمين كلمات من القرآن في نثر الكلام ونظمه وذكر من ذلك جملة ولكن أشار إلى كراهة التضمين في الشعر خاصة وذلك ظاهر لا جلال كلمات تذكر في القرآن العظيم أن تساق في أوزان الشعر وجعل ذلك على سبيل الكراهة في الشعر خاصة دون المنع والتحريم)
وهذا نص كلام الإمام الباقلاني:
قال الإمام الباقلاني في إعجاز القرآن ص 218 دار الكتب الثقافية: (ولولا ما أكره من تضمين القرآن في الشعر لأنشدتك ألفاظاً وقعت مضمنة لتعلم كيف تلوح عليه، وكيف ترى بهجتها في أثنائه، وكيف تمتاز منه، حتى إنه لو تأمله من لم يقرأ القرآن لتبين أنه أجنبي من الكلام الذي تضمنه، والباب الذي توسطه، وأنكر مكانه، واستكبر موضعه)