تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نظرات في القرآن الكريم]

ـ[محمد كالو]ــــــــ[25 Apr 2004, 04:20 ص]ـ

[نظرات في القرآن الكريم]

القرآن هو كتاب الدعوة الإسلامية الخالد على مر العصور والقرون، فالحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين، وآتانا به ما لم يؤت أحدأً من العالمين، وأنزله هداية عالمية دائمة،وجعله للشرائع السماوية خاتمة، ثم جعل له من نفسه حجة على الدهر قائمة، والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن، ووصيته القرآن، وميراثه القرآن، القائل: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري وابن ماجه.

والقرآن: هو كلام الله تبارك وتعالى، المنزل على نبينا محمد r ، المتعبد بتلاوته، ومن روائع تأثير القرآن، أن المسلمين من غير العرب يرتلونه بلغته العربية، ويحافظون على تجويده، ويشرحونه لأبناء لغتهم، وهم منتشرون في أغلب الأقطار شرقاً وغرباً، تلك مزية تفرد بها القرآن دون سواه من الكتب السماوية، فالتوراة مثلاً لا يقرؤها بلغتها العبرية إلا أحبار اليهود، أما سائر اليهود فإنهم يقرؤون التوراة بلغة سكان البلاد التي يعيشون فيها وكذلك كل الكتب السماوية، لذلك جعل الله تعالى القرآن نفس الهدى فقال الله تعالى:

] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس [(البقرة 185)، بينما قال عن الكتب السابقة بأنه ظرف للهدى، فقال الله تعالى:

] إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور [(المائدة 44)، وقال الله تعالى:] وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور [(المائدة 46).

وكانت معجزة كل نبي مما نبغ فيه قومه، حتى لا يقال بأن النبي تحدّى قومه بأمر

لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه، ففي عصر نبي الله موسى عليه السلام كان السحر يتصدّر حياتهم الاجتماعية، فجاءت معجزة العصا من جنس ما نبغ فيه القوم ولكنها ليست سحراً، لذلك عرف السحرة أن هذا لا يمكن أن يكون سحراً، ونبي الله عيسى

عليه السلام جاء والقوم قد برعوا في علم الطب، فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه فكان يبرئ الأكمه والأبرص، بل تسامى إلى شيء آخر لم يصلوا إليه بعد .. فأحيا الموتى، أما نبينا محمد r ، فقد جاء إلى قوم نبغوا في الشعر والبلاغة والفصاحة والبيان، فجاء بمعجزة هي من جنس ما برعوا ونبغوا فيه، فهل انقضت رسالة نبينا محمد r ؟؟ لا، إنها لا تنقضي إلى يوم القيامة، فكما أوتي من الآيات ما آمن بها أهل عصره، كذلك أوتي ما سيؤمن بها أهل هذا العصر ومن بعدهم إلى قيام الساعة، فماذا نعرف عن القرآن المعجزة الكبرى لنبينا محمد r ، إن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة، نأتي على نماذج منها:

أولاً: الإعجاز اللغوي:

إن القرآن الكريم ليس بشعر ولا نثر، بل هو قرآن كريم نسيج وحده، لذلك سلّمت العرب ببلاغته وفصاحته، ففي عصر أبي بكر الصديق t ، وبعد انتهاء حروب الردة، قدم وفد من بني حنيفة، إلى المدينة المنورة، فقال أبو بكر: أسمعونا شيئاً من كتاب مسيلمة الكذاب، فقالوا كان يقول:

[يا ضفدع بنت ضفدعين، لحسن ما تنقين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، امكثي في الأرض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين] وكان يقول:

[يا أيها الجائع، اشرب لبناً تشبع، ولا تضرب الذي لا ينفع]، فقال أبو بكر:

إن لله وإنا إليه راجعون، ويحكم أي كلام هذا، لقد استرجع أبو بكر، إذن هناك حالة وفاة، فمن مات؟؟ لقد مات ذوقهم الأدبي، وماتت فصاحتهم وبلاغتهم، لذلك قال: " ويحكم أي كلام هذا ".

وهذه نماذج من الإعجاز اللغوي، قال الله تعالى:] ولا تبخسوا الناس أشياءهم [(الأعراف 85)، ولم يقل: ولا تنقصوا الناس، لأن البخس أشدّ من النقص، ولعالمية الإسلام قال الله تعالى:] ولا تبخسوا الناس ولم يقل: ولا تبخسوا المسلمين أو المؤمنين.

وقال الله تعالى:] إذ قال يوسف لأبيه: يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً [

(يوسف 4)، وقال الله تعالى على لسان إبراهيم لولده إسماعيل عليهما السلام:

] إني أرى في المنام أني أذبحك [(الصافات 102)، والفرق بين " رأيت " و " أرى " أنّ " رأيت " تدل على أن الرؤيا كانت مرة واحدة، وكلمة " أرى " تدل على أن الرؤيا كانت متكررة، أكثر من مرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير