[ما الفرق بين لفظ (بلغن) في الآيتين]
ـ[ barsoom] ــــــــ[22 Apr 2004, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
أشكل عليّ الفرق بين لفظ بلغن في الآيتين الآتيتين:
الأولى (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن .... الآية)
الثانية (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف)
فإن كان لفظ بلغن بمعنى قاربن إذن فعقدة النكاح لم تنقض بعد حسب الآية الأولى ولكن الآية الثانية تخالف هذا المعنى فكيف تنكح زوجاً آخر وهي قاربت الأجل ولم تنقضي عدتها بعد.
وإن كان معنى بلغن إنقضت عدتها كما في الآية الثانية فكيف للزوج أن يمسك بمعروف من انقضت عدتها ولم تعد تحته.
أيضا اطلاق لفظ (أزواجهن) بالآية الثانية على من لم يعقد بعد على المطلقة فما المقصود بلفظ أزواجهن.
جزاكم الله خيراً ارجو إزالة الإشكال.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2004, 11:08 م]ـ
هاتان الآيتان هما رقم 231 و رقم 232 من سورة البقرة.
ومعنى (بَلَغْنَ) في الآية الأولى قَارَبْنَ , بِإِجْمَاعٍ مِنْ الْعُلَمَاء , كما يقول القرطبي. والسبب أن المعنى يقتضي ذلك، ولا يصح القول أن (بلغن) في الآية الأولى بمعنى التناهي. لأنه لا يجوز بعد التناهي الإمساك، ولا خيار له فيه حينئذٍ. فالسياق واضح.
بينما معنى (بلغن) فِي الْآيَة الثانية بِمَعْنَى التَّنَاهِي ; لأنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , لأن ابتداء النكاح إنما يتصور بعد انقضاء العدة لا مقاربة انتهائها. فالسياق يقضي بتفسير بلغن هنا بمعنى التناهي.
وقد ذهب القرطبي إلى أن الفعل (بلغن) حَقِيقَة فِي التناهي مَجَاز فِي المقاربة. والله أعلم.
ـ[ barsoom] ــــــــ[23 Apr 2004, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل عبد الرحمن , ولكن هل هناك سبب لصرف المعنى في كل آية غير السياق , لاننا لو فتحنا الباب لصرف المعاني بدليل السياق فقط فقد فتحنا بابا لكثير من التأويل.
وأرجو أن أجد لديكم إجابة عن لفظ أزواجهن جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[28 Apr 2004, 02:07 م]ـ
الأخ برسوم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأود أن أشير إلى أن لغة العرب واسعة وقد تطلق اللفظ وتريد به معنى يحدده السياق مع احتمال اللفظ المفرد لأكثر من معنى.
فلفظ (بلغ) كنظائه من المفردات اللغوية المحتملة لأكثر من معنى
كلفظ (دخل) أحياناً يراد به مقاربة الدخول وأحيانا يراد به الدخول الفعلي فمن الأول حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
ومن الثاني: قوله تعالى (ودخل معه السجن فتيان)
وأحيانا يحتمل للمعنيين مع إرادتهما كما في قوله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)
وهذا من أسرار هذه اللغة العظيمة وما تحتمله من معان جليلة بألفاظ يسيرة
ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف كسائر المسائل المختلف فيها ويرجح بينها بالطرق المعروفة للترجيح.
ملاحظة: حبذا لو كتبت اسمك بلغة القرآن
ـ[ barsoom] ــــــــ[29 Apr 2004, 05:09 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل عبد العزيز ابن داخل
جزاك الله خيراً , وحفظك الله , ما ذكرته هو ما أسعى لمعرفته في قولك (ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف) فليتك تتوسع في الشرح فأستفيد ويستفيد من الإخوان من لا يعلم.
أما بخصوص الإسم فلأنني - حفظك الله - لا أقيم ببلد عربي وأستعمل مقاهي الإنترنت حيث لا يتوفر فيها لغة عربية لذا أكتب هذا الإسم المستعار بحروف لاتينية حتى أتمكن من دخول الملتقى من أي مكان وعند طرحي لسؤال فأكتبه من منزل صديق حيث يتوفر العربي لديه.
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[01 May 2004, 07:58 م]ـ
الأخ الفاضل برسوم حفظه الله
قرأت ردك وأخبرك أني بصدد كتابة بحث يتطرق لهذه المسألة وسأوافيك بالخلاصة حالما أنهي البحث
وعذراً.