تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سوال عن جمع القران]

ـ[زينب]ــــــــ[01 May 2004, 05:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

أنا أدرس في جامعة العلوم القرانية في قم في إيران. كان عندي أسئلة عن جمع القرآن وهو:

- عندما جمع القران في زمن عثمان، هل الكُتَّاب الذي انتخبهم عثمان أخطأوا في كتابته؟

- وهل كان يعلم عثمان الخطأ وما تكلم؟

و نموذج للخطأ أنَّ لماذا كلمة إبراهيم في القران كله مكتوبة بهذه الصورة (ابراهيم) ولكن في سورة البقرة مكتوبة (ابراهم).

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 May 2004, 11:12 م]ـ

وعليكم السلام

لم يكن هناك أي خطأ وإنما هذا الأمر متعلق بخاصية الرسم الذي رسم عليه المصحف وله أحكام متعددة وهو يخالف الرسم الإملائي , كما ارجو منك ان تذهبي لخاصية البحث في الملتقى وتكتبي كلمة رسم المصحف في الخانة وذلك لتكوني على مزيد من الإطلاع في هذا الموضوع.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 May 2004, 12:11 ص]ـ

هذه المسألة من المسائل الكبار التي تحتاج إلى تجلية وتوضيح، وقد تحدث عنها كثيرون، ومن أفضل من كتب فيها الدكتور غانم قدوري في كتابه (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية) وهذه المسألة تحتاج إلى مقدمات لكشف حلِّها، فأقول:

أولاً: هل الأصل القراءة أو الرسم؟

لا شكَّ أن الأصل هي القراءة، وإذا تعارضت القراءة والرسم قُدِّمت القراءة.

ثانيًا: هل يلزم أن يكون كل ملفوظٍ مرسومًا؟

لاشك أنه لا يوجد للغة من لغات العالم كلها رسمًا يوافق جميع ملفوظها، بل فيها حروفٌ مرسومة لا تنطق، وحروف محذوفة في الرسم تُنطق.

وهذه لا تختصُّ بلغة دون لغة، بل هي في سائر اللغات التي لها رسم.

ثالثًا: هل كان هذا الرسم المكتوب به المصحف حادثًا للصحابة، أو هو مما تعلموه من غيرهم، ثم تعلمه بعضهم من بعضٍ؟

الصحيح أن هذا الرسم هو ما كان معروفًا في عصرهم، ولم يخترعوا رسمًا خاصًّا للقرآن، ويظهر ذلك بموازنة الأثريات الخطية المكتشفة التي كان زمنها زمن كتابة المصاحف أو بعدها بقليل، وقد قام الدكتور غانم قدوري بدراسة موازنة بعنوان (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) مجلة المورد (مجلد15 / عدد 4/ 1986م)، وهذا البحث نواة لفكرة الموازنة، وهو بحاجة من الباحثين إلى تكميل.

وإذا كان هذا الرسم مما تعلموه من معاصريهم، وكتبوا به المصحف، فإن ذلك ينقلنا إلى:

رابعًا: هل يوجد تنوع في رسم الكلمات عند الصحابة؟

الجواب: نعم، وذلك ظاهرٌ جدًّا، ومن أمثلته المشهورة ما يُذكر أنهم اختلفوا في رسم (التابوت) هل يكتبونها بالتاء المفتوحة على لغة قريش، أو بالتاء المربوطة على لغة الأنصار؟

وكان حكم عثمان أن تُكتب بالتاء المفتوحة اتباعًا للغة قريش.

وقد يسأل سائل، فيقول: إذا صحَّ في القراءة نطق يخالف المرسوم في المصحف على لغة قريش، فهل يقرأ به؟

الجواب: نعم يقرأ به؛ لأن القراءة قاضية على الرسم، كما سبق.

وإذا عُلِمت هذه المقدمات، أقول:

إن الاختلاف الكائن في رسم بعض الكلمات مما لا يمكن تعليله، فإنه يدخل في باب تنوع الرسم، أي أنهم يكتبون هذه الكلمة بصور مختلفة، فكتبوها مرة برسم، ومرة أخرى برسم آخر.

وتنوع الرسم لا يزال موجودًا في إملائنا المعاصر، فبعض الكاتِنين يكتب: (شئون)، وبعضهم يكتب (شؤون)، وبعضهم يكتب (إنشاء الله) وآخرون يكتبون (إن شاء الله)، وبعضهم يكتب (الرحمن)، وآخرون يكتبون (الرحمان)، وهكذا دواليك.

ومن هذا الباب كتابة لفظ إبراهيم وإبراهام، فإني أحمله أولاً على تنوع الرسم، ثم إن وجدت له علة غير ذلك حكمة بها مع تنوع الرسم.

كما أحمل عليه ما ذُكر من أن الكاتب أخطا، فأقول، إنما حكم من خطَّأ الكاتب بما بلغه من الرسم، ولم يكن يعلم الرسم الآخر، فلذلك حكم بذلك، وهذا النوع من التخطئة معروف بين أهل العلم، فقد يقع من بعضهم تخطئة ما هو صواب عند غيرهم لعدم معرفتهم بصوابه، وهذا باب من أبواب العلم يحتاج إلى مقالة لعل الله ييسر لها من يكتبها، وهو التخطئة في اختلاف التنوع أسبابه وآثاره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير