تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لطائف قرآنية]

ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Mar 2004, 08:23 ص]ـ

0000 FF

[ زورزوا موقعنا على الشبكة ( http://www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/)

القرآن الكريم ظاهره أنيق وباطنه عميق، يحتوي بين دفتيه على كنوز ضخمة من الإشارات واللفتات، واللطائف والإيحاءات، والمعاني والحقائق والدلالات.

وتدبر آيات القرآن الكريم بلفتاته ولطائفه، نعمة عظيمة وغامرة لا يعرفها إلا من ذاقها، وكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من تلاوة ودعوة، وحفظ وتدبر، وتفسير وتوجيه، ولطائف وإشارات، وبحوث ودراسات، كل ذلك عبادة لله تبارك وتعالى.

والقرآن الكريم لا يشبع منه العلماء، ولا يَمَلُّه الأتقياء، ولا تنقضي عجائبه، ولا يتصف بهذه الصفات إلا كتاب الله عز وجل.

وبالنسبة لتفسير القرآن الكريم فلا يمكن أن نقتصر على دراسات السابقين ـ ولا نستغني عن تفاسيرهم ـ ونحبهم ونقدر علمهم الأصيل، ومع ذلك نعتقد أن بعض المتأخرين، وقفوا على لطائف ودلالات قرآنية لم يلحظها السابقون، ومفهوم» ما ترك الأول للآخر! «يجب أن يصحح إلى» كم ترك الأول للآخر «.

بعض العلوم نضجت، ولا تقبل إضافة على قواعدها كالنحو والصرف،وأصول الفقه، وأصول الحديث، وبعض العلوم حية نامية، وتقبل كل إبداع وجديد، كعلم التفسير، وعلم الحديث،والبلاغة والأدب.

لا بدَّ من علماء يفسرون القرآن بلغة وأسلوب عصرهم، وفائدتنا لمن ينقض لنا ـ من خلال تفسيره ـ مذاهب فكرية معاصرة كالماركسية والماسونية والوجودية، أكبر بكثير من نقض الإمام الرازي مثلاً في تفسيره لأفكار المعتزلة.

إن لكل مفسِّرٍ أهدافه،ومنهجه وأسلوبه، بما يتفق مع قضايا ومشكلات عصره، ضمن ضوابط التفسير وقواعده، فباب التفسير باب لا يُغلَق! والتفسير فتوحات وفيوضات ربانية.

وسأذكر في هذا البحث بعض الأمثلة والشواهد، من اللطائف التي وقفت عند قراءتي لها، ورأيتها مفيدة جداً، ويجب أن يطَّلع عليها كل الناس، ومن الله تعالى أسأل الأجر والمثوبة.

1 ـ الحروف النورانية: الحروف المقطعة أوائل السور، للتحدي والإعجاز، وللإشارة إلى مصدر القرآن الكريم، وأنه كلام الله تعالى، حيث وضع بين أيدي الكافرين المادة الأولية، لصياغة وتركيب الكلام العربي، وهي حروف الهجاء، وكأنه يقول لهم: الحروف التي افتتحت بها السور نصف أسامي حروف المعجم (أربعة عشر حرفاً)، فمن زعم أن القرآن ليس بآية، فليأخذ الشطر الباقي، ويركب عليه لفظاً معارضة للقرآن.

والذي يرجح هذا الفهم للحروف النورانية ما يلي:

ـ عدد الحروف المقطعة بدون تكرار أربعة عشر حرفاً، وهو نصف عدد حروف الهجاء العربية عند من قال: إن حروف المعجم ثمانية وعشرون حرفاً، فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته.

ـ يجمع هذه الحروف النورانية جملة لطيفة ذات دلالة، وهي قولك» نص حكيم قاطع له سر «ولهذا قال أبو بكر الصديق t : في كل كتاب سر، وسره في القرآن أوائل السور.

ـ عدد السور المفتتحة بهذه الأحرف تسع وعشرون سورة، على عدد حروف الهجاء العربية، والصحيح أنها تسعة وعشرون حرفاً، وذلك لأن الواضع جعل كل حرف من حروف المعجم صدر اسمه إلا الألف، فإنه لما لم يمكن أن يبتدأ به لكونه مطبوعاً على السكون فلا يقبل الحركة أصلاً، تُوصِّل إليه باللام، لأنها شابهته في الاعتداد والانتصاب، ولذلك يكتب على صورة الألف إلا إذا اتصل بما بعده ().

ـ والسور المفتتحة بالأحرف المقطعة مرتبة ترتيباً ملحوظاً مقصوداً:

أ ـ السور المفتتحة بأحرف» ألم «مرتبة ومسلسلة في المصحف في مجموعتين:

المجموعة الأولى: سورتا البقرة وآل عمران.

المجموعة الثانية: أربع سور متوالية: العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.

ب ـ السور المفتتحة بأحرف» ألر «ست سور متوالية في المصحف وهي: يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر.

ج ـ مجموعة» الطواسين «وهي السور المفتتحة بأحرف» طس «أو» طسم «ثلاث سور متوالية أيضاً وهي: الشعراء، النمل، القصص.

د ـ مجموعة» الحواميم «وهي السور المفتتحة بحرفَيْ» حم «سبع سور متوالية في المصحف وهي: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.

ومن دقة القرآن الكريم تلك الخماسيات التي تشمل الفئات السبع التالية في افتتاحيات السور:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير