[النحو وتفسير القرآن الكريم: دعوة للمناقشة.]
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[19 Apr 2004, 08:32 ص]ـ
عندما كنا تلاميذا صغارا، في اول عهدنا بقواعد النحو، سخر منا مدرسو اللغة العربية كثيرا، لان اقلامنا اليافعة كانت تجري في كتابة الانشاء، بما تجري به السنتنا من الكلام. اذكر من الاخطاء التي كانوا يتندرون علينا بها، استعمال ما اصطلح علي تسميته، بلغة: اكلوني البراغيث! كانوا يقولون لنا:لا تقل حضروا التلاميذ، او قالوا الناس بل قل:حضر التلاميذ، وقال الناس! اي يجب حذف واو الجماعة من الفعل اذا سبق الفاعل.
وعلي هذا القياس فان الصحيح هو اكلتني البراغيث، وليس اكلوني البراغيث. وقد سخر النحاة الاصوليون كثيرا من لغة: اكلوني البراغيث، وماعلموا انهم بذلك يسخرون من لغة القرآن الكريم، الذي وردت فيه مثل هذه اللغة!! يقول تعالي:"واسروا النجوي الذين ظلموا هل هذا الا بشر مثلكم افتاتون السحر وانتم تبصرون" - الانبياء -3 قال؛ واسروا النجوي. اي تناجوا فيما بينهم سرا.
وحسب قواعد النحاة،الصحيح ان يقول: واسر النجوي الذين ظلموا. بحذف واو الجماعة من اسروا!
(كذب النحاة ولو صدقوا) هذه المقالة منشورة ببعض المواقع للمناقشة
ووجدتها في بعض المنتديات السودانية ولمن أراد التعقيب والرد فجزاه الله خيرا
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 Apr 2004, 04:45 م]ـ
هذه مشاركة في هذا الموضوع:
فائدة أولى:
هذا أحد التفسيرات للآية، وفيها غير ذلك من الأوجه.
جاء في تفسير القرطبي:
وأسروا النجوى الذين ظلموا:
أَيْ تَنَاجَوْا فِيمَا بَيْنهمْ بِالتَّكْذِيبِ , ثُمَّ بَيَّنَ مَنْ هُمْ فَقَالَ: " الَّذِينَ ظَلَمُوا " أَيْ الَّذِي أَشْرَكُوا ; فَ " الَّذِينَ ظَلَمُوا " بَدَل مِنْ الْوَاو فِي " أَسَرُّوا " وَهُوَ عَائِد عَلَى النَّاس الْمُتَقَدِّم ذِكْرهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْقَوْل عَلَى " النَّجْوَى ". قَالَ الْمُبَرِّد وَهُوَ كَقَوْلِك: إِنَّ الَّذِينَ فِي الدَّار اِنْطَلَقُوا بَنُو عَبْد اللَّه فَبَنُو بَدَل مِنْ الْوَاو فِي اِنْطَلَقُوا.
وَقِيلَ: هُوَ رُفِعَ عَلَى الذَّمّ , أَيْ هُمْ الَّذِينَ ظَلَمُوا.
وَقِيلَ: عَلَى حَذْف الْقَوْل ; التَّقْدِير: يَقُول الَّذِينَ ظَلَمُوا وَحُذِفَ الْقَوْل ; مِثْل " وَالْمَلَائِكَة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلّ بَاب سَلَام عَلَيْكُمْ " [الرَّعْد: 23 - 24]. وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل النَّحَّاس ; قَالَ: وَالدَّلِيل عَلَى صِحَّة هَذَا الْجَوَاب أَنَّ بَعْده " هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَر مِثْلكُمْ " [الْأَنْبِيَاء: 3].
وَقَوْل رَابِع: يَكُون مَنْصُوبًا بِمَعْنَى أَعْنِي الَّذِينَ ظَلَمُوا.
وَأَجَازَ الْفَرَّاء أَنْ يَكُون خَفْضًا بِمَعْنَى اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ ظَلَمُوا حِسَابهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْوَجْه عَلَى " النَّجْوَى " وَيُوقَف عَلَى الْوَجْه الْمُتَقَدِّمَة الثَّلَاثَة قَبْله ;
فَهَذِهِ خَمْسَة أَقْوَال.
وَأَجَازَ الْأَخْفَش الرَّفْع عَلَى لُغَة مَنْ قَالَ: أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث ; وَهُوَ حَسَن ; قَالَ اللَّه تَعَالَى: " ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِير مِنْهُمْ " [الْمَائِدَة: 71]. وَقَالَ الشَّاعِر: بَلْ نَالَ النِّضَال دُون الْمَسَاعِي فَاهْتَدَيْنَ النِّبَال لِلْأَغْرَاضِ وَقَالَ آخَر: وَلَكِنْ دِيَافِيّ أَبُوهُ وَأُمّه بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيط أَقَارِبه
وَقَالَ الْكِسَائِيّ: فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير ; مَجَازه: وَاَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَسَرُّوا النَّجْوَى
فائدة ثانية:
وردت هذه اللغة في الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار).
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[22 Apr 2004, 09:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الفائدة الثالثة:
كما ورد الشاهد الشعري لوجه لغة " أكلوني البراغيث " في النص القرآني المذكور،
في قول الشاعر:
يلومونني في اشتراء النخيلِ أهلي فكلهم يعذلُ
و ليست الجملة إلا من متحاملٍ على أهل النحو، الذين صعبوا السهل و ركبوا الصعب
- و هم بحمد الله قليل -،
و لكن الناس أعداءٌ لما جهِلوا
وفق الله الجميع
أخوكم
عبد الله
¥