[سؤال في سورة يوسف؟؟؟ الجميع يشارك]
ـ[المنهوم]ــــــــ[13 Apr 2004, 01:34 م]ـ
ايه الأخوة الفضلاء ......
تأملت قصة يوسف عيه السلام وما مرّ به من الأبتلاء والفتن
وحزن يعقوب عليه السلام وصبره على فقد ابنه يوسف
إلا انني لم اجد ذكرا في القصة لأم يوسف فأين موقعها من القصة
هل السبب كما قال بعض المفسرين انها غير موجودة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 05:06 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
لقد كانت أم يوسف موجودة بدلالة القرآن،فقد ذكر في أول السورة أنه رأى الشمس، والقمر، وهما إشارة إلى أمه وأبيه.
وفي آخر السورة ورد التصريح بقوله تعالى: (ورفع أبويه على العرش)، فهل هناك أصرح من هذا في الدلالة على حياتها.
ومن زعم أن أمه ماتت، وأن التي سجدت خالته، وأطلق لفظ (أبويه) على التغليب، فليس ذلك بصواب لأمرين:
الأول: كون هذا من الإسرائيليات التي لا سند لها.
والثاني: كونه مخالفًا لصريح كتاب الله، في لفظ (أبويه).
أما عن سبب عدم ورود خبرٍ لها في قصة يوسف، فالله أعلم بذلك، لكن ألا ترى أن منهج القرآن في عرض القصة يرتكز على الموعظة والعبرة، وكان ذلك أظهر في خبر أبيه وإخوته منها.
كما أنه لم يرد كبير ذكر لأخيه بنيامين إلا في آخر الأمر، فلم يرد أيضًا بيان حال بنيامين بعد يوسف، فلهذا والله أعلم أُهمل ذكر خبر أمه.
ـ[المنهوم]ــــــــ[13 Apr 2004, 05:21 م]ـ
اثابك الله ياشيخنا ** مساعد
اجابتك واضحة واستدلالك واضح وقوي على ما تقول
ولكن الا ترى ياشيخ انه اذا كان هذا الحزن قد اصاب يعقوب الأب فمن باب اولى ان يصيب الأم اكثر واكثر
ان في نفس شي من ذلك
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:52 م]ـ
هذا ما حصل مع أبيه، فكيف بأمه.
فممكن أن يكون من باب التنبيه بالأقل على الأكثر.
كقوله تعالى فلا تقل لهما أف، فتأمل
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Apr 2004, 10:28 م]ـ
و القول بأن الأبوين هما والداه حقيقة، هو قول محمد بن إسحاق، و اختاره ابن جرير، و أيده ابن كثير.
و حجتهم: أن الأغلب و المتعارف عليه في استعمال لفظ الأبوين هو الأب و الأم، فيحمل عليه.
و هذا الذي يدل عليه السياق.
كذلك ليس مع الذين قالوا بموت أمه دليل يجب الرجوع إليه و الاعتماد عليه، بل هي من أخبار بني إسرائيل و فيها ما فيها.
و القول الآخر أن الأبوين هما يعقوب و خالته التي تزوجها بعد وفاة أمه، و هو ما ذهب إليه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و السدي و غيرهما.
و توجيه هذا القول أن الخالة بمنزلة الأم، و إطلاق العرب الأمومة عليها واقع في كلامهم، كما أشار إليه ابن جرير بقوله عمن ذهب إلى أنهما أبواه حقيقة: (لأن ذلك هو الأغلب في استعمال الناس).
و قد استعمل العلماء نحو هذا في الرد على النصارى في ادعائهم باطلا أن الرب والد المسيح - تعالى الله وتقدس - فقد ذكروا أن الأبوة لا يلزم أن تكون بالولادة، لا غير!!
كذلك، يحتمل أن تكون خالته هي أمه، لكن أمومتها من جهة الرضاع، و هو ما احتمله ابن حزم رحمه الله.
قال ابن حزم: (فإن قيل: فهلا قلتم الخالة كالجدة لقول الله عز وجل (و رفع أبويه على العرش) وإنما كانت خالته وأباه، قلنا: لم يأت قط نص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها كانت خالته، و إنما هي من أخبار بني إسرائيل، و هي ظاهرة الكذب، و لعلها كانت أمه من الرضاعة فهما أبوان على هذا) المحلى10/ 325 - 326 و لعل مما يقوي هذا القول = كثرة الآيات التي قصرت المحادثة بين يوسف و أبيه.
وقبل أن أوردها ألفت النظر إلى أن الاعتراض على ما سوف أسوقه ممكن بل قائم، فلا تعجل بالرد!
ففي أول السورة (يا أبت إني رأيت ... ) فلم يقصها على أمه، مع جريان العادة في إشراك الأم في مثل هذا!
كذلك في قوله (إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا ... ) فقد قالوا: إن من اسباب زيادة حب يعقوب ليوسف و أخيه أن أمهما ماتت و هما صغيرين فلم يتلقيا حنان الأمومة!
و كذا الآيات التي بعدها، في استئذان يعقوب في الخروج بيوسف للعب و التمتع دون أمه!
و أن الذي أصابه الحزن العميق على فقد يوسف و حبس أخيه = هو يعقوب حتى ذهب بصره كما قال جل و علا (و قال يا أسفى على يوسف و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم).
كما أنهم لما اعتذروا ليوسف عن أخذ أخيهم الأصغر قالوا (إن له أبا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه) فلم يذكروا حال أمه مع أنه لائق بذلك الموقف، كي يستكين لهم و يرأف لحال أبويه!
و في قول يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) ما قد يشير إلى أن والدته لم يلحقها الذي لحق بيعقوب أو أن تكون قد ماتت قبل حصول جميع ما ذكر في القصة.
أقول هذا، و لست قاطعا، بل الأصل عندي إجراء الأبوة على ظاهرها المعروف، لكن ما ذكرت قد يكون مساعدا لقول من قال بأن الأبوين هما يعقوب و خالته، و أنا على علم بأن ما سقته ممكن الاعتراض عليه، و أنا نفسي متمكن من الاعتراض عليه، و يكفي إجمالا أن يعلم أن القصة في القرآن تأخذ طابع الإيجاز، و لا تتعرض للحواشي، و الحذف فيها كثير، و هذه قصة يوسف جرت حوادثها في أربعين سنة سطرت في صفحات معدودة.
و قيل: بل كانت جارية ليعقوب، قامت على تربية يوسف لما فقد أمه، فكانت له بمثابة الأم ..
على كل، أرى القول بما قاله السدي و ابن زيد له وجه، و لا يعاب قائله، لكن الأولى إجراء الآية على ظاهرها و الله الموفق.
¥