تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي:

1 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات، وبعضهم أوثق من بعض.

2 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.

3 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية:

قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية.

ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.

4 - أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال: في روايته أنه يقرأ قوله تعالى:

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (64) سورة آل عمران.

فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى: (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!

ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/ 307 أنه يقرأ في الثانية:

(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب .. )، وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون).

الحديث الثاني:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان" يقرأ في الركعتين قبل الفجر: (قل يا أيهاالكافرون) و (قل هو الله أحد) ".

هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، وهم:

(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 497.

وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،

والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود.

ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/ 226، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 41.

والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 498.

من طريق عثمان بن أبي شيبة.

كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا:

حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).

وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب.

قال ابن حجر هذا حديث حسن .. ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ

ورواه عبد الرزاق (4790)، ومن طريقه أحمد 2/ 35 والطبراني في الكبير (13527).

ورواه أحمد 2/ 94، والترمذي (417) ـ ومن طريقه والبغوي في شرح السنة (883) ـ، وابن ماجه (1149)، وابن حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري.

كلاهما (عبد الرزاق، وأبو أحمد) قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة، أو قال من عشرين مرة ـ قال عبد الرزاق: وأنا أشك ـ يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)

لفظ عبد الرزاق.

ولفظ أبي أحمد (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فكان يقرأ بالركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير