تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولبيان المعنى أصول يقوم عليها، ومن أهمِّها معرفة كلام العرب، إذ به تُدرك كثيرٌ من أمور الشريعة وأقوال السلف، ولغة العرب رافد مهمٌّ للغاية لطالب علوم الشريعة، لا يمكنه أن يستغني عنها بحال، وبقدر تقصيره في تحصيلها يظهر ضعفه في تحصيله في تخصصه، هذا في الغالب في العلوم الشرعية، والله أعلم.

ومنها معرفة الأوجه الجائزة في التفسير المؤتلف منها والمختلف اختلاف تغاير، وهو باب مهمٌّ جدًّا من أبواب أصول فهم المعنى.

ولعل لهذه الأصول مقامًا آخر أذكر فيه هذه الأصول بشيء من التفصيل؛ إن شاء الله.

والمقصود أنَّ طلب معنى كلام الله هو أول ما يحسن بطالب علم التفسير البحث عنه، هو أول المعلومات التي يقصدها من يريد تفسير القرآن الكريم.

القسم الثاني: علوم السورة والآية:

هناك علوم خاصة بالسورة تتعلق بها، ولا تتعلق بآياتها، وهناك علوم تتعلق بالسورة، ولها وجه تعلق بالآية، أما علوم الآية فهي خاصة بها، ويمكن تفريعها إلى فروع كثيرة حسب نظر الناظر لها، وإليك التفصيل:

أولاً: علوم السورة:

من العلوم المتعلقة بالسورة ما يأتي:

1 ـ اسم السورة، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم.

2 ـ مكان نزول السورة، وزمان نزولها (المكي والمدني).

3 ـ عدد آي السورة، وعدد كلماتها وحروفها.

4 ـ فضائلها، إن كان لها فضائل ثابتة.

5 ـ مناسبة السورة لما قبلها، ومناسبة فاتحتها لخاتمتها، ومناسبات موضوعاتها بعضها مع بعضٍ.

6 ـ موضوعات السورة.

هذا من أكثر ما يذكره المفسرون، وقد يذكرون غيرها من العلوم المتعلقة بالسورة، كالمستثنى من النُّزول المكي، وعكسه، وكالناسخ والمنسوخ فيها، وغير ذلك.

تنبيه:

اعلم أن الأصل في علوم السورة أنها من علوم القرآن لا التفسير؛ لأن لا يترتب على معرفتها أي أثر في فهم معاني الآيات، سوى ما يكون من حاجة في بعض الأحيان إلى مكي السورة ومدنيها للترجيح بين أقوال المفسرين، والله أعلم.

ثانيًا: علوم الآية:

ويُقصد به: كل المعلومات التي نسبها المفسرون للآية، سواءً أكانت معلومات مباشرة أم كانت معلومات غير مباشرة.

ويمكن تقسيم المعلومات المتعلقة بالآية إلى ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: ما يتعلق بالآية من جهة القرآن فحسب.

الصنف الثاني: ما يتعلق بالآية من جهة العلوم الإسلامية.

الصنف الثالث: ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات.

وأما مجمل علوم الآية فأذكر منها:

1 ـ تفسيرها، وذلك ما مضى في القسم الأول.

2 ـ فضلها، إن وُجِدَ.

3 ـ اسمها، إن وُجِدَ.

4 ـ مكان نزولها وزمانه.

5 ـ قراءاتها، إن وُجد فيها اختلاف قراءات.

6 ـ إعرابها.

7 ـ أحكامها التشريعية (من الأحكام الفقهية الآداب والسلوك)

8 ـ أحكامها العقدية.

8 ـ ناسخها ومنسوخها (على اصطلاح السلف).

9 ـ وقوفها.

10 ـ أسباب نزولها.

11 ـ إعجازها ووجوه بلاغتها.

وقد يرد في تفسير الآية استطرادات أدبية أو شعرية أو قصصية أو أحوال مرَّ بها المفسر أو غير ذلك، وهي لا تخلو من أن تكون داخلة ضمن هذا القسم.

الصنف الثالث: ما أُدخِل من علوم غير إسلامية في تفسير بعض الآيات.

ومن ذلك ما تجده في تفسير الرازي (ت: 606)، وتفسير طنطاوي جوهري (ت: 1358) وغيرهما ممن أراد أن يستوعب في التفسير، فذكر علومًا متنوعة من العلوم غير الإسلامية؛ من علم الفلسفة وعلم المنطق وغيرها من العلوم المظنون بها.

ويمكن أن يُلحق بها ما أدخله الباطنيون من تفاسير لا تعتمد على العلم الصحيح، وذلك ما يدعون أنهم حصلوا عليه بكشف خاصٍّ، أو إنه من طريق أئمتهم، وتجد بعض هذه التفسيرات في روح المعاني للآلوسي (ت: 1270).

تنبيه:

هذا القسم هو الذي طغى على كتب التفسير، وهو الذي شكَّل (مناهج المفسرين)، وصارت التفسير تكبر بسببه.

القسم الثالث: الاستنباط:

وهذا القسم ـ مع أهميته ـ إلا أنك تجده قليل في التفاسير بالنسبة للمعلومات الأخرى، وقلَّ أن تجد مفسِّرًا وضع هذا الأمر نصب عينيه وهو يفسِّر، وقصد أن يستنبط من الآيات فوائد وأحكامًا عامَّة،، وإنما قد يمرُّ بآية فيذكر استنباطًا منها، وذلك عارضٌ على طريقته في تفسيره، وليست مقصدًا له.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير