إن السبب الرئيس في هذه الأزمة والمحنة هو البعد عن تطبيق شرع الله تعالى على مستوى الأفراد والشعوب الإسلامية، فلو أن كل فرد طبق أحكام الشرع على نفسه وأهل بيته لما وجدنا هذه الذلة والنكسة التي تمر بها الأمة، ولو أن الحكومات طبقت شرع الله لما رأينا الذلة والعمالة لدول الكفر التي لم ولن تستطيع أن تذِّل الشعوب المسلمة إلا بواسطة هؤلاء المرتزقة.
إن البعد عن الكتاب والسنة وتطبيقهما على الأمة هو سبب دفعنا نحن للجزية للكفار قاتلهم الله بدل أن نأخذها منهم، وهناك مصيبة تجدها بين المسلمين الذين ينتمون لبلدان مختلفة، حيث إن مصلحة البلد مقدمة على مصلحة الدين عندهم وقد تجد لدى البعض منهم حب البلد مقدم على حبِّ الدين.
إن الدول التي سميت أو لم تسم ممن تملك أعتى المعدات والذخائر لم تكن قادرة على دخول أصغر دولة إسلامية بالسلاح المجرَّد لأن هذه الأمة قادرة على الصمود، وهي وإن ضعفت فإنها لا تموت لأنها حاملة دين الله الباقي إلى يوم القيامة، ولن تستطيع هذه الدول المستعمرة أن تثبت أركان تسلطها إلا بحبل من الناس أمَّا حبل الله فقد أصبحنا متساوين معهم فيه حيث إت الكثير من المسلمين ليس له من الاسلام إلا اسمه فكيف يريد نصر الله من هذا حاله.
وهاهي الأمثلة العملية تطبق أمام أعيننا لتدلنا على أن دول الكفر مهما بلغت من العتو والعناد فإنها لا تحقق غاياتها وتثبت أركانها في بلاد الإسلام إلا بالمنافقين والعملاء من الذين يعيشون بين المسلمين كما هو في الأفغان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة نسأل الله أن يفك أسرها.
وأنا لن أتحدث معك في تفسيرك للآية ومحاولة جمعك بين الآيات لأن هناك متقدم ومتأخر وناسخ ومنسوخ وهناك سيرة نبوية طويلة عاشها وطبق فيها هذه الآيات، أرى أن الواجب على من يريد التصدي لمثل هذه الأمور أن ينظر في جمع العلماء بين هذه الآيات ثم يوجهه إن كان فيه اختلاف أو إشكال.
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Mar 2004, 09:12 ص]ـ
أخي الكريم حفظه الله.
ليس كل حكم يجوز عليه النسخ.
قد يمكن النسخ في الأحكام التي تتعلق بتغير الإنسان من حال إلى حال مراعات لقدرته ووسعه، مثلا حينما يكون قويا عليه ألا يفر من عشرة أعداء في المعركة ولما ضعف علم الله ذلك فجعل النسبة اثنين بدل من عشرة تخفيفا من الله.
ولم يحرم الله الخمر من أول الأمر وإنما حرم على شاربها الاقتراب من الصلاة في حالة السكر لأنه كان هناك ناس مدمنين على الخمر، والمدمن الذي تجري الكحول في دمه يشق عليه أن ينقطع عن الخمر دفعة واحدة، أما إذا عولج بتقليل الكمية شيئا فشيئا إلى أن يشفى من الإدمان فإنه يسهل عليه عندئذ أن ينتهي من شرب الخمر، فحتى عند البشر يتم علاج مدمني المخدرات بتقليل الكمية.
نأتي الآن إلى هذه الآية: وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 190 البقرة.
هل يجوز على هذه الآية النسخ؟
لا يمكن أن تنسخ بآية تأمر المؤمنين أن يقاتلوا من لم يقاتلهم لأن ذلك يعتبر عدوانا، والعدوان ظلم، والله منزه عن الظلم. وسبحان الله وتعالى عن التحول من العدل إلى الظلم.
وبناء على هذا فإن أي أمر من الله للمؤمنين بالقتال يكون في إطار الآية 190 من سورة البقرة.
فالآية 29 من سورة التوبة حكمها هو نفس حكم الآية 190 من سورة البقرة، وآية التوبة فيها تحريض على القتال بذكر أخطار تشحذ الهمم.
آية سورة التوبة خصت بالذكر أهل الكتاب، والتاريخ والواقع يشهدان أن أكثر من قاتل المسلمين كانوا أهل كتاب، فالحروب الصليبية شنها أهل الكتاب، والاحتلال البريطاني، والاحتلال الفرنسي، والإسباني والإيطالي، ورأينا عواقب غزوهم لبلاد المسلمين، أفسدوا أخلاق كثير من المسلمين بأن أنشأوا الكازينوهات والكاباريهات والديسكو ...
فهذا هو الخطر الذي حذرنا الله منه (لا يحرمون ما حا حرم الله)،
ونشروا ثقافتهم وأفكارهم وتبناها جمهور من الناس، وذلك هو الخطرالمحذر منه في الآية (لا يدينون دين الحق)، فلما تمكنوا نهبوا ثرواتنا وجمدوا أموالنا، فهذه جزية أخذوها منا، وكان علينا أن نقاتلهم بهمة ونجعلهم يدفعوا الثمن غاليا في الأموال والأولاد مادامت تلك كانت هي نيتهم.
ولسنا ببعيد فها هو التاريخ يعيد نفسه في العراق وكل تلك الأخطار المحذر منها في الآية واردة وربما سيفرض المحتل تطبيق أحدها على دول الجوار، وأخذ منهم وما زال يأخذ جزية لتمويل حربه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 Mar 2004, 12:55 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو علي
هل يجوز على هذه الآية النسخ؟
لا يمكن أن تنسخ بآية تأمر المؤمنين أن يقاتلوا من لم يقاتلهم لأن ذلك يعتبر عدوانا، والعدوان ظلم، والله منزه عن الظلم. وسبحان الله وتعالى عن التحول من العدل إلى الظلم.
كتبت ردا ثم مسحته ورايت أن الأولى أن أسألك سؤالا مهما بالنسبة لي:
هل تقرّ بأن هناك نوعين من الجهاد، جهاد دفع، وجهاد طلب؟
وفقك الله
¥