تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: (قال أبو عبيد: إنما هذا على الترك، فأما الذي هو دائب في تلاوته حريص على حفظه إلا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء. ومما يحقق ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينسى الشيء من القرآن حتى يذكره؛ من ذلك حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: سمع قراءة رجل في المسجد فقال: (ما له رحمه الله! لقد أذكرني آيات كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا).) انتهى نقلاً من تفسير القرطبي لآية الشورى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.

المسألة الثانية: سئل شيخ الإسلام عن رجل يتلو القرآن مخافة النسيان ورجاء الثواب فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا؟ وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القاريء إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر فهل قوله صحيح أم لا؟

فقال: (الجواب: بل إذا قرأ القرآن لله -تعالى- فإنه يثاب على ذلك بكل حال ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه فإن نسيان القرآن من الذنوب فإذا قصد بالقراءة أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن واجتناب ما نهى عنه من إهماله حتى ينساه فقد قصد طاعة الله فكيف لا يثاب!. وفي الصحيحين: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " استذكروا القرآن فلهو أشد تقصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها "، وقال صلى الله عليه وسلم: " عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها "، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ". و الله أعلم.) انتهى من الفتاوى الكبرى الجزء 1، صفحة 261

المسألة الثالثة: الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في عقوبة نسيان القرآن فيه ضعف كما نبه على ذلك العلماء، وهو في ضعيف الجامع رقم 3700، وضعيف سنن أبي داود رقم88.

وثالثاً: هذا رابط قيم له صلة بالموضوع: نحو منهجية عملية في حفظ القرآن الكريم ( http://www.saaid.net/Quran/10.htm)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير