تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الطبري: ((حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون): قال الله: (إن المتقين في جنات وعيون) إلى (محسنين)؛ كانوا قليلا، يقول: المحسنون كانوا قليلا، هذه مفصولة، ثم استأنف فقال: (من الليل ما يهجعون). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 199).

7 ـ قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (محمد: 20 ـ 21).

قال الطبري: ((حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: (فأولى لهم) قال: هذه وعيد، (فأولى لهم)، ثم انقطع الكلام، فقال: (طاعة وقول معروف))). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 55).

8 ـ قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف: 189 ـ 190).

عن السدي قال: ((هذا من الموصول والمفصول؛ قوله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) في شأن آدم وحواء، ثم قال الله تبارك وتعالى: (فتعالى الله عما يشركون)، قال: عما يشرك المشركون، ولم يعنهما)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (9: 149).

قال السيوطي: ((وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: (فتعالى الله عما يشركون) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب.

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة، أطاعاه في الولد. (فتعالى الله عما يشركون) هذه لقوم محمد)).الدر المنثور (3: 626).

9 ـ قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين) (النحل: 30).

قال الداني: ((حدثنا محمد بن عبد الله المري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا يحيى بن سلام في قوله: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً)؛ أي: أنزل خيرًا، قال: ثمَّ انقطع الكلام، ثم قال الله تعالى:: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا): آمنوا) فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة): الجنة)).المكتفى (ص: 350 ـ 351).

ملاحظات على عبارات السلف الواردة في الوقوف:

1 ـ أن الوقف عند مفسري السلف تابع للمعنى (أي: التفسير)، كما يظهر من الروايات الواردة عنهم.

والمراد أنهم نبهوا على الوقف لارتباطه بالتفسير، فهم فهموا المعنى، ثمَّ حكوا الوقوف بناءً على ما فهموا، فالتفسير أوَّلاً، والوقف ثانيًا.

ولم يظهر في آثارهم ارتباط هذه العبارات بالقراءة، سوى ما ورد عن الشعبي، لكن يمكن الاستفادة من هذه المرويات في تأصيل هذا العلم، والتنبيه على وروده عن السلف، واعتنائهم به على أنه أثر من آثار التفسير، والله أعلم.

2 ـ أن مفسري السلف لم يتتبعوا الوقوف في القرآن كما تتبعه من جاء بعدهم.

3 ـ أنَّ مصطلحات الوقف المتعددة لم تظهر عند مفسري السلف.

4 ـ أنه يمكن أن يُذكر من عبارات السلف ما يكون عنوانًا لهذا العلم، ومن العناوين المستنبطة من عباراتهم:

القطع والاستئناف. المقطوع والموصول. المقطوع والمفصول. الموصول والمفصول.

ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Apr 2004, 09:36 م]ـ

فضيلة الدكتور مساعد:

قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن مسعود عند الوقف الكافي

حسبك

فكيف يستفاد منها في بحثك؟

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2004, 05:46 ص]ـ

د. أنمار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فحياك الله في هذا الملتقى، وأشكر لك مشاركاتك ومتابعاتك.

وما طرحته لك هو من رسالة لي بعنوان (وقوف القرآن وآثرها في التفسير)، وهي تحت الطبع، يسر الله تمامها.

وهذا الحديث قد ذكرته حجة لمن يرى أن الوقف على رؤوس الآي أولى من وصلها إذا تعلق بها ما بعدها من جهة المعنى، ذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يتتبع المعنى، لما طلب من ابن مسعود أن يقف على هذه الآية، وليس بينه وبين تمام حكاية هذه القضية سوى آيه، فقوله تعالى: ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا) رأس آية، وقوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا) رأس آية، وهو تمام المعنى، إذ البدء بهذه الآية يُشعر بارتباطها بما قبلها، بدلالة لفظ (يومئذ).

ثم جاء بعدها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ... ).والنداء مشعر بالانتقال إلى أمر مستأنف جديد لا علاقة له بما قبله من جهة اللفظ ولا المعنى.

والأمر النبوي هنا أقوى من الوقف، لأنه قطع القراءة.

والأمر في هذه المسألة فيه خلاف معروف، ولكل من قال برأيه وجهة نظر، ولا تثريب في ذلك، والله الموفق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير