ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Apr 2004, 01:47 م]ـ
بارك الله فيك د. أنمار، وأنا أوافقك أن موضوع الرسم في حاجة إلى مزيد بحث، والله يوفقنا جميعًا لذلك.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2004, 02:36 م]ـ
جواب د. أنمار مبني على أن المراد بالحرف في حديث من قرأ حرفاً من كتاب الله هو الحرف الهجائي , وهو أحد الأقوال في المسألة , وهو رأي ابن قدامة ,إلا أنه خلاف ما عليه التحقيق وهو أن المراد به اسم ُالحَرْف أيْ الكلمة لا الحَرْف الهجائيّ , وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابنُ تيميةَ وابنُ مفلح وابنُ كثير وابنُ الجزريّ رحمهم الله
قال ابنُ تيميةَ رحمه الله:" ولَفْظُ الحرفِ يُرَادُ بهِ الاسمُ والفعلُ وحروفُ المعاني واسمُ حروفِ الهجاءِ، ولهذا سَأَلَ الخليلُ أصحابَه: كيفَ تنطقونَ بالزَّايِ مِن زَيْدٍ؟ فقالوا: زَاي. فقال: نطقتمْ بالاسمِ،وإنّما الحرفُ " ز ".فبيّنَ الخليلُ أنّ هذه التي تُسمَّى حروف الهجاء هي أسماءٌ وكثيرًا ما يُوجد في كلام المتقدمينَ هذا " حَرْفٌ مِن الغريب " يُعَبِّرُونَ بذلك عن الاسم التّامِّ، فَقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: [فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ] مَثَّلَهُ بِقَوْلِه: [ولكنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ وعلى نَهْجِ ذلكَ: وذلكَ حَرْفٌ، والكتابُ حَرْفٌ ونحو ذلكَ.
وقد قيلَ: إنّ " ذلكَ " أَحْرُفٌ و " الكتاب " أحْرُفٌ، وروي ذلكَ مُفسَّرًا في بعض الطُّرق ".المرجع:مجموع فتاوى ابن تيمية (12/ 107)
وقالَ ابنُ مفلح:" واختارَ الشيخُ تقيُّ الدين – أيْ ابن تيمية – أنّ المرادَ بالحروفِ الكلمةَ سواء كانت اسمًا أو فعلاً أو حَرْفًا أو اصطلاحًا، واحتجَّ بالخبر المذكور، فلولا أن المرادَ بالحَرْفِ الكلمةَ لا حَرْفَ الهجاءِ: لكانَ في " أَلِفْ لامْ مِيمْ " تِسْعُونَ حَسَنة، والخبرُ إنّما جعلَ فيه ثلاثين حَسَنة،وهذا وإنْ كانَ خِلافَ المفهومِ والمعروفِ مِن إطلاقِ الحَرْفِ، فقد استعمله الشَّارِعُ هُنا والله أعلم ".المرجع:الآداب الشرعية (2/ 312)
وقالَ ابنُ الجزريِّ:" وقد سألتُ شيخنا شيخَ الإسلام ابنَ كثير رحمه الله تعالى: ما المرادُ بالحَرْفِ في الحديثِ؟ فقال: الكلمةُ؛ لحديثِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه مَنْ قَرَأَ القرآنَ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ... ] () الحديث. وهذا الذي ذَكَرَهُ هو الصحيحُ؛ إذْ لو كانَ المرادُ بالحَرْفِ حَرْفَ الهجاءِ لكانَ أَلِفٌ بِثَلاثَةِ أَحْرُفٍ ولاَمٌ بِثَلاثَةٍ ومِيمٌ بِثَلاثَةٍ، وقد يَعْسُرُ على فَهْمِ بعض الناس فينبغي أنْ يُتفطَّنَ لَهُ فكثيرٌ مِن الناسِ لا يعرفه. المرجع:النشر في القراءات العشر (2/ 453 – 454).
ولذا ألا ترون أن تحرير مسألة الرسم هل هي توقيفية أم اصطلاحية هي مفتاح لمثل هذه الاختلافات , فإن كان توقيفاً فليس للعقول مدخل فيه فما ظهر لنا منه قلنا به لا على سبيل القطع ,وإلا وكلنا أمره إلى الله , وإن كان اصطلاحياً , فجوابه في دراسة هذا الاصطلاح والقواعد التي بني عليها وهنا في مثالنا تدرس قاعدة الزيادة والحذف اسأل الله أن يوفقنا جميعاً للفهم في كتابه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Apr 2004, 06:01 م]ـ
شكر الله لك يا أخي أحمد، ولعل الإخوة يفتحون باب البحث في رسم المصحف والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Apr 2004, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=6397
هذا نقاش سابق عن مسألة الحرف، وأنا موافق فيه لما استنتجه الشيخ أبو خالد