ـ[ابو بشرى]ــــــــ[25 Apr 2004, 07:51 م]ـ
النحو القرآني
هذا عنوان كتاب قرأته قبل نحو ثمان سنين
أتذكرأن لقب مؤلفه "الأنصاري"
كان أستاذا للدراسات العليا بجامعة أم القرى
يتبنى نظرية وجيهة في النحو جديرة بالتأمل
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[28 Apr 2004, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد، فليعلم أن أحكام النَّحو ليست من صنع النحويين، فليس لهم إلا التقعيد على ما تقوله العرب، وحين وجدوا العرب يوحِّدون الفعل للفاعل المثنى والجمع قالوا: يجب توحيده لفاعله، بناءً على ما اطَّرد من لغة العرب، فإذا وجدت آية، كالمذكورة فيما سبق، أو حديث ـ وإن كان فيه رواية أخرى تجري على الكثير من كلام العرب وهي قوله صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة بالليل وملائكة في النهار، أو كما في البخاري: الملائكة يتعاقبون. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار .. ـ أقول إذا وجد ما هو خارج عن الكثير فإنه يحفظ ولا يقاس عليه، ولم يخطّئ أحد من النحويين هذه اللغة، بل كلهم ذكرها على أنها لغة لأزد شنوءة، وطيئ، ويذكرون هذه الآية وما شابهها كقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم}، وعليه فلا مجال لتكذيب النحويين في مثل هذا، ولو جعل لكل ما خرج عن الأصل قاعدة لكثرت القواعد والتفريعات، وهذا من التيسير كما هو ظاهر، لا كما قال الأخ الكريم: إنهم صعّبوا السهل و ركبوا الصّعب.
أمّا كتاب نظرية النحو القرآني، فهو للدكتور/ أحمد مكي الأنصاري، وهو دعوى لا حقيقة لها؛ إذ لا زال النحويون ينهلون من معين القرآن، وألفوا الكتب الكثيرة في نحوه وإعرابه، وما كتاب الشيخ ابن هشام الأنصاري (!) مغني اللبيب إلا نحو قرآني، إذ هو مغنٍ لقارئه عن كتب إعراب القرآن.
وهاهنا لطيفة في قول الأعرابي: أكلوني، إذ وصف البراغيث بالأكل لا بالقرص وهذا سهو منه فإن الأكل من صفات الحيوانات عاقلة وغير عاقلة، ولعله استعجل من شدة قرصها له!، وقيل إن الأكل هنا بمعنى العدوان والظلم. والسلام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2004, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الإشارة المهمة لعلم النحو وحاجة علم التفسير الشديدة لإتقانه والتبحر في مسائله.
وكما ذكر الدكتور دخيل وفقه الله وبارك في علمه، أن النحويين رحمهم الله قد بنوا قواعدهم على السماع من العرب، ولم يخرجوا في شيء من قواعدهم عن ذلك إلا ما لا يعتد به، وقد يكون هناك نقص في الاستقراء للغة العرب مما جعل العلماء يبنون على ما جُمع من اللغة، واعتبار ما خالفه لغات، وهذا منهج جيد ومنصف، وقد انتقده بعض العلماء غير أنهم أنصفوا العلماء في أنه لم يكن بالإمكان سلوك غير هذا المنهج في ذلك الوقت. وقد تحدث الشيخ سعيد الأفغاني رحمه الله عن هذا في كتابه (في أصول النحو). وقد كتب أحد الباحثين عن هذه المسألة رسالة علمية بعنوان (الاستقراء الناقص وأثره في النحو) وانتقد بأن الأولى أن يكون العنوان (نقص الاستقراء وأثره في النحو).
ويا حبذا لو تكرم الدكتور دخيل العواد - باعتبار تخصصه في اللغة العربية - بتوضيح ما يمكن أن ينتفع به المتخصصون في الدراسات القرآنية من المصنفات في النحو وكيفية الاستفادة منها.
ولا سيما أن أوائل المصنفات في اللغة والنحو تعد من صلب الدراسات القرآنية كمعاني القرآن للفراء والأخفش، ومجاز القرآن لأبي عبيدة. وكتاب سيبويه كذلك يعد من مصادر المفسرين المهمة حتى قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط: (فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير، وترقت إلى التحقيق فيه والتحرير، أن يعتكف على كتاب سيبويه، فهو في هذا الفن المعول عليه، والمستند في حل المشكلات إليه). وهو يعني أنه يعول عليه في علم النحو الذي لا يستغني عنه المفسَّر، وهذا صواب لا شك فيه.
أرجو أن يتسع وقتكم للكتابة حول هذه المسألة وفقكم الله.