تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهكذا كان رسول الله ? دائما إلى يوم الدين لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يده الوحي والرسائل إلى الأقاليم، ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلام كتب يوم الحديبية هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله فإنما حمله على ذلك رواية في صحيح البخارى 2699 (ثم أخذ فكتب). وهذه محمولة على الرواية الأخرى: (ثم أمر فكتب)

ولهذا اشتد النكير من فقهاء المشرق والمغرب على من قال بقول الباجي وتبرءوا منه وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم وإنما أراد الرجل أعني الباجي فيما يظهر عنه أنه كتب ذلك على وجه المعجزة لا أنه كان يحسن الكتابة كما قال ? إخبارا عن الدجال مكتوب بين عينيه كافر وفي رواية ك ف ر يقرؤها كل مؤمن وما أورده بعضهم من الحديث انه لم يمت ? حتى تعلم الكتابة فضعيف لا أصل له قال الله تعالى (وما كنت تتلو) أي تقرأ (من قبله من كتاب) لتأكيد النفي ولاتخطه بيمينك تأكيد أيضا وخرج مخرج الغالب كقوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه) وقوله تعالى (إذا لارتاب المبطلون) أي لو كنت تحسنها لارتاب بعض الجهلة من الناس فيقول إنما تعلم هذا من كتب قبله مأثورة عن الأنبياء مع أنهم قالوا ذلك مع علمهم بأنه أمي لا يحسن الكتابة (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) قال الله تعالى (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض) الآية وقال ها هنا (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) أي هذا القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق أمرا ونهيا وخبرا يحفظه العلماء يسره الله عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا كما قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وقال رسول الله ? ما من نبى إلا وقد أعطي ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا وفي حديث عياض بن حماد في صحيح مسلم 2865 يقول الله تعالى إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه قد جاء في الحديث الآخر لو كان القرآن في إهاب ما أحرقته النار ولأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ولهذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة أناجيلهم في صدورهم واختار بن جرير 216 أن المعنى في قوله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) بل العلم بأنك ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا ولا تخطه بيمينك آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب ونقله عن قتادة وبن جريج وحكى الأول عن الحسن البصرى فقط قلت وهو الذى رواه العوفي عن بن عباس وقاله الضحاك وهو الأظهر والله أعلم وقوله تعالى (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) أي ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها إلا الظالمون أي المعتدون المكابرون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه كما قال تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم) الآيات (ابن كثير ج 3/ 418)

وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم وذلك أن الأمي عند العرب هو الذي لا يكتب (تفسير الطبري ج 1/ 374)

الثالثة قوله تعالى (الأمي) هو منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها قاله بن عزيز وقال بن عباس رضي الله عنه كان نبيكم ? أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب قال الله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك العنكبوت وروي في الصحيح عن بن عمر عن النبي (تفسير القرطبي ج 7/ 298)

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:43 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا نص للإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير