تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما يمكن أن يُحمل على ما حمله عليه بعضهم، وهو أن القارئ لو قرأ الرسم كما هو لوقع من الخطأ، فإنه سيقرأ (الصلاة) بالواو كما هو مرسوم (الصلواه)، وهذا النوع هو الذي قال فيه عثمان: إني أرى فيه لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها، ذلك أنهم يعتمدون المنطوق لا المرسوم، لكن من جاء بعدهم قد يقع في الخطأ لو لم يكن يعرف القراءة من القراء، وأخذها عن المصاحف، لذا نهوا عن القراءة على مصحفي؛ لأنه سيقرأ ما رُسِم بحذافيره دون معرفة بأصول نطق الكلمة.

ويبقى هنا نقط مهمة، وهي أن من درس رسم المصحف ممن تأخر عن جيل السلف زعم وجود الحطأ، واعتمد على بعض الآثار التي مضى طريقة تخريجها، على ما في بعضها من الضعف، أقول إن هؤلاء المتأخرين يزعمون خطأ الكاتب، أو سوء هجائه ورسمه، وهذا مزلق خطير، وهو غير صحيح البتة، لماذا؟

ما الأصل الذي يقيس عليه المتأخرون خطأ رسم الصحابة للمصحف؟

إنه الإملاء المتعارَف عليه في عصرهم، فالفراء يقول في لفظ (ولأوضعوا خلالكم): ((وكتبت بلام ألف، وألف بعد ذلك، ولم يكتب في القرآن لها نظير، وذلك أنهم لا يستمرون في الكتاب على جهة واحدة، ألا ترى أنهم كتبوا (فما تعن النذر) بغير ياء، (وما تغني الآيات والنذر) بالياء، وهو من سوء هجاء الأولين) (معاني القرآن 1: 439).

فالفراء يجعل ذلك من سوء هجاء الأولين، فما المقياس الذي قاس به خطأهم؟

إنه هجاء عصره، وطريقة رسمهم للألفاظ.

وأنت لو قرأت مخطوطة معاني القرآن لرأيت فيها سوء هجاء عصر الفراء؛ لأنك تقيس على هجاء عصرك، وهذا ظاهر لمن عايش المخطوطات وحقرأ فيها أو حققها، لذا لا تكاد تجد مخطوطًا سابقًا لعصرك إلا والمحقق ينبه على تعديل رسم المخطوط إلى ما يوافق الرسم المتعارف عليه اليوم، وهذا يدلك على أن الرسم يتطور، وأن ما كان في عهد الصحابة، فهو متطور عن سابق له، وما كان في عهد الفراء، فهو متطور عما كان عليه السم في عهد الصحابة والتابعين، وماكان في عصر ابن خلدون فهو متطور عن سابقه، وهكذا حتى وصل إلى عصرنا.

ولا تزال ترى في عصرنا أو قريب منه نقاشات واختلافات في الرسم، وكأن الاختلاف في الرسم سنة من سننه، فتدبر ذلك، وأجل فيه فكرة، وأعد فيه النظر، يظهر لك الصواب، وتسلم من نقد من جعل الله على يديهم رفع دينه، وحفظ كتابه.

ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 May 2004, 05:05 م]ـ

الإجابات:

1 - لا لم يخطئوا

2 - الإجابة تعود للسؤال الأول، ثم كيف يراه خطأ ولا يغيره، وهو الخليفة الأول بإمكانه أن يعيد كتابة المصحف من أوله لآخره. وأمره نافذ مطاع.

3 - وتنوع كتابة الكلمة هنا، وهو أمر توقيفي في قناعتي، ويفيد هنا كونه يشير إلى اللقراءة المتواترة الثانية للكلمة وسأعود لتفصيل ذلك فيما بعد.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير